من صديق وفيّ إلى “عدو أول للرئيس”! قطيعة بين ترامب وبنس بعد اقتحام الكونغرس

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/11 الساعة 06:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/11 الساعة 06:26 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس - رويترز

تسببت أحداث اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) في تكريس قطيعة بين الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ونائبه الوفيّ مايك بنس، الذي يستعد لحضور حفل تنصيب الديمقراطي جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وتسهيل انتقال السلطة بين الإدارتين.

من بين أبرز المؤشرات على سوء العلاقة بين ترامب وبنس أن الرئيس أعلن في تغريدة أنه لن يحضر حفل تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني/يناير 2021، في حين أعلن بنس عن مشاركته، وقد أكد بايدن أن وجود بنس "مرحب به"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية

علاقة ترامب وبنس تنهار

تشير صحف أمريكية إلى أن دونالد ترامب وبنس لم يتحدث أحدهما للآخر منذ اليوم الذي شهد اقتحام مؤيدي الرئيس مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى، وأثار صدمة في أمريكا وذهولاً في العالم.

النائب الجمهوري آدم كينزينجر قال، الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، في حديث إلى شبكة "إيه بي سي" إن "أحد أقرب الأوفياء لترامب بات الآن العدو الأول في عالم" الرئيس.

ورغم ضغوط ترامب، فقد أعلن مايك بنس، الأسبوع الماضي، في رسالة، أنه لن يعارض المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية أمام الكونغرس، وهو ما أثار غضب الرئيس وأنصاره.

ترامب كان قد كتب أيضاً على تويتر، بينما اقتحم حشد من أنصاره الكابيتول: "لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة لفعل ما كان يجب أن يفعله لحماية بلادنا ودستورنا".

كذلك أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حشداً صغيراً يهتف "شنق مايك بنس" خارج مبنى الكابيتول، فيما سار متظاهرون آخرون في أروقة الكونغرس وهم يرددون أن نائب الرئيس "جبان"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

خلال هذه الأحداث الفوضوية، كان نائب الرئيس متحصناً في مخبأ في مبنى الكابيتول مع عائلته، وذكرت شبكة "إن بي سي" أن ترامب لم يتصل به للاستفسار عن سلامته.

علاقة ترامب وبنس انهارت على خلفية اقتحام الكونغرس والتصديق على فوز بايدن – رويترز

ضغوط على بنس

كان مايك بنس الذي يتسم بالتكتم والهدوء، يعتبر من أقرب الأوفياء لدونالد ترامب، ويواجه بنس حالياً ضغوطاً من قِبل مجلس النواب الذي سيصوّت على دعوة نائب الرئيس لعزل ترامب من منصبه، من خلال تفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي.

تسمح هذه المادة لبنس وللحكومة بإقالة الرئيس إذا كان غير قادر على أداء مهامه الرسمية، لكن بنس لم يرد حتى الآن على دعوات البرلمانيين لتفعيل المادة.

وقبل تغيير المواقف من بنس، كان أنصار الرئيس يشيدون بولاء بنس، بينما ندد منتقدوه بتملقه للملياردير الجمهوري.

ترامب كان قد وصف الصيف الماضي بنس بـ"أنه صلب كالصخرة. لقد كان نائب رئيس رائعاً".

كان حضور مايك بنس (61 عاماً) على مدى أربع سنوات هادئاً وسط عاصفة ترامب، وتم تعيينه على رأس وحدة الأزمة الخاصة بفيروس كورونا المستجد في آذار/مارس الماضي 2020.

تعامل بنس طوال هذه السنة مع الموضوع بتصريحات محسوبة بعيدة عن الاستفزازات والانزلاقات التي كان يدلي بها الرئيس، مع الحرص دائماً على عدم مواجهة ترامب بشكل مباشر.

جدير بالذكر أن ترامب وبنس لم يكونا قريبين بشكل خاص في البداية، قبل أن يرشحه الملياردير الجمهوري لمنصب نائب الرئيس عام 2016.

حتى إن ترامب فكر في تغيير مرشحه، لكنه في النهاية فضّل إبقاءه، مراهناً على علاقات بنس الوثيقة مع القاعدة الناخبة من البيض المسيحيين المتقدمين في السن خصوصاً، والتي أدت دوراً مهماً في فوزهما في 2016.

تحميل المزيد