ألقت السلطات الأمريكية، الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2021، القبض على رجل ظهر في صور وهو يحمل منصة القراءة الخاصة برئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، خلال أحداث الشغب التي جرت بعد اقتحام الكابيتول مؤخرا.
بينما طالب سيناتور ديمقراطي بارز شركات الاتصالات، السبت 9 يناير/كانون الثاني، بالاحتفاظ بما لديها من محتويات منصات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالأحداث.
متابعة عشرات المتهمين في اقتحام الكابيتول
وجهت السلطات اتهامات لعشرات المشتبه فيهم عقب اقتحام الكابيتول يوم الأربعاء، وناشد مكتب التحقيقات الاتحادي الناس المساعدة في تحديد المشاغبين، في ضوء انتشار صور لأعمال الشغب على الإنترنت. ولقي خمسة حتفهم في الأحداث، بينهم ضابط من شرطة الكونغرس.
فيما حث السيناتور مارك وانر، الرئيس المقبل للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، شركات الاتصالات، السبت، على الاحتفاظ بما لديها من محتوى وبيانات مرتبطة بأحداث الشغب الذي نشب خلال اجتماع المشرعين لإقرار فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة.
أوضح وانر، في رسائل إلى الشركات، كيف استغرق المشاغبون كل هذا الوقت لتوثيق الحدث وبثه على وسائل التواصل الاجتماعي وفي رسائل نصية "للاحتفال بازدرائهم لعمليتنا الديمقراطية".
فيما انتشرت على نطاق واسع، صورة آدام كريستيان جونسون وهو يبتسم ويلوح بيده، حاملاً منصة بيلوسي من غرفة بمجلس النواب.
كما أعلنت وزارة العدل الأمريكية، السبت، توقيف جيكوب أنتوني شانسلي، أحد مقتحمي مبنى الكابيتول يوم الأربعاء الماضي.
إذ تداول مغردون صور شانسلي على نطاق واسع، حيث ظهر خلال اقتحام مبنى الكابيتول عاري الصدر ومرتدياً قبعة جلدية يعلوها قرنان.
فيما أوضحت الوزارة، أن شانسلي متهم "بالدخول عن علم أو البقاء في مبنى أو أرض محظورة دون تصريح قانوني، فضلاً عن الاقتحام العنيف والسلوك غير المنضبط في مبنى الكابيتول".
ينحدر شانسلي من ولاية أريزونا، وهو أحد المهتمين بنظريات المؤامرة وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.
سرقة أجهزة كمبيوتر خلال اقتحام الكابيتول
من جهة أخرى، قال مساعد في الكونغرس لرئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، الجمعة، إن جهاز كمبيوتر محمولاً سُرق من مكتبها خلال اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) يوم الأربعاء.
أضاف درو هاميل مساعد بيلوسي، على تويتر، أن الكمبيوتر المحمول كان مخصصاً لغرفة المؤتمرات وكان يُستخدم للعروض فيها. وأحجم عن تقديم مزيد من التفاصيل.
سرقة الأجهزة الإلكترونية من مكاتب الكونغرس تشكل مصدر قلق مستمر منذ اقتحام الكابيتول من أنصار الرئيس دونالد ترامب.
إذ قال السيناتور جيف ميركلي، وهو ديمقراطي، على تويتر، إن جهاز كمبيوتر محمولاً اختفى أيضاً من مكتبه. وقال القائم بأعمال المدعي العام الأمريكي، مايكل شيروين، الخميس، إن بعض السرقات قد تعرِّض ما وصفه بجوانب متعلقة بالأمن القومي للخطر.
التحقيق في وفاة ضابط بشرطة مبنى الكونغرس
قالت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، الجمعة، نقلاً عن مسؤول بسلطة إنفاذ القانون، إن مدَّعين اتحاديين فتحوا تحقيقاً جنائياً في وفاة ضابط من شرطة مبنى الكونغرس، الخميس، بعد يوم من اقتحام الكابيتول مؤيدين للرئيس دونالد ترامب.
فيما لم يتسنَّ على الفور الوصول إلى ممثل مكتب مدعي واشنطن، لتأكيد التقرير. وقالت شرطة الكونغرس في بيان بوقت متأخر من الخميس، إن وحدة جرائم القتل بشرطة واشنطن تحقق في الحادث إلى جانب هيئات اتحادية.
الضابط برايان سيكنيك هو أحد خمسة لقوا حتفهم في أحداث الشغب التي أثارها مؤيدو ترامب بالكونغرس يوم الأربعاء.
كان الرئيس المنتمي إلى الحزب الجمهوري قد طلب من مؤيديه التجمع في واشنطن، وحثهم على الزحف إلى المبنى مع اجتماع المشرعين لإقرار خسارته في انتخابات الرئاسة أمام الديمقراطي جو بايدن. وقُتل في الواقعة مثيرو شغب أيضاً.
بينما قالت شرطة الكونغرس مساء الخميس، إن سيكنيك توفي متأثراً بجروح أصيب بها أثناء التصدي لأعمال الشغب خلال اقتحام الكابيتول.
كما أوضحت في بيان: "كان الضابط سيكنيك يتصدي لأعمال الشغب يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، في مقر الكونغرس، وأصيب أثناء اشتباكه بدنياً مع المحتجين". وأضافت أنه فارق الحياة الخميس 7 يناير/كانون الثاني.
خلال أقل من 12 ساعة من الأحداث الدرامية غير المسبوقة في الولايات المتحدة، شاهد الأمريكيون والعالم السيناريو الكارثي الذي حذر منه غالبية المراقبين منذ خسارة ترامب للانتخابات وفوز جو بايدن يقترب بشدة وتحقق جزئياً ولو لفترة وجيزة عندما نفذ أنصار الرئيس الجمهوري دعوته من خلال اقتحام مبنى الكابيتول.