إيران تتسبب في معركة داخل الحكومة الإسرائيلية.. نتنياهو يريد التحكم في ملف طهران وشركاؤه يرفضون

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/07 الساعة 19:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/07 الساعة 19:44 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

كشف موقع Axios الأمريكي، الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021، أن معركة حامية اندلعت على أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية، بسبب رغبة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في التحكم الكامل بسياسة إسرائيل تجاه إيران.

الموقع الأمريكي أوضح أن رئيس الوزراء نتنياهو يستعد لاتخاذ موقف بالغ الصرامة بشأن خطة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، في تناقض مع النهج الأكثر اعتدالاً الذي يُفضِّله وزير الدفاع بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

رسالة نتنياهو أثارت أزمة حكومية

فقد أرسل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، بأوامر من نتنياهو، رسالة تتألَّف من جملة واحدة إلى غانتس، يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي: "وفقاً لأوامر رئيس الوزراء، سيُصاغ موقف الحكومة الإسرائيلية بصورته النهائية تجاه الاتفاق النووي الإيراني، بصورة حصرية عن طريق رئيس الوزراء، على أساس التحليل الذي يجريه مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء".

حصل موقع Axios على فحوى الرسالة، التي أُرسِلَت أيضاً إلى أشكنازي، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، ومدير الموساد يوسي كوهين، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي.

بنيامين نتنياهو يصافح بيني غانتس/ رويترز
بنيامين نتنياهو يصافح بيني غانتس/ رويترز

فاجأت شريكه في الحكم غانتس

بينما أكد الموقع أن غانتس فوجئ برسالة نتنياهو، وردَّ بعد يومين برسالة أخرى. كتب غانتس أنَّ رئيس الوزراء لديه بالفعل سلطة صياغة الموقف الإسرائيلي بصورته النهائية، لكن دون تجاهل كامل للمؤسسة الأمنية ومجتمع الاستخبارات تقريباً، وفي الوقت نفسه تجاوز الحكومة الأمنية الإسرائيلية.

جاء في رسالة غانتس: "قضية الأمن، وبالخصوص الملف الإيراني، ليست شأناً شخصياً يخص شخصاً واحداً فقط".

كما أضاف غانتس أنَّ السياسة الإسرائيلية تجاه الاتفاق الإيراني لابد أن تكون ناتجة عن تحليل واسع يشمل وكالات الأمن القومي كافة والسياسة الخارجية الإسرائيلية، وليس فقط مجلس الأمن القومي الذي يخضع بصورة مباشرة لنتنياهو.

كتب غانتس أيضاً، أنَّه لابد أن تكون الموافقة على أي سياسة كهذه تالية لنقاش جاد في الحكومة الأمنية، إذ كانت المواجهة بين نتنياهو وغانتس حتى هذا اليوم، معروفة فقط لمجموعة صغيرة من كبار مسؤولي الأمن القومي البارزين.

توقيت الرسالة جعل الأمر "أكثر خطورة"

أوضح الموقع الأمريكي أن توقيت الجدال -قبل أسابيع قليلة من تولي بايدن للرئاسة، وفي خضم الحملة الانتخابية الإسرائيلية- يجعل الأمر أكثر حساسية وخطورة.

في حين يتفق كل الفاعلين الرئيسيين على الهدف الاستراتيجي المتمثل في منع بايدن من الموافقة على اتفاق يضر بالأمن الإسرائيلي، فإنَّهم يختلفون على الأساليب.

بينما تُخيِّم حقيقة أنَّ رفض نتنياهو القاطع لأي اتفاق في عام 2015 أدَّى إلى تهميش إسرائيل عملياً حين أبرم باراك أوباما الاتفاق السابق، على المسألة الآن. وقد أدَّى ذلك إلى سعي بعض كبار المسؤولين إلى اتخاذ نهج أكثر تعاوناً مع الولايات المتحدة هذه المرة.

كما أنَّ ما دفع نتنياهو إلى إرسال الرسالة هو مقابلة في الصحافة الإسرائيلية، قال فيها الرئيس المتقاعد لشعبة البحوث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إنَّه لا يوجد دليل على أنَّ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق خدم المصالح الإسرائيلية.

بينما انزعج نتنياهو أيضاً من الشائعات التي تقول إنَّ غانتس وجنرالات كبار آخرين في الجيش الإسرائيلي عبَّروا عن موقفٍ أكثر اعتدالاً بشأن الاتفاق الإيراني، أثناء زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، مارك ميلي.