تشهد الحدود السودانية الإثيوبية، توترات عسكرية غير مسبوقة، تنذر بوقوع مواجهات عسكرية وشيكة، وفقاً لما أفاد به مصدر عسكري سوداني لوكالة الأناضول الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني 2021 ويأتي هذا في وقت قال فيه المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، خلال مؤتمر صحفي إنهم رصدوا تحركات من الجيش السوداني في الأراضي الإثيوبية.
فيما قال المصدر السوداني إن الجيش الإثيوبي نفذ مؤخراً طلعات جوية في المناطق الحدودية، معتبراً ذلك محاولة لجر السودان إلى الحرب. وأضاف أن "الجيش الإثيوبي يقوم بعمليات استفزازية، أسفرت عن قتل مواطنين مدنيين داخل الحدود السودانية".
تابع المصدر قائلاً: "الجيش في كامل الاستعداد والجاهزية لحماية أراضيه، ولن يسمح للجيش الإثيوبي والميليشيات بالعودة إلى الأراضي السودانية التي سيطر عليها".
كما أشار المصدر إلى أن القيادة السودانية رأت ضرورة ضبط النفس، واللجوء إلى الحوار، وصولاً إلى بدء ترسيم الحدود على الأرض.
أزمة مستمرة بين السودان وإثيوبيا
واتهمت إثيوبيا، الثلاثاء، الجيش السوداني باستمرار "التعدي" على حدودها، في إشارة إلى عدم حل الخلاف بشكل فعلي بين أديس أبابا والخرطوم.
كما أصدرت لجنة الحدود الإثيوبية، الجمعة، بياناً ذكرت فيه أن "الحدود الإثيوبية السودانية كانت محل نزاعات بين البلدين منذ أكثر من قرن، وتم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود لأول مرة عام 1902، لكن الجانبين لم يحدداها".
وتوقفت أعمال اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين البلدين عام 2013، بعد أن توصلا إلى اتفاق ما زال العمل جارياً على تنفيذه، بشأن رسم الحدود ووضع العلامات على الأرض.
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، في مؤتمر صحفي، سيطرة جيش بلاده على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا.
يُشار إلى أنه منذ نحو 26 عاماً تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة "الفشقة" (شرق)، بعد طردهم منها بقوة السلاح، كما تتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم تلك العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك.
المنطقة المتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا، عادة ما تشهد أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين لا سيما في موسم المطر.
وتستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في "الفشقة" بعد طردهم منها بقوة السلاح، وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات لكن أديس أبابا عادة ما تنفي ذلك.
وبعد غياب استمر نحو 25 عاماً، أعاد الجيش السوداني، في 30 مارس/آذار الماضي، انتشاره في المنطقة المذكورة.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكد مجلس السيادة الانتقالي "عدم التفريط في أي شبر من الأراضي السودانية"، وفق الوكالة الرسمية.
فيما بحث رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، هاتفياً مع نظيره الإثيوبي آبي أحمد، في مايو/أيار الماضي، ترسيم الحدود وتكوين لجنة فنية تعنى باستكمال الترسيم، لكن حتى اليوم لم يتم إعلان تشكيل هذه اللجنة.