قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، للمشرّعين في وقت متأخر من يوم الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، إن المجلس سيصوّت على قرارٍ هذا الأسبوع، يدعو نائب الرئيس مايك بنس والحكومة إلى عزل ترامب من منصبه قبل الانتقال إلى المساءلة.
تحركات بهدف عزل ترامب
بيلوسي أشارت في رسالتها إلى أن مجلس النواب من المقرر أن يصوّت اليوم الاثنين، أو غداً الثلاثاء، على قرار يحث بنس على اللجوء إلى التعديل الـ25 للدستور الأمريكي، الذي يسمح له وللحكومة بإقالة الرئيس إذا كان غير قادر على أداء مهامه الرسمية، وفقاً لوكالة رويترز.
أضافت بيلوسي أنه في حال لم يوافق نائب الرئيس بنس "فسنمضي في طرح تشريع العزل" في مجلس النواب، مشددة على أن مجلس النواب "سيتصرف بصورة طارئة، لأن هذا الرئيس يمثل تهديداً وشيكاً للدستور والديمقراطية".
تأتي مساعي عزل ترامب ومساءلته بعد الهجوم العنيف والاقتحام الذي تعرض له مبنى الكونغرس يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، من قبل أنصار ترامب، وواجه الأخير اتهامات بلعبه دوراً رئيسياً في الاقتحام من خلال تجييش أنصاره.
وبموجب التعديل 25، فإذا خلص نائب الرئيس وأغلبية أمناء مجلس الوزراء إلى أن الرئيس "غير قادر على القيام بصلاحيات وواجبات منصبه"، فيمكنهم كتابة ذلك وإرساله إلى قادة الكونغرس.
بمجرد حدوث ذلك، يصبح نائب الرئيس على الفور رئيساً بالنيابة، وإذا عارض الرئيس ذلك، يقرر الكونغرس في الأمر بأغلبية ثلثي أصوات مجلسي النواب والشيوخ اللازمة لإبقاء نائب الرئيس في السلطة.
لم يتم التذرع بهذه المادة قبل ترامب، وكانت المناقشات حولها في الغالب تتمحور حول أن الرئيس أصبح مريضاً جسدياً أو عقلياً (في العقود التي سبقت التصديق عليه في عام 1967، واجه العديد من الرؤساء مشاكل صحية خطيرة).
لكن بسبب حكم ترامب المتهور وغير المنتظم، كما يقول مسؤولون أمريكيون، فقد برزت فكرة المناداة بالعزل كثيراً أثناء رئاسته.
ضغوط كبيرة على ترامب
تأتي هذه التحركات، قبل عشرة أيام من انتهاء ولاية ترامب الذي يواجه دعوات للاستقالة بشكل متزايد، بما يشمل معسكره الجمهوري، لتجنب إجراء عزل صعب له، في أوج أزمة سياسية وصحية واقتصادية تشهدها الولايات المتحدة.
أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ انضموا إلى قائمة المطالبين باستقالة الرئيس، فبعد عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين بن ساس، وليزا موركوفسكي، اعتبر السيناتور بات تومي أمس الأحد، في تصريح لشبكة "سي إن إن "، أن استقالة الرئيس "ستكون الحل الأفضل".
تومي أضاف أنه منذ الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، التي خسرها ترامب، فإن الرئيس الأمريكي "غرق في مستوى من الجنون (…) وارتكب أفعالاً لا يمكن تصورها ولا تغتفر"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهته، قال آلان كيتزينغر، عضو مجلس النواب الجمهوري، إن الرئيس "غير أهل" لشغل منصبه، وأضاف في تصريحات لشبكة "إيه بي سي"، أن "أفضل شيء لوحدة البلاد هو أن يستقيل".
لكن الملياردير الأمريكي المنعزل في البيت الأبيض، الذي تخلى عنه العديد من وزرائه مع فتور علاقته بنائبه مايك بنس، لم يعط أي إشارة إلى أنه مستعد للاستقالة، بحسب ما نقلت الصحافة الأمريكية عن مستشاريه.
يُنظر إلى إطلاق إجراء "عزل" للمرة الثانية بأنه سيترك بصمة لا تمحى على أداء ترامب، إذ لم يتعرض أي رئيس أمريكي في السابق لهذه الإهانة، بحسب الوكالة الفرنسية.
كان الكونغرس قد استهدف ترامب، الذي يتولى السلطة منذ عام 2017، بإجراء إقالة بادرت إليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحاً للرئاسة.
تمت تبرئة ترامب في مجلس الشيوخ الذي يضم غالبية من الجمهوريين في مطلع عام 2020.