كشف موقع "ميديا بارت" الفرنسي عن فتح تحقيق واسع في ظروف وشروط حصول حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقيادة مارين لوبان، على دعم إماراتي بقيمة 8 ملايين يورو عام 2017.
إنقاذ حزب لوبان
الموقع قال في تحقيق نُشر الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، إنّ القرض الذي منحته الإمارات لحزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقاً) "أنقذ الحزب بعد انتخابات العام 2017، حيث كان يمر بصعوبات مالية كبيرة".
ينظر جزء من التحقيق في "العمولة المدفوعة" على هامش حصول الحزب على هذا القرض، مشيراً إلى أنّ الطرف الثالث في التعاقد كان العضو السابق بالبرلمان الأوروبي، رجل الأعمال الفرنسي لوران فوشير.
تم توقيع عقد التمويل الإماراتي بمدينة "بانغي"، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى في يونيو/حزيران 2017، بينما كان فوشير ممثلاً لبنك إماراتي، وتبلغ قيمة ما قدمته الإمارات آنذاك لإنقاذ الحزب اليميني 8 ملايين يورو، وفقاً للموقع الفرنسية.
فوشير كان لديه مجموعة مصالح تجارية في إفريقيا والمقرب من كلود جيان، اليد اليمنى السابقة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وحسب الموقع، ثبت أن المبلغ تم تحويله من طرف شركة التمويل الإماراتية "نور كابيتال" بإشراف أحد مسؤوليها.
تُعرّف "نور كابيتال" نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "شركة مساهمة خاصة تعمل في مجال الاستثمارات المالية، مرخصة من قبل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي".
حزب متطرف
تُعد لوبان وحزبها من أبرز أطراف اليمين المتطرف في فرنسا، فالحزب لديه سياسات معادية للمسلمين، والهجرة، كما أنه من أنصار الدعوات إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي على غرار ما فعلته بريطانيا.
تقود لوبان حزب والدها (التجمع الوطني)، منذ 16 يناير/كانون الثاني 2011، ومنذ ذلك الحين تعزف لوبان على وتر تعديل الصورة النمطية لحزبها، والابتعاد قدر الإمكان عن السياسة اليمينية المتطرفة والمعادية للسامية، غير أنها حافظت على نقاط تقاطع عديدة مع سياسة والدها، ومن ذلك معاداتها للإسلام والمهاجرين والاتحاد الأوروبي.
شنت لوبان حرباً ضروساً على الإسلام، معتبرة أن هذا الدين هو "مصدر المشاكل" في فرنسا، وأن المسلمين يشكلون "خطراً" على الهوية الفرنسية "تماماً كالمهاجرين"؛ ولذلك تعهّدت بالحد من دخول اللاجئين إلى فرنسا بمعدل 10 آلاف إلى 20 ألفاً سنوياً في حال وصولها إلى الإليزيه.
وعدت أيضاً بالحد من وصول المهاجرين إلى الخدمات العامة، وناهضت بشدة ارتداء "المايوه الشرعي" أو ما يعرف بـ"البوركيني" على الشواطئ الفرنسية، معتبرة في مقابلة لها مع "سي إن إن" الأمريكية، في سبتمبر/أيلول 2016، أن هذا اللباس هو من "أعراض التعصّب الإسلامي".
في العام 2010، شبّهت لوبان، خلال كلمة ألقتها بمدينة "ليون" (جنوب) في إطار حملتها الانتخابية آنذاك لرئاسة "الجبهة الوطنية"، المصلّين خارج المساجد بـ"المحتلّين النازيين".
وبعد أن برأها القضاء الفرنسي، أواخر 2015، من تهمة التحريض على الحقد على خلفية ما سبق، إلا أنها تمكنت جزئياً من منح الانطباع بأنها أقل تطرّفاً من والدها.
يُذكر أن لوبان نافست الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في العام 2017، وخسرت أمامه.