وقَّع رؤساء الوفود المشاركة في القمة الخليجية التي تحتضنها السعودية، الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2021، على البيان الختامي للقمة، الذي أُطلق عليه "بيان العلا"، بينما أشاد أمير الكويت وولي العهد السعودي بنتائج المباحثات التي انتهت بالمصالحة الخليجية.
إذ انطلقت، الثلاثاء، في مدينة العلا السعودية أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ41، بمشاركة قادة دول السعودية وقطر والكويت، بينما مثل مسؤولون كبار سلطنة عمان والإمارات والبحرين، إلى جانب مشاركة مصر بحضور وزير خارجيتها.
إنجاز "تاريخي" بالتوقيع على "بيان العلا"
خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية، أشاد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بالإنجاز التاريخي بالتوقيع على (بيان العلا) مستذكراً الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والذي ساهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق.
كما أعرب أمير الكويت عن بالغ الثناء والتقدير للمملكة وقيادتها الحكيمة على مبادرتها الكريمة بإطلاق اسم قمة (السلطان قابوس والشيخ صباح) على القمة الحالية تقديراً لمسيرة الراحلَين وسنوات عطائهما في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والقضايا الدولية والإنسانية، وفقاً لوكالة الأنباء الكويتية.
فيما أعرب عن تقديره للجهود الأخيرة التي بُذلت لتحقيق ذلك الهدف السامي من جانب كافة الإخوة الأشقاء ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة دونالد ترامب، والمستشار جاريد كوشنر، مشيداً بجهودهم الداعمة لهذا الاتفاق.
كما ثمَّن حرص "الأشقاء قادة دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا".
محمد بن سلمان يشيد بجهود المصالحة الخليجية
من جهته، ثمَّن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الثلاثاء، جهود الكويت والولايات المتحدة للوساطة في إتمام المصالحة الخليجية، داعياً إلى تضافر الجهود لمواجهة المشروع النووي الإيراني.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في القمة الخليجية الـ41، المنعقدة في مدينة العلا السعودية، وفق بث متلفز لفضائية "الإخبارية" الرسمية.
إذ قال بن سلمان: "بالغ الشكر لجهود رأب الصدع التي قادها الأمير الكويتي الراحل صباح الأحمد، واستمر في متابعتها الأمير نواف الأحمد والجهود الأمريكية الصديقة".
كما أضاف ولي العهد السعودي: "نحن اليوم ما أحوجنا لتعزيز الجهود لمواجهة تحديات ومخاطر المشروع النووي الإيراني والصواريخ الباليستية لوكلائها في المنطقة، والعمل بشكل جدي لضمان السلم والأمن الإقليمي والدولي".
فيما أكد محمد بن سلمان أن بلاده تدعم العمل الخليجي المشترك، للوصول إلى "بيان العلا" لضمان الاستقرار العربي والخليجي، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة.
قال أيضاً إنه تقرر تسمية القمة الخليجية الـ41 بقمة "السلطان قابوس والأمير صباح الأحمد"، نظراً لانعقادها عقب وفاتهما.
استقبال خاص لأمير قطر الشيخ تميم
قبل ذلك استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مطار العلا بالسعودية، الذي يشارك في القمة الخليجية رقم 41، التي تأتي بعد ساعات من الإعلان عن المصالحة بين قطر والسعودية.
إذ أظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل الإعلام لحظة استقبال الأمير محمد لأمير قطر، ويُعد هذا الاستقبال مؤشراً قوياً على حلحلة الخلافات في الأزمة الخليجية المستمرة منذ 3 سنوات.
تأتي مشاركة أمير قطر في القمة الخليجية بعد ساعات من إعلان وزير خارجية الكويت، أحمد ناصر الصباح، أنه تم الاتفاق على إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، اعتباراً من "مساء الإثنين".
الصباح قال، في بيان متلفز، إن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أجرى اتصالاً هاتفياً مع كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أجل توقيع بيان القمة الخليجية التي تستضيفها مدينة "العلا" شمال غربي السعودية.
كما أضاف الصباح أنه تم التأكيد على حرص الجميع على وحدة الصف ولمّ الشمل وجمع الكلمة، من خلال توقيع بيان "العلا"، الذي يُعد إيذاناً باستهلال صفحة مشرقة في العلاقات الأخوية الخالية من أي عوارض تشوبها.