يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لم يكن مقتنعاً بتصريحاته بشأن انتقال سلس للسلطة وإدانة اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، بدليل أنه عاد لينشر فيديو آخر يدعم فيه أنصاره، الذين قال إنهم سيدفعون الثمن، وجدَّد تأكيده أنه لن يستقيل من رئاسة أمريكا.
موقع Business Insider الأمريكي قال السبت 9 يناير/كانون الثاني 2020، إن الرئيس دونالد ترامب أعرب عن أسفه لمقطع الفيديو الذي نشره يوم الخميس 7 يناير/كانون الثاني، والذي أدان من خلاله أعمال الشغب في مبنى مقر الكونغرس الأمريكي، ووعد بانتقال سلس للسلطة.
في الفيديو، الذي نُشر بعد يوم واحد من قيام حشد عنيف من أنصاره باختراق المبنى الفيدرالي، قال الرئيس إن المتورطين "دنسوا مقعد الديمقراطية الأمريكية" و"سيدفعون الثمن". واعترف أيضاً بأن "إدارة جديدة" ستتولى مقاليد الحكم في 20 يناير/كانون الثاني، وهو أمر كان يرفضه في كثير من الأحيان.
الرئيس الأمريكي قال في الفيديو: "يتحول تركيزي الآن إلى ضمان انتقال سلس ومنظم للسلطة". لكن في اليوم التالي، قال ترامب إنه لن يحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب بايدن.
ترامب ظهر مسالماً بعد أحداث الكابيتول
منذ أحداث الشغب بالكابيتول التي تسببت في إخلاء الكونغرس وخلفت خمسة قتلى، كانت التداعيات سريعة بالنسبة لترامب.
إذ استقال مسؤولون في الإدارة، بينهم اثنان من أعضاء مجلس الوزراء، وطالبه المشرعون، ومن ضمنهم أعضاء حزبه، بالاستقالة. وهدد أعضاء مجلس النواب الديمقراطيون ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بمحاكمته. لكن الرئيس يرفض الاستقالة، بحسب تقرير الصحيفة.
في مقطع الفيديو الذي أفادت التقارير بأنه يأسف له الآن، لم يكرر المزاعم التي لا أساس لها من الصحة حول تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع والتي كان يرددها منذ خسارته الانتخابات. كما دعا إلى "التئام الجروح والمصالحة".
قال الرئيس المنتهية ولايته: "يجب أن نعيد إحياء أواصر الحب والولاء المقدسة التي تربطنا معاً كأسرة وطنية واحدة".
لكنه سرعان ما تراجع عن تصريحاته
شارك ترامب الفيديو بعد حظره من استخدام حسابه على "تويتر" لمدة نصف يوم تقريباً، بعد أن قالت المنصة، إن بعض تغريداته تنتهك سياساتهم ضد التحريض على العنف.
كانت إحدى التغريدات عبارة عن مقطع فيديو لترامب يخاطب مثيري الشغب، قال فيه: "عُد إلى المنزل، نحن نحبك، أنت مميز للغاية"، وكرر ادعاءات لا أساس لها بشأن انتخابات 2020، ولم يدِن أعمال العنف التي قام بها أنصاره.
قالت الشركة يوم الجمعة 8 يناير/كانون الثاني، بعد يوم واحد من استعادة الوصول إلى حسابه، إنها علَّقت استخدام ترامب حسابه في تويتر بشكل دائم، "بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".
وهو ما دفع تويتر إلى حجب حساب ترامب
فقد سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، لدرء حملة جديدة لمساءلته، فيما حذفت شركة تويتر حسابه نهائياً، بسبب احتمال قيامه بالتحريض على مزيد من أعمال العنف، بعد يومين من اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول)، في هجوم على الديمقراطية الأمريكية.
إذ تعرضت تويتر لضغوط متزايدة لاتخاذ إجراءات، بعد الفوضى التي وقعت في واشنطن يوم الأربعاء. ولطالما كان موقع تويتر الوسيلة المفضلة لترامب للتواصل مع أنصاره وسبيله لنشر مزاعمه الكاذبة حول تزوير الانتخابات مع نحو 90 مليون متابع.
قالت شركة تويتر: "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة لحساب دونالد ترامب والظروف المحيطة بها، أوقفنا الحساب نهائياً، بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".
أضافت الشركة أن خططاً للاحتجاجات المسلحة المستقبلية تنتشر على تويتر وعلى غيره، وضمن ذلك هجوم آخر مقترح على الكابيتول في 17 يناير/كانون الثاني.
استخدم ترامب حسابه الرسمي فيما بعد، يوم الجمعة، لينشر تغريدتين قال فيهما: "لن يتم إسكاتنا" و"تويتر غير معنيٍّ بحرية التعبير". وقال إنه يبحث بناء منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي. وسرعان ما حذفت تويتر التغريدتين.
كان استخدام ترامب المنتظم لـ"تويتر" جزءاً أساسياً من حملته- عندما هزم الديمقراطية هيلاري كلينتون- للفوز بالرئاسة في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، استخدمه لإشعال حماسة قاعدته السياسية بهجمات على الديمقراطيين وأي جمهوريين يعارضونه.