اعتقل الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2021، المسن الفلسطيني سعيد عرمة (51 عاماً) الذي اشتهر بمواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، خلال مظاهرة لأهالي بلدته دير جرير قضاء رام الله، دفاعاً عن أراضيهم ومزارعهم التي تخطط سلطات الاحتلال لإقامة بؤرة استيطانية عليها.
وكالة الأناضول نقلت عن شهود عيان أن قوة عسكرية إسرائيلية داهمت منزل "عرمة"، فجر الجمعة، في بلدة دير جرير بمحافظة رام الله، واعتقلته.
يشار إلى أنه قبل 4 أيام، تداول مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي، بشكل واسع، مقطع فيديو للمُسنّ عرمة وهو يواجه جنوداً من الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة في بلدة دير جرير.
حيث أظهرت مقاطع مصورة التقطها مصور الأناضول للحاج سعيد الملقب بـ"أبي العبد"، وهو يرتدي الكوفية والعِقال والزي الفلسطيني التقليدي "القمباز"، مستخدماً المقلاع في إلقاء الحجارة خلال مواجهة الجنود الإسرائيليين، جنباً إلى جنب مع عشرات الشبان دفاعاً عن أراضيهم.
جاء ذلك خلال مواجهات، الجمعة الماضي، "دير جرير" مع الجيش الإسرائيلي، بعد أن خرج أهالي القرية شيباً وشباناً؛ لحماية أراضيهم في منطقة "الشرفة" التي يخطط الاحتلال لإقامة بؤرة استيطانية فيها.
"لا أشعر بالخوف على الإطلاق"
المُسنّ الفلسطيني الذي يعمل سائق حافلة في إحدى مدارس البلدة، قال في تصريح لوكالة الأناضول إن "الدافع للمخاطرة بنفسه هو رفض الاحتلال ومحاولاته للاستيلاء على أراضي البلدة".
أشار الحاج البالغ من العمر 51 عاماً إلى أن "العمر واللباس لا تأثير لهما على من يريد رفض الاحتلال، الدافع لمشاركتي وطنيٌّ، والدفاع عن الأرض هو دفاع عن العرض، لن نقبل بحفنة رعاع من المستوطنين أن ينتزعوا أرضنا منا ونحن هنا".
يوضح الحاج سعيد أنه يرتدي الزي التقليدي باستمرار ويرفض التخلي عنه حتى في المواجهات، مضيفاً: "لا أشعر بالخوف على الإطلاق، ولو كنت خائفاً لما ذهبت إلى هناك"، ويرى أيضاً أن "الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة، تكررت أحداثها اليوم (الجمعة)"، لافتاً إلى أنها "من الذكريات الجميلة، التي تبعث الأمل بوجود نَفَس (رغبة) للمقاومة".
ويشدد على أن "وقفة أهالي البلدة الموحدة ستعيد لهم أرضهم، وسيُفشِلون محاولة إقامة البؤرة الاستيطانية"، مشيراً إلى تجربة سابقة أفشلوا فيها إقامة بؤرة أخرى.
ويعرب عن أمله بأن "تتوحد الفصائل الفلسطينية، وأن تكون صفاً واحداً، وبندقيتها واحدة تجاه عدو واحد".
"شيخ المجاهدين"
من جهته، علّق رئيس المجلس المحلي لبلدة دير جرير، أيمن علوي، على مشاركة الحاج سعيد بالاحتجاجات، وقال: "أبوالعبد من جيل الانتفاضة الأولى، ومن الناس الذين لهم باع طويل في مواجهة الاحتلال".
كما وصف علوي الحاج سعيد بأنه "شيخ المجاهدين، ورمز من رموز المقاومة الفلسطينية"، مضيفاً أن "أهالي البلدة يخرجون كل جمعة رفضاً لوجود بؤرة استيطانية على أراضيهم، وتزامنت هذه الجمعة مع الذكرى الـ56 لانطلاق حركة فتح، التي دعت للمشاركة في الفعالية".
في سياق متصل، أشار علوي إلى أن الأرض المستهدفة بالاستيطان "ذات موقع استراتيجي وتقدر بمئات الدونمات (الدونم = 1000 متر)، وتم استصلاح أغلبها، وكلفت مئات آلاف الشواكل (الدولار = 3.21 شيكل إسرائيلي)، ويتردد أهالي البلدة عليها باستمرار".
يُشار إلى أن عدد سكان بلدة دير جرير يُقدر بنحو 6 آلاف نسمة، وتبعد عن مدينة رام الله حوالي 12 كيلومتراً، وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، شرع مستوطنون في إقامة بؤرة استيطانية، بمنطقة جبل الشرفة، عبر نصب معدات وخيام على قمة الجبل، بحماية الجيش الإسرائيلي وشرطته.
وتشير إحصاءات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن بمستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.