رجال ترامب ينفضون من حوله.. استقالات في حكومته، وتحقيقات يقودها المكتب الفيدرالي قد تشمل الرئيس

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/08 الساعة 05:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/08 الساعة 05:58 بتوقيت غرينتش
رئيس أمريكا دونالد ترامب - رويترز

أسرع بعض المسؤولين، وبينهم وزيرتان، إلى الهرب من سفينة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بعدما أشعلت أحداث اقتحام مبنى الكونغرس الدعوات المطالبة بعزل ترامب الذي قد يواجه، بحسب تصريحات فيدرالية، تحقيقات حول مسؤوليته في تأجيج العنف والفوضى في سابقة ليلة الأربعاء الساخنة في واشنطن. 

استقالات في أعلى المستويات 

وزيرة النقل الأمريكية إيلين تشاو، كانت أول من أعلنت استقالتها من طاقم ترامب الوزاري، غداة اقتحام أنصار ترامب الكابيتول، تبعتها، وزيرة التعليم بيتسي ديفوس. 

تشاو قالت في بيان نشرته على حسابها عبر تويتر "أعلن اليوم استقالتي من منصبي وزيرة للنقل"،  مؤكدة أنها اتخذت هذه الخطوة لأن ما حدث في الكابيتول كان "حدثاً صادماً وكان يمكن تجنّبه تماماً"، وقد أزعجها كثيراً إلى درجة أنها لا تستطيع تجاهله.

وتشاو هي زوجة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

فيما قالت الوزيرة ديفوس في رسالة وجّهتها إلى ترامب وتلقى عدد من وسائل الإعلام الأمريكيّة نسخة منها "لا يُمكن إنكار أن خطابكم كان له تأثير على الوضع، وهذا كان نقطة تحوّل بالنسبة إليّ".

إلى جانب ذلك، أعلنت رويترز استقالة أربعة مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي الأمريكي، الجمعة 8 يناير/كانون الثاني، وذلك على خلفية اقتحام مؤيدي الرئيس دونالد ترامب الكونغرس.

وذكرت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة وشخص مطلع على الأمر، أن الاستقالة الجماعية تأتي في إطار سلسلة استقالات متزايدة لمساعدي ترامب.

بحسب الوكالة المسؤولين الأربعة هم: إيرين والش كبيرة مديري الشؤون الإفريقية، ومارك فاندروف مدير أول لسياسة الدفاع، وأنتوني روجيرو المدير الأول لأسلحة الدمار الشامل، وروب جرينواي مدير أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

استقالة مدير الشرطة وتحقيقات قد تصل ترامب 

من جانبه، قدم رئيس شرطة الكونغرس الأمريكي ستيفن سوند استقالته غداة اقتحام المبنى من قبل مؤيدين للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وذلك بعد ساعات من مطالبة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بتنحي قائد شرطة الكونغرس.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال القائم بأعمال المدعي العام الفيدرالي للعاصمة واشنطن مايكل شروين إن التحقيقات التي أطلقت بشأن عملية الاقتحام ستشمل ترامب أيضاً، وسط مخاوف على الأمن القومي بعد سرقة مواد من مكاتب الكونغرس.

أشار شاروين إلى أن التحقيقات لا تشمل الأشخاص الذين اقتحموا المبنى فحسب، بل أيضاً من ساعدوهم أو من لعبوا دوراً في ذلك، بحسب ما أشارت صحيفة "washington post" الأمريكية. 

من جانبه، طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" (FBI) من عامة الناس تزويده بأي معلومات تساعد في تحديد هويات مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكونغرس، وأضاف في بيان أنه مهتم بالحصول على أي تسجيل فيديو أو صور توثق الفوضى.

في هذا السياق، قالت وزارة العدل إن هناك مخاوف على الأمن القومي بعد سرقة مواد من مكاتب في مبنى الكونغرس، ومنها مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

كما نقلت "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين في وزارة العدل أن الأجهزة الأمنية الفيدرالية ستعلن عن توقيفات جديدة على خلفية اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الكونغرس.

من جانبها، دعت عمدة واشنطن موريل باوزر إلى محاسبة ترامب على "الهجوم الإرهابي غير المسبوق على الديمقراطية الأمريكية".

وأضافت خلال مؤتمر صحفي أن من الواجب عدم التقليل من الضرر الذي يمكن أن يلحقه ترامب بالديمقراطية الأمريكية خلال الأسبوعين المتبقيين له في البيت الأبيض، حسب وصفها.

بنس يعارض عزل ترامب 

وفيما سارع برلمانيون ديمقراطيون  إلى مطالبة نائب الرئيس مايك بنس بالتصويت على تنحية ترامب بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور الذي يسمح لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنه "غير قادر على تحمّل أعباء منصبه".

لكنّ صحيفة " The Independent" البريطانية، أفادت بأن بنس يُعارض اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور لإجبار ترامب على التنحّي عن منصبه، رغم مطالبات الديمقراطيّين وبعض الجمهوريّين. 

وفي حين لم يتحدّث بنس علناً عن إمكان اللجوء إلى هذا التعديل الذي لم يسبق استخدامه في تاريخ الولايات المتحدة، فقد نقلت الصحيفة عن مصدر مقرّب من بنس قوله إن نائب الرئيس يُعارض هذه الخطوة الراديكاليّة.

وقالت الصحيفة إنّ موقف بنس هذا مدعوم من العديد من الوزراء الذين سيكون تأييدهم ضرورياً لتنفيذ التعديل الخامس والعشرين، مشيرة إلى أن هؤلاء المسؤولين "يرون أن إجراءً كهذا من شأنه أن يزيد من الفوضى الحاليّة في واشنطن" بدلاً من حلحلتها.

وفي الوقت الذي دعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تنحية ترامب، معتبرةً الملياردير الجمهوري "شخصاً خطيراً للغاية وينبغي ألا يستمرّ في منصبه"، فقد طالب مشرّعون أمريكيّون أعضاء إدارة ترامب ومسؤولي البيت الأبيض إلى البقاء في مناصبهم لضمان نهاية مستقرّة للولاية الرئاسيّة، وذلك بعد إعلان عدد من المسؤولين في الإدارة استقالتهم احتجاجاً على اقتحام أنصار للرئيس المنتهية ولايته مبنى الكابيتول.

تشييد سور حول الكونغرس 

في غضون ذلك، انطلقت عملية تشييد السياج الحديد الذي أعلن وزير الجيش الأمريكي رايان مكارثي أنه سيتم رفعه في محيط مبنى الكونغرس، بعد يوم من اقتحامه من قبل متظاهرين مؤيدين لترامب.

بحسب صحيفة "NEWSWEEK" الأمريكية، فإن السياج من المقرر أن يكون ارتفاعه 7 أقدام بحيث يصعب تسلقه، وأن يبقى في مكانه للأيام الـ30 المقبلة، أي إلى ما بعد حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. 

تعزيزات ومخاوف

في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، إرسال قوة قوامها 6200 من عناصر الحرس الوطني في 6 ولايات إلى العاصمة واشنطن، لدعم شرطة الكابيتول وغيرها من الأجهزة الأمنية.

وقالت الوزارة، في بيان، إن القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميللر، وقع رسمياً أمر إرسال قوة قوامها 6200 من الحرس الوطني إلى واشنطن، على أن تستمر هناك لمدة تصل 30 يوماً، بحسب "أسوشيتيد برس".

وأضافت أن عناصر الحرس الوطني القادمين من ولايات فرجينيا وبنسلفانيا ونيويورك ونيوجيرسي وديلاوير وماريلاند "سيساعدون في تأمين مبنى الكابيتول والمنطقة المحيطة به خلال حفل تنصيب بايدن في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري".

وأسفرت الأحداث الدامية التي شهدتها واشنطن، الأربعاء، عن مقتل 4 أشخاص، بينهم سيدة كانت من بين المتظاهرين، ولقيت مصرعها برصاص الشرطة.

تحميل المزيد