دعت المرشحة الرئاسية ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، عشرات الملايين من متابعيها، الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني 2021، إلى مشاهدة فيلم "المنشق" الوثائقي، الذي يتحدث عن قتل الصحفي السعودي البارز، جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول.
كلينتون وعلى حسابها في تويتر الذي يتابعه 30.3 مليون شخص، قالت في تغريدة: "إذا لم تكن شاهدت بعد فيلم المنشق، فآمل أن تفعل. إنه وثائقي قوي بشكل لا يصدق حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي على يد الحكومة السعودية، وهو متاح للمُشاهدة الآن".
حظيت تغريدة كلينتون بتفاعل كبير، وأعاد نشرها 3600 شخص، وعلّق عليها 3700 شخص، حتى الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش.
من جانبها، شكرت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، هيلاري كلينتون على دعوتها لمشاهدة فيلم اغتيال خاشقجي، وقالت لها: "شكراً لدعمك".
فيلم اغتيال خاشقجي
وبدأ عرض الفيلم الوثائقي The Dissident (المنشق)، الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2021، إذ حصلت عليه أخيراً شركة التوزيع المستقلة Briarcliff Entertainment، في صفقة أبرمتها خلال سبتمبر/أيلول 2020، وذلك بعد رفض عرضه على منصات بث عالمية مثل "نتفلكس" أو "أمازون برايم".
بحسب ما نشرته شبكة NBC News الأمريكية في وقت سابق، فإن مخرج الفيلم براين فوغيل يشعر بأن فيلمه الوثائقي "القوي" لن يلقى رواجاً كبيراً، وناشد أثناء تصوير الفيلم شركات الإعلام ألا تخاف، وقال: "أكبر أحلامي هو أن تتصدّى شركات التوزيع للسعودية".
لكنه صرّح خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، بأنه وبعد عناء استمر 8 أشهر، وجد شركة لعرض فيلمه، لكنها مستقلة ولا تملك منصة بث عالمية.
والاستقبال الفاتر الذي لقيه فيلم اغتيال خاشقجي من شركات الإعلام الأكبر، ليس بسبب سوئه، كما يقول تقرير نشرته شبكة NBC News الأمريكية؛ إذ إنه حصل من النقاد على تقييم 97% في موقع Rotten Tomatoes، وعلى 99% من الجمهور أو عدم أهميته؛ وإنما بسبب علانيته في انتقاد السعودية.
ويعرض الفيلم مقاطع صوتية تسجل اغتيال خاشقجي، ومقابلات مع خطيبته خديجة جنكيز، ومع السلطات التركية، ومحققين من الأمم المتحدة، وتفاصيل عن جهود الاختراق من جانب السعودية، وضمن ذلك تسريب مكالمة تليفونية لمؤسس شركة Amazon جيف بيزوس.
كانت خطيبة خاشقجي قد قالت في وقت سابق: "آمل أن يُبقي هذا الفيلم اسم جمال وحياته وقيمه حية. آمل أن يطرح الناس المزيد والمزيد من الأسئلة".
جدير بالذكر أن هذا فيلم اغتيال خاشقجي عُرض في مهرجان "صن دانس" السينمائي، وحقق ردود فعل كبيرة.
قُتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، عن عمر ناهز 59 عاماً، في قضية هزت الرأي العام الدولي، مع اتهامات تنفيها الرياض بأن ولي العهد محمد بن سلمان، هو من أصدر أمر اغتياله.
لم يعثر بعد على رفات خاشقجي الذي كان يكتب في صحيفة واشنطن بوست، وأغرقت قضية مقتله السعودية في إحدى أسوأ أزماتها الدبلوماسية، لاسيما أن الرياض قالت إن الصحفي قُتل خلال عملية غير مصرح لها، لكن مسؤولين أتراكاً وأمريكيين يرون أن الاغتيال ما كان لينفذ من دون موافقة محمد بن سلمان.
تقول الوكالة الفرنسية إن محاكمة غير شفافة أُجريت في السعودية، وحُكم في نهايتها على خمسة أشخاص بالإعدام، لكن أحكامهم خففت في أيلول/سبتمبر للسجن 20 عاماً.
من جانبها، أصدرت تركيا عشرات لوائح الاتهامات لسعوديين على صلة بمقتل الصحفي خاشقجي، وكان لمقتل الصحفي دور كبير في تدهور العلاقات بين الرياض وأنقرة.