تستعد السلطات الأمريكية على نطاق واسع، لتأمين حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، والمقرر يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021، وسط مخاوف من أعمال عنف جديدة خلال التنصيب، عززها اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للكونغرس.
تأهب لتأمين حفل تنصيب بايدن
تأتي الاستعدادات الأمنية الضخمة في وقت حذر فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في وثيقة داخلية، بأن أنصاراً لترامب يخططون للقيام بتظاهرات مسلحة في الولايات الخمسين، خلال الفترة الممتدة من نهاية هذا الأسبوع إلى موعد أداء بايدن اليمين الدستورية.
لكن لتفادي أي سيناريو كارثي كالذي حصل عند اقتحام مبنى "الكابيتول"، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، أنها سمحت بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني، خلال مراسم تنصيب بايدن، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
رئيس مكتب الحرس الوطني في وزارة الدفاع، الجنرال دانيال هوكانسون، قال إنه إضافة إلى 6200 عنصر ينتشرون حالياً في واشنطن، سيتم إرسال تعزيزات من حوالي عشرة آلاف عنصر بحلول نهاية الأسبوع قبل حفل تنصيب بايدن.
كذلك أشار هوكانسون إلى أنه من الممكن أن يؤازرهم حوالي 5 آلاف عنصر من الجيش بحلول يوم التنصيب، ليصبح إجمالي عدد العناصر الذين سيؤمّنون هذه المراسم 15 ألف عسكري.
هذه القوات ستكون مجهزة بمعدات وأسلحة مكافحة الشغب، غير أنه لم يسمح لها حتى الآن بحمل أسلحة في شوارع العاصمة الفيدرالية، بحسب ما أكده هوكانسون.
وتتقدم التحضيرات للمراسم بوتيرة سريعة، لاسيما مع إقامة سياج أمني حول محيط مبنى الكابيتول، حيث سيؤدي بايدن اليمين الدستورية خلفاً لترامب.
دعوة للبقاء في المنازل
وفي إجراء نادر أيضاً خشية من خطورة وقوع أعمال عنف، إضافة إلى مخاطر انتشار فيروس كورونا يوم حفل تنصيب بايدن، دعت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر، أنصار بايدن إلى تفادي القدوم إلى العاصمة يوم تنصيب الرئيس الجديد.
باوزر قالت: "نطلب من الأمريكيين عدم القدوم إلى واشنطن لحفل تنصيب الرئيس التاسع والأربعين، في 20 يناير/كانون الثاني، وعوضاً عن ذلك المشاركة عبر الإنترنت".
إضافة إلى ذلك، أوضحت باوزر خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، أنّها طلبت من ترامب أن يعلن بصورة مسبقة حالة الطوارئ في واشنطن لمناسبة حفل التنصيب، لكي تتمكّن سلطات العاصمة من استخدام أموال فيدرالية لتأمين الاحتياجات الأمنية.
أضافت أنّها طلبت أيضاً من وزارة الأمن الداخلي تمديد فترة الطوارئ لما بعد أداء اليمين، وإلغاء جميع تراخيص التجمعات خلال هذه الفترة.
وبالفعل أعلن البيت الأبيض، أمس الإثنين، أن ترامب وافق على إعلان الطوارئ في واشنطن من أجل حفل تنصيب الرئيس جو بايدن، مشيراً إلى أن حالة الطوارئ تبدأ من الإثنين وحتى يوم 24 من يناير/كانون الثاني، أي أنها ستستمر 4 أيام إضافية بعد تنصيب بايدن.
تتزامن هذه التحضيرات ليوم التنصيب مع إعلان وزير الأمن الداخلي بالوكالة تشاد وولف، أمس الإثنين، استقالته في خطوة مفاجئة، وقبل إعلان استقالته أمر وولف بتسريع تحضيرات الجهاز السري، محذراً من "أحداث الأسبوع الماضي والمشهد الأمني المتبدل".
يغادر وولف منصبه بعد خمسة أيام على اقتحام الكونغرس، ووصف الوزير بالوكالة الهجوم الذي تسبب في مقتل خمسة أشخاص بأنه "مأساوي" و"مثير للاشمئزاز".
وتشرف وزارة الأمن الداخلي على عدد من قوات إنفاذ القانون، ومن بينه الجهاز السري المكلف بضمان أمن البيت الأبيض والرئيس.
مراسم التنصيب
سيؤدي بايدن اليمين الدستورية عند مبنى الكابيتول أمام جادة "ناشونال مول"، التي ستمتلئ بالأعلام الأمريكية بدلاً من الحشود التي تتجمع فيها عادة.
بعد ذلك يتوجه بايدن مع ثلاثة من أسلافه هم باراك أوباما، وبيل كلينتون، وجورج بوش إلى مقبرة آرلينغتون الوطنية، ليضع إكليلا من الزهر على قبر الجندي المجهول.
لكن غالباً ما سيكون غائباً عن حفل تنصيب بايدن مئات آلاف الأمريكيين الذين يتقاطرون عادة إلى واشنطن كل أربع سنوات لحضور تنصب رئيس جديد.
كذلك سيغيب عن حفل تنصيب بايدن الرئيس المنتهية ولايته ترامب، الذي قال إنه لن يحضر المراسم، وردّ بايدن معتبراً أن غيابه سيكون "أمراً جيداً"، كما سيغيب عن الحفل الرئيس الديمقراطي الأسبق جيمي كارتر بسبب تقدمه في السن (96 عاماً).
يُشار إلى أن الرئيس الديموقراطي المقبل مهمة صعبة تقضي بتضميد جراح بلد يعاني أزمة صحية واقتصادية ويشهد انقساماً حاداً وتوتراً عرقياً.