أطلعت شرطة مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية واشنطن الديمقراطيين، على خطط تهدف لتنظيم ثلاث مظاهرات أخرى خلال الأيام المقبلة، يحتمل أن تكون مروعة، وتنطوي إحدى المؤامرات على تطويق مبنى الكابيتول واغتيال الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، وفق ما ذكره موقع HuffPost الأمريكي الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ أوضح الموقع في مكالمة خاصة ليلة الإثنين، أخبرت قيادات جديدة في شرطة الكابيتول أعضاء الحزب الديمقراطي بالكونغرس أنهم كانوا يراقبون عن كثب ثلاثة مخططات منفصلة قد تشكل تهديدات خطيرة لأعضاء الكونغرس بينما تستعد واشنطن لتنصيب الدّيمقراطيّ جو بايدن لمنصب الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
3 مخططات للإطاحة بالحكومة الأمريكية
الأولى هي مظاهرة وُصفت بأنها "أكبر احتجاج مسلح على الإطلاق يحدث على الأراضي الأمريكية".
بينما الثانية هي مظاهرة تكريماً لآشلي بابيت، المرأة التي قُتلت أثناء محاولتها التسلق في مبنى الكابيتول والدخول إلى ردهة مجلس النواب، خلال حصار الكابيتول المؤيد لترامب يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني.
أما الثالثة فقال عنها ثلاثة أعضاء في الكونغرس إنها كانت إلى حد بعيد المؤامرة الأكثر إثارة للقلق، كان من المقرر أن يشارك فيها المتمردون الذين يشكلون خطاً يطوق مبنى الكابيتول والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ثم منع الأعضاء الديمقراطيين من دخول مبنى البرلمان، بل ربما قتلهم، حتى يتمكن الجمهوريون من السيطرة على الحكومة.
كان الأمر "مربكاً للغاية"
كان أعضاء الكونغرس الذين تحدث معهم موقع HuffPost ليلة الإثنين، 11 يناير/كانون الثاني، قلقين للغاية بعد تلك المكالمة. وقال أحد الأعضاء: "كان الأمر مربكاً للغاية".
خلال المكالمة حذر المسؤولون أعضاء الكونغرس من تبادل الكثير من المعلومات مع وسائل الإعلام، قائلين إن إفشاء معلومات محددة تتضمن التواريخ والأوقات والتدابير المضادة قد يساعد مدبري المؤامرات. لا يكشف موقع HuffPost عن معلومات محددة، مثل من يبدو أنهم ينظمون هذه المؤامرات وموعد حدوثها.
كما قال أحد أعضاء الكونغرس صراحةً إن هذه الجماعات كانت تحاول حمل الصحفيين على نشر الأنباء عن مظاهراتهم.
هذا العضو أوضح قائلاً: "قُطعت بعض اتصالاتهم الرئيسية لتنظيم هذه الهجمات، لذا فإنهم يحاولون عمداً حمل وسائل الإعلام على نشر الأخبار عن هذا الأمر بوصفها وسيلة لزيادة نشر المعلومات وجذب المزيد من الدعم لهجماتهم".
خاصة أن المخطط كان يهدف لاغتيال النواب
أُبلغ الأعضاء الديمقراطيون بأن شرطة مبنى الكابيتول والحرس الوطني كانوا يستعدان لعشرات الآلاف من المحتجين المسلحين القادمين إلى واشنطن ويضعون قواعد الاشتباك التي توضع للحروب. بوجهٍ عام لا يعتزم أفراد الجيش أو الشرطة إطلاق النار على أي شخص قبل أن يطلق أحد مثيري الشغب النار، ولكن قد تحدث بعض الاستثناءات.
قيل للأعضاء إن مؤامرة تطويق مبنى الكابيتول تضمنت أيضاً مخططاتٍ لتطويق البيت الأبيض، حتى لا يتمكن أحد من إلحاق الضرر بترامب، وتطويق المحكمة العليا، وذلك ببساطة لإغلاق المحاكم.
كما تتضمن خطة محاصرة مبنى الكابيتول اغتيال الديمقراطيين والجمهوريين الذين لم يدعموا جهود ترامب لإلغاء الانتخابات، والسماح للأعضاء الجمهوريين الآخرين بدخول المبنى والسيطرة على الحكومة.
برغم تأكيد شرطة الكابيتول للأعضاء أنهم كانوا مستعدين لهذه المؤامرات الإرهابية، كان هناك قلق واضح لدى عدد من أعضاء الكونغرس.
كان أحد موضوعات المناقشة هو ضرورة وضع كل أعضاء الكونغرس خلال جهاز الكشف عن المعادن قبل تنصيب الرئيس. وقال أحد الأعضاء في المكالمة مع موقع HuffPost إن هناك "إدراكاً واسعاً" بأن شرطة الكابيتول بحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات ضد "كل هؤلاء الأعضاء الذين كانوا متواطئين مع المتمردين الذين يودون حمل أسلحتهم".
تأهب لتأمين حفل تنصيب بايدن
تأتي الاستعدادات الأمنية الضخمة قرب مبنى الكابيتول في وقت حذر فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في وثيقة داخلية، بأن أنصاراً لترامب يخططون للقيام بتظاهرات مسلحة في الولايات الخمسين، خلال الفترة الممتدة من نهاية هذا الأسبوع إلى موعد أداء بايدن اليمين الدستورية.
لكن لتفادي أي سيناريو كارثي كالذي حصل عند اقتحام مبنى "الكابيتول"، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، أنها سمحت بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني، خلال مراسم تنصيب بايدن، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
رئيس مكتب الحرس الوطني في وزارة الدفاع، الجنرال دانيال هوكانسون، قال إنه إضافة إلى 6200 عنصر ينتشرون حالياً في واشنطن، سيتم إرسال تعزيزات من حوالي عشرة آلاف عنصر بحلول نهاية الأسبوع قبل حفل تنصيب بايدن.
كذلك أشار هوكانسون إلى أنه من الممكن أن يؤازرهم حوالي 5 آلاف عنصر من الجيش بحلول يوم التنصيب، ليصبح إجمالي عدد العناصر الذين سيؤمّنون هذه المراسم 15 ألف عسكري.
دعوة للبقاء في المنازل
في إجراء نادر أيضاً خشية من خطورة وقوع أعمال عنف، إضافة إلى مخاطر انتشار فيروس كورونا يوم حفل تنصيب بايدن في منصة قرب مبنى الكابيتول، دعت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر، أنصار بايدن إلى تفادي القدوم إلى العاصمة يوم تنصيب الرئيس الجديد. باوزر قالت: "نطلب من الأمريكيين عدم القدوم إلى واشنطن لحفل تنصيب الرئيس التاسع والأربعين، في 20 يناير/كانون الثاني، وعوضاً عن ذلك المشاركة عبر الإنترنت".
إضافة إلى ذلك، أوضحت باوزر خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، أنّها طلبت من ترامب أن يعلن بصورة مسبقة حالة الطوارئ في واشنطن لمناسبة حفل التنصيب، لكي تتمكّن سلطات العاصمة من استخدام أموال فيدرالية لتأمين الاحتياجات الأمنية.
أضافت أنّها طلبت أيضاً من وزارة الأمن الداخلي تمديد فترة الطوارئ لما بعد أداء اليمين، وإلغاء جميع تراخيص التجمعات خلال هذه الفترة.
بالفعل أعلن البيت الأبيض، الإثنين، أن ترامب وافق على إعلان الطوارئ في واشنطن من أجل حفل تنصيب الرئيس جو بايدن، مشيراً إلى أن حالة الطوارئ تبدأ من الإثنين وحتى يوم 24 من يناير/كانون الثاني، أي أنها ستستمر 4 أيام إضافية بعد تنصيب بايدن.