قالت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، إن طائرة عسكرية إثيوبية عبرت الحدود بين إثيوبيا والسودان "في تصعيد خطير وغير مبرر"، وأضافت أن الحادث "يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية".
بسبب نزاع مستمر منذ عقود على الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل، اندلعت اشتباكات بين قوات من البلدين استمرت لأسابيع في أواخر العام الماضي.
تصعيد على الحدود بين إثيوبيا والسودان
في المقابل، اتهم سفير أديس أبابا لدى الخرطوم بيتال أميرو، الأربعاء، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل الأراضي الإثيوبية.
جاء ذلك خلال اجتماع مع ممثلي منظمات دولية وسفراء دول أجنبية، بالعاصمة السودانية الخرطوم، وفق مراسل الأناضول.
قال أميرو: "فوجئنا بهجمات من الجيش السوداني على أراضٍ إثيوبية، والاستيلاء على 9 معسكرات منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي". وأضاف: "ينبغي إيقاف هجوم الجيش السوداني على إثيوبيا لإيجاد حل بالوسائل السلمية".
كما أوضح أن اللجنة الخاصة بترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا عام 1972 لم ترفع تقاريرها حول حل مشكلة الزراعة والاستيطان، كما أن المزارعين الإثيوبيين لا يمكن إزاحتهم من هذه المنطقة.
السودان ينفي السيطرة على أراضٍ إثيوبية
بينما نفى رئيس المفوضية القومية للحدود بالسودان معاذ تنقو، الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني، سيطرة قوات بلاده على أراض إثيوبية على الحدود بين إثيوبيا والسودان. وقال تنقو للأناضول، إنه "لا توجد قوات سودانية في أرض إثيوبية، بل هي موجودة بالسودان وتعرف جيداً حدود بلادها".
مؤخراً، شهدت الحدود بين إثيوبيا والسودان، تطورات عديدة ملفتة، انطلقت شرارتها بهجوم مسلح استهدف قوة للجيش السوداني في جبل "طورية" (شرق) منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
النزاع في هذه المنطقة على الحدود بين إثيوبيا والسودان قديم، لكنه ظل بين مزارعين إثيوبيين وسودانيين، حيث يهاجم مسلحون إثيوبيون مزارعين سودانيين بغرض السلب والنهب، وكثيراً ما سقط قتلى وجرحى، وفق الخرطوم.
إذ يتهم السودان الجيش الإثيوبي بدعم ما يصفه بـ"الميليشيات الإثيوبية"، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إنها "جماعات خارجة عن القانون".
إثيوبيا تحذر من نفاد صبرها
كما حذرت إثيوبيا السودان، الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني، من نفاد صبرها إزاء استمرار جارتها في الحشد العسكري في منطقة حدودية متنازع عليها رغم محاولات نزع فتيل التوترات بالدبلوماسية.
إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي للصحفيين: "يبدو أن الجانب السوداني يسبق ليشعل الموقف على الأرض". وأضاف: "هل ستبدأ إثيوبيا حرباً؟ حسناً، نحن نقول دعونا نعمل بالدبلوماسية".
مضى المسؤول الإثيوبي يقول في مؤتمر صحفي في أديس أبابا: "إلى أي مدى ستواصل إثيوبيا حل المسألة باستخدام الدبلوماسية؟ حسناً، ليس هناك شيء ليس له حد. كل شيء له حد".
بينما قال وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح إن بلاده لا تريد حرباً مع إثيوبيا، لكن قواتها سترد على أي عدوان. وأضاف لرويترز: "نخشى أن تكون هذه التصريحات تستبطن مواقف عدوانية على السودان. نطالب إثيوبيا بوقف الهجوم على الأراضى السودانية والمزارعين السودانيين".