أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وافق على إعلان الطوارئ في واشنطن من أجل تنصيب الرئيس جو بايدن، في حين سيُطرح بمجلس النواب قرار يوبخ ترامب بشأن اقتحام الكونغرس، بينما عاد ترامب ليلتقي مجدداً بنائبه مايك بنس بعد تدهور علاقتهما.
ترامب يعلن حالة الطوارئ
أشار البيت الأبيض، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، إلى أن حالة الطوارئ التي فرضها ترامب تبدأ من الإثنين وحتى يوم 24 من يناير، أي أنها ستستمر 4 أيام إضافية بعد تنصيب بايدن المقرر في يوم 20 يناير المقبل، وفقاً لوكالة رويترز.
يأتي فرض ترامب لحالة الطوارئ في واشنطن بعد ساعات من تحذير السلطات من تهديدات أمنية خلال أسبوع تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأسبوع المقبل.
مكتب التحقيقات الفيدرالي تحدث عن مخططات لتنظيم احتجاجات مسلحة بواشنطن ومدن أمريكية أخرى، قبل تنصيب بايدن، وخصوصاً في حال نجحت المساعي الدائرة في الكونغرس لعزل ترامب.
شبكة ABC News نقلت عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن جماعة مسلحة معينة قالت إنها تعتزم السفر إلى واشنطن في 16 يناير/كانون الثاني، وتعهدت بانتفاضة إذا جرت محاولات لإزاحة ترامب من منصبه، وإن مخطط المجموعة يتضمن التحريض على اقتحام المحاكم ومقرات فيدرالية، إذا تم عزل ترامب.
وفي خلاف لما هو معمول به بالولايات المتحدة، يبدأ جهاز الخدمة السرية، غداً الأربعاء، تنفيذ ترتيباته الأمنية الخاصة بحفل تنصيب بايدن، أي قبل نحو أسبوع مما كان مقرراً أصلاً، وذلك لمنع أي تصعيد قد يتسبب به أنصار لترامب.
قرار لتوبيخ ترامب
تأتي هذه التطورات في الولايات المتحدة، بينما يواصل الديمقراطيون في مجلس النواب مساعيهم لعزل الرئيس ترامب، وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي ستيني هوير، الإثنين، إنه من المتوقع أن يبدأ المجلس بحث إجراء مساءلة ثانية لترامب يوم الأربعاء، بعد اتهامه رسمياً بالتحريض على التمرد قبيل اقتحام مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي.
كذلك نقلت وكالة رويترز عن معاون بمجلس النواب قوله إن هوير أبلغ رفاقه الديمقراطيين بأن المجلس سيبدأ إجراءات المساءلة إذا لم يرد مايك بنس نائب الرئيس على طلب لتفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي لعزل ترامب.
بالموازاة مع ذلك، قال العضو الجمهوري في مجلس النواب، توم ريد، إنه سينضم لغيره من النواب اليوم الثلاثاء لطرح قرار يوبخ ترامب بشأن هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول يوم السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.
ريد وفي مقال نشره بصحيفة The New York Times، قال إنه سيعمل أيضاً لإيجاد سبيل يتيح للكونغرس منع ترامب من السعي لتولي أي منصب اتحادي في المستقبل.
ترامب وبنس يلتقيان مجدداً
في غضون ذلك، عاد الرئيس الأمريكي إلى الاجتماع مجدداً بنائبه بنس، بعد قطيعة بالعلاقات بينهما، سببها عدم انصياع بنس لطلب الرئيس بعدم تمرير المصادقة على فوز بايدن في الكونغرس، وهو ما رفضه بنس في وقت سابق قائلاً إن الدستور لا يخوله فعل ذلك.
مسؤول أمريكي قال لوكالة الأنباء الفرنسية – دون أن تذكر اسمه – إن ترامب وبنس التقيا أمس الإثنين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، مشيراً إلى أن الرجلين اللذين لم يتحادثا منذ أعمال العنف التي شهدها الكونغرس "أجريا محادثة جيّدة".
يتزامن هذا اللقاء في وقت يضغط فيه الديمقراطيون على بنس لعزل ترامب بدعوى عدم الأهلية.
المسؤول الأمريكي أوضح أيضاً أن ترامب لا يعتزم الاستقالة قبل انتهاء ولايته في 20 يناير/كانون الثاني الحالي، في حين أنّ بنس لا يعتزم من جهته تنحية الرئيس بموجب التعديل 25 للدستور.
وفقاً للمسؤول نفسه، فإنّ ترامب وبنس "جدّدا التأكيد على أنّ أولئك الذين انتهكوا القانون واقتحموا الكابيتول الأسبوع الماضي لا يمثّلون حركة (أمريكا أولاً) التي يدعمها 75 مليون أمريكي"، مشيراً إلى أنّهما "تعهّدا بمواصلة عملهما في سبيل البلاد حتى نهاية ولايتهما".
يُشار إلى أنه في حين كانت جموع من أنصار ترامب تقتحم الكابيتول كان ترامب يكتب على تويتر أنّ "مايك بنس لم يمتلك الشجاعة لفعل ما كان ينبغي عليه أن يفعله لحماية بلدنا ودستورنا".
كذلك أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حشداً صغيراً من أنصار ترامب واقفاً أمام الكابيتول هاتفاً "اشنقوا مايك بنس"، في حين أطلق آخرون ممن اقتحموا الكونغرس هتافات ضدّ نائب الرئيس، من بينها أنّه "جبان"، وفقاً لصحيفة The New York Times.
ولم يكن ترامب وبنس قريبين بشكل خاص في البداية، قبل أن يرشحه الملياردير الجمهوري لمنصب نائب الرئيس عام 2016، حتى إن ترامب فكر في تغيير مرشحه، لكنه في النهاية فضّل إبقاءه.
راهن ترامب في ذلك على علاقات بنس الوثيقة مع القاعدة الناخبة من البيض المسيحيين المتقدمين في السن خصوصاً، والتي أدت دوراً مهماً في فوزهما في 2016.