تجتمع لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2021، لدراسة النسخ المتحورة من فيروس كورونا المستجد والتي أصبحت تقلق سلطات دول العالم، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وعادت هذه النسخ الجديد من كورونا إلى الظهور بعدما احتوت الجائحة بشكل واسع سابقاً، كما تم تسجيل أول حالة وفاة فيها الخميس منذ أيار/مايو الماضي.
النسخ المتحورة من كورونا شديدة العدوى، ظهرت لأول مرة في بريطانيا وانتشرت في 50 بلداً، فيما انتشرت النسخة الجنوب إفريقية المتحورة في 20 بلداً، بحسب منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن العدد قد يكون أعلى.
وسجلت بريطانيا التي تشهد أكبر ارتفاع في الإصابات وأعلى حصيلة ضحايا في أوروبا مع نحو 85 ألف حالة وفاة، الأربعاء 1564 وفاة جديدة في أسوأ حصيلة يومية منذ بدء الجائحة.
"نسخة مقلقة" من كورونا
فيما يجري حالياً تحليل نسخة ثالثة منشؤها منطقة الأمازون البرازيلية، إذ أعلن اليابان عن رصدها الأحد، وقد تؤثر على الرد المناعي على ما أوضحت المنظمة التي تحدثت عن "نسخة مقلقة".
كما وسعت اليابان نطاق حالة الطوارئ مع ظهور النسخة الجديدة للفيروس لتشمل إلى جانب طوكيو وضواحيها، سبع مقاطعات أخرى مع إغلاق الحانات والمطاعم مساء.
واستدعيت لجنة خبراء المنظمة التي تجتمع عادة كل ثلاثة أشهر قبل أسبوعين من موعد اجتماعها، للبحث خصوصاً في هذه النسخ المتحورة التي تتطلب "نقاشاً سريعاً"، كما ستصدر توصيات لمنظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء في ختام اجتماع الخميس على ما جاء في بيان للمنظمة نشر في جنيف.
محققو الصحة العالمية في الصين
يأتي هذا في وقت وصل فيه إلى مدينة ووهان الصينية الخميس فريق خبراء من منظمة الصحة العالمية لمباشرة التحقيق في منشأ الجائحة بعد خضوعهم لحجر صحي وقائي، وقد ظهر فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى في العالم في هذه المدينة في نهاية 2019.
كما أعلنت الصين بالتزامن تسجيل أول حالة وفاة بكوفيد-19 على أراضيها منذ ثمانية أشهر، وقالت لجنة الصحة الوطنية إن حالة الوفاة سجّلت في مقاطعة خبي شمال البلاد، من دون مزيد من التفاصيل.
وكانت السلطات فرضت إغلاقاً عاماً في عدد من مدن هذه المقاطعة بعد عودة الفيروس للتفشّي فيها. وسجّلت آخر حالة وفاة ناجمة عن كوفيد-19 في الصين القارية في أيار/مايو 2020. وأشارت السلطات إلى 138 إصابة جديدة في البلاد وهي أعلى حصيلة يومية منذ آذار/مارس.
أوروبا تعود إلى الإغلاق
البرتغال من جهتها فرضت الإغلاق التام مجدداً اعتباراً من الجمعة في وقت ينتشر فيه الفيروس بشكل متسارع مع تسجيل أكثر من 10500 إصابة جديدة الأربعاء في صفوف السكان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة.
وفي إسبانيا المجاورة سجلت نحو 39 ألف إصابة جديدة الأربعاء، ما يشكل "وضعاً محفوفاً بمخاطر قصوى"، على ما قالت وزيرة إدارة الأراضي كارولينا داريس.
أما في إيطاليا فقد أعلنت السلطات تمديد حالة الطوارئ حتى 30 نيسان/أبريل، فيما تحبس فرنسا أنفاسها مع الكشف الخميس عن تدابير جديدة لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات التي زادت على 23 ألفاً الأربعاء وانتشار النسخة البريطانية المتحورة من الفيروس.
تحذيرات الصحة العالمية
يأتي هذا بعد أن حذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، من أن العام الثاني لجائحة فيروس كورونا قد يكون أشد من عامها الأول بالنظر إلى مدى انتشار الفيروس، خاصة مع تفشي سلالات جديدة منه أكثر عدوى من سابقيها.
مايك رايان، المسؤول بمنظمة الصحة العالمية، قال إن "العام الثاني من هذه (الجائحة) قد يكون أشد بالنظر إلى بعض آليات الانتقال (للعدوى)".
كما أفادت المنظمة في أحدث بيان لها بشأن الأوبئة والذي أصدرته الثلاثاء بأنه بعد أسبوعين من تسجيل عدد أقل من الحالات، جرى رصد خمسة ملايين حالة جديدة الأسبوع الماضي، فيما توقعت الرئيسة الفنية لمنظمة الصحة العالمية ماريا كيركوف بعد العطلة في بعض البلدان، أن يزداد الوضع سوءاً قبل أن يتحسن.
كما حذرت المنظمة العالمية قبل أسبوعين من أنه رغم شدة جائحة كوفيد-19 التي أوقعت أكثر من 1,7 مليون وفاة وعشرات ملايين الإصابات في غضون عام، يتعيّن بإلحاح الاستعداد "للأسوأ".
إذ قال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة مايكل رايان في المؤتمر الصحفي الأخير لعام 2020 للمنظمة التي تقف في الخط الأمامي في مكافحة أسوأ جائحة شهدها العالم منذ 100 عام: "إنه جرس إنذار".
كما حذر رايان الذي واجه ميدانياً في حياته المهنية أخطر الأمراض: "هذه الجائحة شديدة الحدية. وقد تفشت سريعاً في مختلف أنحاء العالم وقد بلغت كل أصقاع الكوكب، لكنها ليست بالضرورة الأسوأ"، مؤكداً أن الفيروس يتفشى بسهولة كبيرة ويفتك بالبشر.