مناقشة عزل ترامب تجري على أعلى مستوى، ونائبه يرفضها.. تخوفات من أن الخطوة ستصب في صالحه

قالت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية إن اثنين على الأقل من كبار مسؤولي البيت الأبيض وأقرب حلفاء الرئيس الأمريكي، تشاورا مع الموظفين حول إمكانية تطبيق التعديل الـ 25 في الدستور، الذي يقضي بعزل الرئيس، وذلك في وقت تتزايد فيه المطالبات بالتوجه إلى هذه الخطوة رداً على تأييد ترامب لأعمال الشغب التي حدثت في الكونغرس الأمريكي. 

لكن وفي محاولة منه لتهدئة الأجواء، خرج الرئيس ترامب في مقطع فيديو، أدان فيه أحداث العنف التي جرت في مبنى الكابيتول، متوعداً فيه بمحاسبة القائمين عليه، ومتعهداً بانتقال سلمي للسلطة يوم 20 يناير، في تراجع واضح من الرئيس الذي وصف المحتجين قبل يوم بـ"الرائعين".

هذه التطورات جاءت بعد دعوة الديمقراطيون وبعض الجمهوريين مسؤولي إدارة ترامب إلى تفعيل التعديل 25 بالدستور لإعفاء ترامب من المنصب، قبل أقل من أسبوعين على انتهاء ولايته، وعلى رأسهم نانسي بوليسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر.

كواليس نقاشات عزل ترامب

من جانبه ذكر موقع CNBC الأمريكي أن وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوشين أجريا محادثات غير رسمية داخل وزارتيهما، حول ملامح التعديل الخامس والعشرين، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على الأمر.

لكن كان لدى هؤلاء المسؤولين عدة مبررات لوقف هذا الإجراء بحسب الموقع الأمريكية، أبرزها أن العملية القانونية لتفعيل التعديل الـ 25 ستستغرق أكثر من أسبوع، ما يلغي أي أثر فوري لها، إضافة إلى مخاوف من أن إجبار ترامب على التنحي من منصبه يمكن أن يزيد التوترات في الشارع، ويشعل الغضب بين قاعدته ما قد يجعل منه بطلاً لليمين المتطرف، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى نتائج سيئة على المدى الطويل أكثر من كونها إيجابية على المدى القصير. 

من جانبه قال مسؤول كبير سابق في الإدارة الأمريكية على علم بالمناقشات: "الخطة العامة الآن هي ترك الوقت ينفد. سيكون هناك حساب لهذا الرئيس، لكن ليس من الضروري أن يحدث ذلك في الأيام الـ 13 المقبلة". 

في الوقت ذاته، ذكرت صحيفتا بيزينيس إنسايدر ونيويورك تايمز أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يعارض استخدام التعديل 25 بالدستور لعزل ترامب.

ترامب يدرس أن يعفو عن نفسه

ووسط كل ذلك، وبعد فوضى من الاستقالات والإقالات في البيت الأبيض، احتجاجاً على أحداث الكونغرس، خرج ترامب أخيراً بشكل مباشر، متوعداً المقتحمين للكونغرس، وداعياً إلى "المصالحة وتضميد الجراح"، مؤكداً أنه يريد انتقالاً "سلساً" للسلطة إلى إدارة خلفه الرئيس المنتخب جو بايدن، في تراجع واضح لموقف الرئيس.

في السياق ذاته ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب قال إنه يفكر في العفو عن نفسه، وذلك خلال مناقشات مع مساعديه منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

الصحيفة نقلت عن مصدرين مطلعين على المناقشات لم تسمهما الحديث عما يمكن أن يكون استخداماً استثنائياً لسلطات الرئيس من قبل الجمهوري ترامب، الذي خسر الانتخابات لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن.

كما نقلت الصحيفة عن المصدرين أن ترامب قال لمستشاريه خلال عقد عدة مناقشات منذ يوم الانتخابات "إنه ينظر في منح العفو لنفسه، وسأل في مناسبات أخرى عما إذا كان ينبغي له (فعل ذلك) وعن أثر ذلك عليه قانونياً وسياسياً".

لكن من الواضح أن ترامب يدرك أن الأمور تطورت بشكل سلبي، وأنه تضرر بشكل كبير.