جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، زعيمي أرمينيا وأذربيجان لأول مرة منذ الحرب التي دارت رحاها بين البلدين العام الماضي، على إقليم ناغورني قره باغ؛ في محاولة لحل المشكلات التي تهدد بتقويض الاتفاق الذي أنهى الصراع.
حسب وكالة رويترز، فإن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء نيكول باشينيان، لم يتصافحا واكتفيا بعبارات ترحيب مقتضبة أثناء جلوسهما على طاولة بيضاوية الشكل أمام بوتين.
التوتر ما زال مستمراً
يأتي هذا بعد أن أدى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى إيقاف الصراع الذي استمر ستة أسابيع بين قوات أذربيجان وقوات أرمينيا على الجيب الجبلي والمنطقة المحيطة به، مما أبقى على مكاسب أذربيجان على الأرض.
لكن التوتر استمر مع وقوع قتال بشكل متقطع واستمرار احتجاز أسرى الحرب لدى الجانبين والخلافات حول كيفية عمل ممر جديد للمواصلات يقطع الإقليم.
والإقليم معترف به دولياً كجزء من أراضي أذربيجان، لكن الأرمن وكذلك الأذربيجانيين يرون أنه جزء من وطنهم التاريخي، وخاض الجانبان حرباً أوسع نطاقاً في التسعينيات بسبب الإقليم، سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى.
في هذا السياق، قال بوتين خلال افتتاح المحادثات بالكرملين، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقِّع في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي يسمح لروسيا بنشر قوات لحفظ السلام في الإقليم، يُنفَّذ بنجاح.
مباحثات استخبارات
على صعيد آخر، بحث رئيس جهاز أمن الدولة الأذربيجاني، علي ناغييف، ورئيس جهاز الأمن الوطني الأرميني، أرمان أبازيان، الوضع الأمني في إقليم "قره باغ".
إذ أفاد بيان صادر عن جهاز أمن الدولة الأذربيجاني، الإثنين، بأن الجانبين التقيا للمرة الثانية خلال أسبوع، الأول يوم 8 يناير/كانون الثاني الجاري، في المنطقة المحايدة بين أرمينيا وجمهورية ناختشيفان ذاتية الحكم، والثاني يوم 10 من الشهر ذاته، في منطقة حدودية بين البلدين.
وأوضح البيان أن قائدي قيادة الخدمات الحدودية لدى البلدين حضرا اللقاء الأخير بين الجانبين.
تركَّز اللقاء الأخير، حول مناقشة الأحداث التي تشهدها حدود البلدين، وتحديد أماكن الجثث المدفونة في "قره باغ"، خلال الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، وتبادل الأسرى بين الطرفين.
في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.