كشف وزير الصحة الألماني، ينس شبان، أنه ينوي الترشح لمنصب المستشار عن حزبه المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في الانتخابات التشريعية المنتظرة في الخريف المقبل، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2021.
بعد أكثر من 16 عاماً على رأس الحكومة الألمانية، أعلنت أنجيلا ميركل عام 2018 أنها ستتخلى عن منصبها في نهاية ولايتها الرابعة في عام 2021، على أن تتخلى عن رئاسة حزبها في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
السياسي الأكثر شعبية المرشح لخلافة ميركل
مجلة دير شبيغل (Der Spiegel) قالت الجمعة، نقلاً عن 6 من مسؤولي الحزب، إن شبان، الذي ارتفعت شعبيته بين الناخبين خلال جائحة كورونا، كان يستطلع آراء زملائه في الحزب لقياس مدى الدعم لهذه الخطوة. كما ذكرت صحيفة بيلد (Bild) أن شبان يفكر في الترشح لمنصب المستشارية.
لطالما اعتبر شبان، البالغ من العمر 40 عاماً، نجماً صاعداً في حكومة المستشارة الألمانية. وأظهر استطلاع للرأي الشهر الماضي أنه السياسي الأكثر شعبية في البلاد متفوقاً على ميركل.
وفق استطلاع أجراه معهد "كانتار" بتكليف من صحيفة "بيلد" قال 52% ممن شملهم الاستطلاع إن شبان يجب أن يلعب دوراً رئيسياً في السياسة الألمانية عام 2021، ارتفاعاً من 28% نهاية 2019. وبلغت نسبة تأييد ميركل 51%، بزيادة 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2019.
صعوبة إيجاد خليفة في قيمة "المرأة الحديدية"
في تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د.أ.ب) قالت إنه من المقرر أن تعتزل أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا وسيدة الدولة البارزة وذات التأثير على الساحة الدولية، العمل السياسي هذا العام. ويتعين أن تجد ألمانيا شخصية تخلفها في إدارة شؤون البلاد، لكن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال أبعد ما يكون عن الوضوح.
فقد أشاد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته بالمستشارة الألمانية كونها تتحلى بـ"صبر قوي لا يتزعزع"، ولكن مع بدء عام 2021، هذا الصبر على وشك أن ينفد.
لن تترشح المستشارة الألمانية لإعادة انتخابها في الانتخابات العامة المقبلة في ألمانيا، التي من المقرر إجراؤها في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ويترك اعتزالها المستقبل السياسي للبلاد مفتوحاً على مصراعيه في مرحلة مفصلية حاسمة.
بعد تولى السلطة على مدار 16 عاماً، عاصرت خلالها ثلاثة رؤساء أمريكيين وأربعة رؤساء فرنسيين وخمسة رؤساء وزراء بريطانيين وسبعة مثلهم في إيطاليا، يمكن أن تتفوق ميركل على المستشارالراحل هيلموت كول بوصفه زعيم ألمانيا الأطول بقاء في سدة الحكم بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا يتوقف على المدة التي سوف تستغرقها محادثات التحالف الذي تقوده لايجاد خلف لها.
كيف أثرت سياسة "الباب المفتوح" على حزب ميركل؟
ربما أدت سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين التي اتبعتها ميركل في ذروة عام 2015 إلى إطلاق تصريحات الإشادة بها والثناء عليها، وكانت هي القوة الدافعة لحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي كان في السابق حزباً يمينياً هامشياً، ليصبح أكبر قوة معارضة في البلاد على مرأى ومسمع ورعاية ميركل.
على الساحة الدولية، يستمد إرث ميركل قوته من مهاراتها الدبلوماسية البارعة، التي شوهدت في مؤتمرات القمم العديدة التي عقدها الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع. وأضافت شتلتسنمولر: "ومع ذلك، سوف تظل ميركل في الذاكرة بنفس القدر بسبب ترددها والتزامها بأسلوب التغيير التدريجي الذي غالباً ما يثير الغضب".
مع ذلك، يمكن أن تغادر ميركل وقد حققت نجاحاً كبيراً، حيث ارتفعت شعبيتها وشعبية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي خلال الأزمة الصحية عام 2020، غير أن حزبها لا يستطيع أن يعتمد على ما حققه من انتصارات.
قبل أن تتمكن ألمانيا من اختيار زعيم جديد، يتعين أن يختار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي زعيماً له. وتهدد عملية انتخاب قيادة الحزب، التي تسبب فيروس كورونا في إطالة أمدها، بزعزعة استقراره، قبل أن يسعى للحصول على المستشارية.