انتقدت ماري نيومان، عضوة الكونغرس الأمريكي، خطة التطعيم الإسرائيلية ضد فيروس كورونا، التي تستثني ملايين الفلسطينيين من تلقي العلاج، وقالت إن إسرائيل "ملزمة أخلاقياً وإنسانياً" بضمان وصول اللقاح للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، كما أكدت في سلسلة تغريدات موجهة إلى إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الفيروس "لا يميز بين الجنسيات ولا يأبه بالحدود أو الديانة"، وأن تأثيره المدمر ملموس في كل مكان.
وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2020، عبر تويتر، قالت "إن إدارة نتنياهو عليها التزام أخلاقي وإنساني لضمان تلقي الإسرائيليين والفلسطينيين اللقاحات على السواء. علينا بذل كل ما في وسعنا ليس فقط لضمان توزيع اللقاحات بسرعة، وإنما بشكل منصف كذلك، سواء كنا نتحدث هنا عن مجتمعاتنا في الولايات المتحدة، أو الدول في جميع أنحاء العالم".
إقصاء ممنهج
الأسبوع الماضي، تلقى نتنياهو جرعته الأولى من لقاح فيروس كورونا ليبدأ أكبر حملة تطعيم في تاريخ البلاد.
بحسب التقارير، تلقت إسرائيل ثمانية ملايين جرعة من لقاح فايزر وستة ملايين أخرى من لقاح موديرنا، وهو ما يكفي لتطعيم جميع مواطني الدولة الإسرائيليين تقريباً.
مع ذلك، لم يجرِ تضمين ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في الحملة. وبدلاً من ذلك، سيتعين عليهم انتظار تلقي اللقاح من السلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية، والتي تدير قطاعات من الضفة الغربية المحتلة.
تأمل السلطة الفلسطينية في الحصول على لقاحات من خلال كوفاكس، وهي شراكة تقودها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية، وعجزت حتى الآن عن بلوغ هدف الملياري جرعة التي تأمل في شرائها خلال العام المقبل لقاطني البلدان الفقيرة.
وقدر مسؤولون من حركة حماس، الحركة التي تدير قطاع غزة المحاصر، أن اللقاحات يمكن أن تصل "في غضون شهرين".
بينما صرح يوآف كيش، نائب وزير الصحة الإسرائيلي، لإذاعة راديو كان الإسرائيلية الشهر الماضي بأن إسرائيل تعمل على تأمين الإسرائيليين بفائض من اللقاحات. وقال إنه إذا كانت هناك "قدرة إضافية سننظر بالتأكيد في أمر مساعدة السلطة الفلسطينية".
على جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الثلاثاء الخامس من يناير/كانون الثاني، عن 1,009 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و20 حالة وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إلى 160,043 حالة.
عضوة الكونغرس الداعمة لفلسطين
يذكر أن ماري نيومان هي أول من ناقش بالكونغرس الأمريكي مسألة عدم المساواة التي يواجهها الفلسطينيون في الحصول على اللقاح.
وتجدر الإشارة إلى أن ماري، عضو الحزب الديمقراطي التقدمي التي أدت اليمين الدستورية لفترة ولايتها الأولى في الكونغرس يوم الأحد الماضي، الثالث من يناير/كانون الثاني، قد هزمت نظيرها الديمقراطي المحافظ المعروف بدعمه الشديد لإسرائيل دان ليبينسكي.
وكانت ماري قد انتقدت فيما مضى معاملة إسرائيل للفلسطينيين، وأشارت أيضاً إلى الانفتاح على فكرة ربط المساعدات العسكرية لإسرائيل بتصرفاتها.
لا تكافؤ
تحتفل إسرائيل بتطعيم أكثر من عُشر سكانها بمن فيهم ساكنو المستوطنات، بينما ما زال الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة عاجزين عن الوصول للقاح فيروس كورونا، ولا يمكنهم سوى المشاهدة والانتظار.
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021، فإن حملة التطعيم التي تسير على قدم السرعة في إسرائيل تكشف عن مثال واضح عن عدم التكافؤ الذي يشهده العالم، إذ تسارع الدول الغنية لحجز كميات ضخمة من اللقاحات، في حين تقف الدول الفقيرة أمام عجز كبير.
تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تنقل دفعاتٍ من لقاح كورونا في عمق الضفة الغربية، لتُوزَّع على المستوطنين اليهود، في حين يعاني 2.7 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة من تفشٍّ كبير للفيروس، في الوقت الذي في الغالب أنهم سيضطرون للانتظار شهوراً قبل وصول اللقاح إليهم.
محمود الكيلاني، 31 عاماً، مُدرِّبٌ رياضي من مدينة نابلس قال للصحيفة: "لا أعرف كيف، ولكن يجب أن تكون هناك طريقةٌ لجعلنا أولوية أيضاً. من يهتم بنا؟ لا أعتقد أن أيَّ شخصٍ يجيب عن هذا السؤال".
إسرائيل ترفض التعاون
ورغم التأخير، لم تطلب السلطة الفلسطينية رسمياً المساعدة من إسرائيل، حيث يتوقف التنسيق بين الجانبين العام الماضي بعد أن قَطَعَ الرئيس الفلسطيني العلاقات الأمنية لعدة أشهر.
لكن عبد ربه قال إن "جلساتٍ" قد عُقِدَت مع إسرائيل، وقال: "حتى هذه اللحظة لا يوجد اتفاقٌ ولا يمكننا القول إن هناك أيَّ شيءٍ عملي على الأرض في هذا الصدد".
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم قد يقدِّمون لقاحاتٍ فائضة للفلسطينيين، ويزعمون أنهم ليسوا مسؤولين عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الأسرى كذلك في خطر
وفي إطار المسؤولية الإسرائيلية، طالبت لجنة فلسطينية، الأحد، منظمة الصحة العالمية، بالضغط على إسرائيل من أجل إدخال لقاح فيروس كورونا للأسرى الفلسطينيين داخل السجون.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة الـ7 (خاصة)، قد قالت إن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا، أصدر تعليماته في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى مصلحة السجون بعدم منح الأسرى لقاح كورونا.
"لجنة الأسرى" التابعة لتجمع "القوى الوطنية والإسلامية" في غزة، قالت إن "هناك حالة من الخوف والقلق على حياة الأسرى، في ظل انتشار كورونا بشكل سريع داخل السجون، في ظل عدم وجود وسائل وقائية ولا مستلزمات علاجية، إلى جانب منع دخول الأطباء والمختصين، وعدم السماح بإدخال لقاحات كورونا إلى داخل السجون".
ووفق نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين المصابين بفيروس كورونا في السجون الإسرائيلية 171.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4400 أسير فلسطيني، بينهم 40 سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال قرابة 170، وعدد المعتقلين الإداريين (دون تهمة) نحو 380، وفق بيانات فلسطينية رسمية.