يتسارع تفشي فيروس كورونا على مستوى العالم مسجلاً عدداً قياسياً جديداً في العديد من الدول، بالتزامن مع البدء في تلقيح السكان، والمصادقة على أكثر من لقاح للفيروس، واضعاً العالم أمام تحدٍّ جديد لمواجهة سلالة كرونا الجديدة الأكثر انتشاراً لكورونا.
فهذه الأعداد تعد مؤشر آخر على حدة الأزمة، في الوقت الذي بدأت فيه إنجلترا واسكتلندا عزلاً عاماً جديداً بسبب كوفيد-19 شمل صدور أوامر للمواطنين بالبقاء في البيوت، إضافة إلى تمديد وتشديد الإغلاقات في كل من ألمانيا وإسرائيل.
سلالة كورونا الجديدة تفتك ببريطانيا
التطور الأكبر في هذا الملف كان في بريطانيا، فقد سجلت المملكة، الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2021، أكثر من 60 ألف إصابة بفيروس كورونا في حصيلة يومية للمرة الأولى بينما تكافح الحكومة سلالة جديدة شديدة العدوى من الفيروس.
المديرة الطبية لهيئة الصحة العامة في إنجلترا إيفون دويل قالت إن "الزيادة السريعة في الحالات مقلقة بشدة، والمحزن أنها تعني المزيد من الضغط على خدماتنا الصحية في عز الشتاء"، مضيفة: إن"هذا هو السبب في أنه يتعين علينا أن نبقى في البيت متى استطعنا ذلك".
يذكر أنه كانت الحصيلة اليومية للإصابات الجديدة أعلى من 50 ألفاً خلال الأيام الثمانية الماضية.
ألمانيا تشد أحزمتها وتستعد للأسوأ
أما في ألمانيا، فقد أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل الثلاثاء تمديد وتشديد الحجر الجزئي المفروض في البلاد لمواجهة وباء كوفيد-19 حتى 31 كانون الثاني/يناير، وحضت مواطنيها على الحد من التواصل في ما بينهم بشكل أكبر، فيما ستظل غالبية المتاجر غير الغذائية والحانات والمطاعم والمراكز الثقافية وأماكن الترفيه والمدارس مغلقة.
ميركل قالت في مؤتمر صحفي أعقب اجتماعاً مع رؤساء المقاطعات الـ16، إن البلاد تواجه "أوضاعاً دقيقة في بعض المستشفيات، الأمر الذي دفعنا مجدداً إلى اتخاذ هذه القرارات اليوم".
فيما ستظل غالبية المتاجر غير الغذائية والحانات والمطاعم والمراكز الثقافية وأماكن الترفيه والمدارس مغلقة. وفي إطار التجمعات، بات مسموحاً لشخص واحد فقط أن يلتقي شخصاً آخر خارج منزله.
كذلك، سيتم الحد من التنقل ضمن شعاع 15 كلم من المنزل في المناطق التي يزيد فيها عدد الإصابات على 200 لكل 100 ألف نسمة.
يشمل هذا الإجراء نحو 10 ملايين شخص وخصوصاً في ساكسونيا وتورينغن وبافاريا في شرق البلاد والتي تضررت بشدة من الموجة الثانية للفيروس.
وعزت ميركل هذه التدابير إلى تفشي فيروس كورونا المتحور الذي رصد في بريطانيا، وتابعت أن "الإجراءات التي قررناها مشددة أكثر قسوة"، لافتة إلى "سباق مع الوقت".
من جانبها نبهت السلطات الصحية إلى أن تأثير العطل واللقاءات العائلية خلال فترة الأعياد لم يظهر بعد.
وبالإضافة إلى القيود، تعتمد ألمانيا بشكل كبير على حملة التطعيم التي أطلقت السبت لوقف انتشار الوباء. وتلقى أكثر من 264 ألفاً من المسنين والعاملين في مجال الصحة الجرعة الأولى من لقاح فايزر-بايونتيك الإثنين.
ونددت صحيفة "بيلد" الأكثر انتشاراً في ألمانيا، باستراتيجية التلقيح متهمة الحكومة بالتركيز على اللقاح الذي طورته مجموعة فايزر بالاشتراك مع بايونتيك الألمانية، على حساب لقاح موديرنا الأمريكي.
إسرائيل تشدد قيود الإغلاق
وفي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، إن الحكومة ستشدد إجراءات العزل العام المفروضة بالفعل لكبح الزيادة الحادة في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، وذلك لمدة 14 يوماً، ستمثل "جهداً أخيراً" مع مضي البلاد قدماً في حملتها السريعة للتطعيم.
يذكر أن إسرائيل تتصدر دول العالم في التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، بعد أن قامت بتطعيم ما يقرب من 15% من سكانها البالغ عددهم 9.3 مليون نسمة. ويأمل المسؤولون أن تتمكن إسرائيل من الخروج من الجائحة في شهر فبراير/شباط على أقرب تقدير، إذا حافظ البرنامج على وتيرته.
لكن الحالات الجديدة ارتفعت بشكل كبير منذ بدء حملة التطعيم في 19 ديسمبر/كانون الأول، لتصل إلى أكثر من 8300 حالة الثلاثاء، وهو أعلى رقم منذ شهور.
كما تجدر الإشارة إلى أن العزل العام الحالي هو الثالث في إسرائيل منذ بداية الجائحة، وفُرض في 27 ديسمبر/كانون الأول.
وأضاف نتنياهو: "هكذا سنكون أول من يخرج من جائحة فيروس كورونا في العالم، هكذا سنفتح اقتصادنا".
الصين تكثف إجراءات مكافحة كورونا
أما في الصين، فقد فرضت السلطات الصينية، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، قيوداً على السفر وحظرت التجمعات في عاصمة إقليم خبي الذي يحيط بالعاصمة بكين، في أحدث تكثيف للإجراءات بهدف منع موجة أخرى من فيروس كورونا.
فقد سجل الإقليم 20 إصابة من أصل 23 إصابة محلية بكوفيد-19 سجلها البر الرئيسي الصيني أمس الثلاثاء، كما كثفت مدينة شيجياتشوانغ، عاصمة خبي التي يعيش فيها 11 مليون نسمة، الإجراءات المضادة وسجلت 19 إصابة مؤكدة و41 حالة دون أعراض.
كما ستلزم المدينة جميع المسافرين إليها بتقديم نتيجة سلبية لفحص كورونا خضعوا له خلال 72 ساعة من ركوبهم القطار أو الطائرة، حسبما ورد في بيان لمطار شيجياتشوانغ تشنغدينغ الدولي اليوم الأربعاء.
وأطلقت المدينة أيضاً حملة فحص جماعي وأغلقت محطة حافلات رئيسية وحظرت التجمعات وأمرت المجمعات السكنية بالسماح لساكنيها فقط بالدخول.
يذكر أن حكومات الأقاليم والمدن الصينية تطبق في كثير من الأحيان مجموعة من الإجراءات بما في ذلك الفحوصات الجماعية وإغلاق المدارس وتقييد السفر لأولئك الذين يعيشون في مناطق بها مجموعة من مرضى كوفيد-19 الجدد. ويجري أيضاً مسؤولو الجمارك الصينيون عمليات فحص روتينية للسلع المستوردة للتحقق من آثار فيروس كورونا.