هدَّدتا بمعاقبة شركاتها.. بريطانيا وكندا تحظران منتجات الصين القادمة من “معسكرات اعتقال” الإيغور المسلمين

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/12 الساعة 22:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/13 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش
معسكرات اعتقال الإيغور تسميها الصين "إعادة تأهيل"/ رويترز

أعلنت كل من المملكة المتحدة وكندا الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني 2021، تدابير تمنع وصول البضائع المرتبطة بالعمل القسري الذي يزعم أن بكين تفرضه على أقلية الإيغور المسلمة في "معسكرات اعتقال" في إقليم شينجيانغ، إلى المستهلكين في البلدين، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وفقاً لخبراء أجانب، اُحتُجِز مليون فرد من الإيغور، وهم الأقلية العرقية الرئيسية في شينجيانغ، خلال السنوات الأخيرة في معسكرات "لإعادة التثقيف السياسي".

إلا أن بكين تنفي تلك الادعاءات وتقول إنها مراكز تدريب مهني تهدف إلى إبعاد الناس عن إغراءات الإسلام المتطرف والإرهاب والانفصالية بعد سلسلة من الهجمات المنسوبة إلى الإيغور.

الصين تمارس "همجية" بحق أقلية الإيغور المسلمة

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمام النواب البريطانيين إنها "همجية اعتقدنا أنه تم التخلي عنها وسقطت بالماضي وهي تمارس اليوم"، مشيراً إلى "التوقيفات التعسفية وإعادة التثقيف السياسي والعمل بالإكراه والتعذيب والتعقيم القسري للإيغور" على نطاق واسع.

كما تابع المسؤول البريطاني أن المملكة المتحدة لديها "واجب أخلاقي" للتعامل مع هذه المسألة معلناً تدابير لحظر الواردات والصادرات المرتبطة بالعمل القسري للإيغور.

دومينيك راب قال أيضاً: "يجب أن نتحرك لضمان عدم مشاركة الشركات البريطانية في سلاسل التوريد التي تؤدي إلى بوابات معسكرات الاعتقال في شينجيانغ".

الصين تطبق إجراءات قاسية لقمع انتشار ثقافة ودين مسلمي الإيغور
الصين تطبق إجراءات قاسية لقمع انتشار ثقافة ودين مسلمي الإيغور

أضاف أن الأمر يتعلق أيضاً بـ"ضمان عدم وصول المنتجات الناتجة عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى أرفف المتاجر التي نتسوّق فيها".

في المقابل، دعا السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون المملكة المتحدة إلى "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين". وبعد مداخلة للندن بشأن الإيغور خلال اجتماع لمجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، ندد الدبلوماسي الصيني بهجوم "سياسي بحت" و"لا أساس له".

عقوبات في حق الشركات البريطانية والكندية

كما أعلنت كندا أنها ستحذو حذو المملكة المتحدة، معلنة "فرض حظر على استيراد البضائع التي تنتج كلياً أو جزئياً (في ظل) العمل القسري" للإيغور. وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء الأدلة" على انتهاكات حقوق هذه الأقلية.

في المملكة المتحدة، سيتم إصدار توجيهات للشركات البريطانية التي ستُفرض عليها غرامات إذا عجزت عن إثبات أن إمداداتها ليست مرتبطة بالعمل القسري في شينجيانغ، الإقليم الضخم في شمال غرب الصين ويعدّ المورّد الرئيسي للقطن على مستوى العالم.

في بداية يناير/كانون الثاني، تعهدت سلسلة المتاجر البريطانية "ماركس أند سبنسر" بعدم استخدام القطن من شينجيانغ في الملابس التي تبيعها. وهي أول شركة بريطانية كبرى تنضم إلى "دعوة للتحرك" من أجل الإيغور أطلقتها حوالي 300 منظمة غير حكومية.

في صفوف المعارضة البريطانية العمّالية كما في صفوف المحافظين الحاكمين، قال نواب إن الإجراءات المعلنة الثلاثاء ليست كافية، مطالبين بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين في شينجيانغ.

قرار يزيد من توتر العلاقات بين لندن وبكين

يأتي إعلان هذه الإجراءات بعد وقت قصير من التوصل إلى اتفاق مبدئي في نهاية ديسمبر/كانون الأول انتقده المدافعون عن حقوق الإنسان بشأن استثمارات بين الصين والاتحاد الأوروبي الذي لم تعد المملكة المتحدة جزءاً منه.

إذ إنه من شأن الإعلان أن يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين لندن وبكين خصوصاً بعد الانتقادات التي وجهتها لندن إلى الحملة القمعية على الحركات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ.

عارضت الحكومة البريطانية قانون الأمن القومي المثير للجدل واعتبرته انتهاكاً خطيراً للمعاهدة الصينية البريطانية بشأن تسليم المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين في العام 1997.

من المواضيع الخلافية أيضاً استبعاد لندن مجموعة هواوي الصينية التي تتهمها واشنطن بالتجسس، من شبكة الجيل الخامس (5 جي) الخاصة بها. وتم تقديم مشروع قانون بهذا الشأن إلى البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني.

تحميل المزيد