الإمارات تدخل على خط أزمة سد النهضة.. وفد دبلوماسي زار السودان لـ”تقريب وجهات النظر”

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/14 الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/14 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش
سد النهضة الإثيوبي - رويترز

قالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، إن وفداً من وزارة الخارجية الإماراتية اختتم زيارة للخرطوم استغرقت يوماً واحداً، وذلك ضمن مساعٍ جديدة تبذلها أبوظبي بهدف تقريب وجهات النظر في المفاوضات المتعثرة بين السودان وإثيوبيا ومصر، حول سد النهضة. 

بحسب الوكالة، فإن الجهود الجديدة التي بادرت أبوظبي إلى بذلها لم تأتِ بطلب من الخرطوم، فيما لم توضّح الجهة التي دعت الإمارات إلى التدخل للعب دور الوسيط لرأب الصدع بين إثيوبيا ودولتي المصبّ مصر والسودان، في الوقت الذي صعّدت فيه الخرطوم من لهجتها ضد أديس أبابا بملف سد النهضة، تزامناً مع توتر عسكري يسود حدود الدولتين مؤخراً. 

حيث أشارت "سونا" نقلاً عن مصدر مطلع لم تسمّه، إلى أن الوفد الإماراتي التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والري والموارد المائية السودانية، واستمع من المسؤولين إلى شرح مفصل حول موقف الخرطوم في ملف سد النهضة.

اشتراطات جديدة من السودان 

الثلاثاء، قدَّمت وزارة الخارجية السودانية اشتراطات جديدة للعودة إلى مفاوضات "سد النهضة" مع إثيوبيا ومصر، ملوّحة باللجوء لخيارات أخرى.

ولم يوضح وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين طبيعة الاشتراطات الجديدة للعودة إلى المفاوضات، لكنه قال "إنها قدمت لدولة جنوب إفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقي لإجراء محادثات ذات جدوى حول القضية".

وأعرب الوزير قمر الدين عن أمله بأن "تكون الدورة الجديدة للاتحاد الإفريقي، في فبراير/شباط المقبل، جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه السودان، وإلا سيكون له خيارات أخرى في هذا الملف".

مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود 

يأتي ذلك بعد أن أعلنت الخارجية السودانية، الأحد  10 يناير/كانون الثاني، فشل التوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد "النهضة"، مؤكدة أن الخرطوم لن تواصل المفاوضات، في الوقت الذي عبَّرت فيه وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن أسفها لوصول مفاوضات سد النهضة إلى "طريق مسدود". 

جاء ذلك مباشرة بعد انتهاء اجتماع سداسي لمصر والسودان وإثيوبيا، لبحث قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، شارك فيه وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

وزير الري السوداني، ياسر عباس، قال في تصريح له عقب الجلسة: "لا يمكننا أن نستمر في هذه الحلقة المفرغة من المباحثات بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية"،  مشدداً على أن "مفاوضات (الأحد) بشأن سد النهضة انتهت إلى الفشل".

في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، أن "الاجتماع بشأن سد النهضة أخفق في تحقيق تقدم بسبب خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات".

كما أكدت أيضاً أن القاهرة جدّدت تأكيدها على "استعدادها لمفاوضات فعالة للتوصل إلى اتفاق ملزم لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة".

في الجهة المقابلة، وفي أول تعقيب لها، قالت الحكومة الإثيوبية إن "السودان رفض مقترحاً من الاتحاد الإفريقي بعقد اجتماع مع الخبراء الأفارقة"، متعهدة بـ"تلبية مخاوف السودان بشأن سلامة السدود وتبادل البيانات والقضايا الفنية الأخرى".

وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد على مدار 9 سنوات مضت، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.

​​​​​​​حيث تُصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل سلباً.

توتر على الحدود 

تعثر المفاوضات تزامَنَ مع توترات عسكرية شهدتها الحدود بين السودان وإثيوبيا، إذ قالت وزارة الخارجية السودانية، أمس الأربعاء، إن طائرة عسكرية إثيوبية عبرت الحدود بين إثيوبيا والسودان "في تصعيد خطير وغير مبرر". 

 في المقابل، اتهم سفير أديس أبابا لدى الخرطوم بيتال أميرو، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل الأراضي الإثيوبية.

توتر الحدود يأتي في ظل نزاع مستمر منذ عقود على الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل، لكن اشتباكات اندلعت بين قوات من البلدين في أواخر العام الماضي، واستمرت لأسابيع.

تحميل المزيد