أعلن موقع تويتر، مساء الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، أنه أوقف منذ يوم الجمعة الفائت أكثر من 70 ألف حساب، مرتبطة بـ"كيو أنون"، الحركة اليمينية المتطرفة التي تؤمن بنظرية المؤامرة، وتؤيّد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
تحرك ضد حركة كيو أنون
تويتر قال في بيان إنه "نظراً للأحداث العنيفة التي شهدتها العاصمة واشنطن، ولتزايد مخاطر الأذى، بدأنا اعتباراً من عصر الجمعة تعليقاً نهائياً لآلاف الحسابات التي كانت مخصّصة بالدرجة الأولى لتَشارك محتوى كيو-آنون".
كذلك أشار البيان إلى أن "هذه الحسابات كانت تشارك، على نطاق واسع، محتويات خطيرة مرتبطة بكيو-أنون. لقد كانت مكرسة بشكل أساسي لنشر نظريات المؤامرة هذه في الشبكة بأسرها"، مضيفاً أن حذف الحسابات هدفه منع أصحابها من استخدام المنصّة للترويج للعنف.
في هذا السياق، حذر تويتر من "خطط تنتشر على تويتر وأماكن أخرى لتنظيم مظاهرات مسلّحة في المستقبل، بما في ذلك شنّ هجوم ثانٍ على مبنى الكابيتول في 17 كانون الثاني/يناير 2021".
كان تويتر قد علّق يوم الجمعة الفائت "بشكل دائم" حساب ترامب، مشيراً إلى مخاطر حصول "تحريض جديد على العنف" من جانب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، بعد أحداث الكابيتول.
واتّخذت غالبية مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية إجراءات غير مسبوقة منذ اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول، وزرعوا فيه الرعب والعنف والخراب على مدى ساعات عدة، في حدث صدم البلاد وشوّه صورتها في العالم أجمع.
من هي حركة كيو أنون؟
نشأت حركة "كيو أنون" عام 2017، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل جيش من "الجنود الرقميين"، وفق مركز "صوفان" للدراسات الأمنية الذي يديره علي صوفان، الموظف السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي".
انتشرت الحركة كذلك في الخارج، من أوروبا وصولاً إلى أستراليا. وهي عبارة عن تشكيل غامض مؤيد لدونالد ترامب، يروج لنظريات المؤامرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول أتباعها إن "دولة عميقة" تسيطر على الولايات المتحدة منذ عقود، هي منظمة سرية تضم مسؤولين كباراً في الإدارات الأمريكية وآل كلينتون وأوباما، وعائلة روتشيلد، والمستثمر النافذ جورج سوروس، ونجوماً من هوليوود وشخصيات نخبة عالمية.
تزعم حركة كيو أنون أن هؤلاء منضوون في شبكة دولية للاتجار بالأطفال لأغراض جنسية، ويريدون إنشاء نظام عالمي جديد، تتخلى فيه الدول عن سيادتها لصالح هذه النخبة.
ظهرت أولى الرسائل المشفرة لهذه الحركة في تشرين الأول/أكتوبر 2017، كتبها حساب باسم "كيو"، تيمناً بتسمية تصريح وصول لمعلومات عالية السرية في وزارة الطاقة الأمريكية.
يقول أتباع الحركة إن "كيو" منشق سري في دوائر الرئيس، قرر الكشف عن بعض المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بطريقة عمل تلك المنظمة السرية العالمية على منصات التواصل الرقمية مثل منصة "فورتشان". ومنها تخرج بعد ذلك المعلومات إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر.
كانت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي منظمة أمريكية تكافح ضد التطرف، قد تحدثت أواخر حزيران/يونيو 2020 عن مقاطع فيديو لـ حركة كيو أنون "تبث الكراهية وخطابات معادية للسامية".
تنطوي هذه الظاهرة على مخاطر حقيقية دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى اعتبار أن "كيو أنون" تشكّل خطر "تهديد إرهابي داخلي" في عام 2019.
وظهر أتباع للحركة في العديد من لقاءات دونالد ترامب، رافعين خصوصاً لافتات عليها حرف "كيو" باللغة الإنجليزية، وشعار حركتهم "حيثما يذهب أحدنا، نذهب جميعاً".
يؤمن أنصار حركة كيو أنون هؤلاء بأن الملياردير الجمهوري سيتغلب على مؤامرة النخب الدولية ويعيد الحكم للشعب.