بدأت الصين حملة على مستوى البلاد لتطعيم حوالي 50 مليون عامل في الخطوط الأمامية ضد فيروس كورونا، قبل موسم السفر في السنة القمرية الجديدة الشهر المقبل، لتتفوق بذلك على عملية Warp Speed التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتطعيم.
ضخامة التطعيم في الصين
صحيفة The Washington Post الأمريكية، قالت الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، إنه من المقرر أن يحصل العاملون في مجموعة من المجالات على أول جرعتين من اللقاح بحلول منتصف هذا الشهر، وستأتي الجرعة الثانية بعد أسبوعين أو أربعة أسابيع، وفقاً لخطة البلاد.
تأتي عملية التطعيم في الصين بينما تطمح بكين إلى تلقيح 50 مليون شخص في شهر واحد، وهذا العدد يفوق أعداد سكان ولايات كاليفورنيا وميشيغان الأمريكيتين مجتمعتين.
كانت إدارة ترامب قد أطلقت عملية Warp Speed لتسريع تلقي اللقاحات، حيث تلقى 4.2 مليون شخص الجرعة الأولى منذ بدء توزيع اللقاح في 14 ديسمبر/كانون الأول، وفقاً لمركز Covid Data Tracker التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تأتي سرعة التطعيم في الصين نظراً لوجود حاجة ملحة لبكين، للانتهاء من حملات التطعيم قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة -التي يطلق عليها أكبر هجرة بشرية سنوية في العالم- والتي تأتي في الفترة من 11 إلى 17 فبراير/شباط.
كان العام الماضي قد شهد حوالي 1.5 مليار رحلة خلال موسم العطلات في الصين، وهو نصف العدد العادي، حيث التزم الناس منازلهم للوقاية من تفشي فيروس كورونا المتزايد.
وبعد فشل خطط لقاء العديد من العائلات، العام الماضي، تواجه السلطات الصينية ضغوطاً لتوفير الأمان اللازم لقضاء العطلة، إذ إن السنة القمرية الجديدة تعد بالنسبة للكثيرين في الصين الذين يعملون بعيداً عن منازلهم الفرصة الوحيدة للاجتماع بعائلاتهم للاحتفال وإقامة الولائم.
من جانبها، نقلت صحيفة People's Daily الرسمية عن خبير الأمراض المعدية في شنغهاي، تشانغ ون هونغ، قوله: "لا يمكننا مطالبة الناس بالبقاء في المنزل والامتناع عن الخروج في السنة القمرية الجديدة". رغم قوله بضرورة وجود ضوابط في مناطق الخطر.
لقاح الصين
عملية التطعيم تأتي بعدما وافقت الصين يوم الخميس الماضي على استخدام لقاح كورونا، طورته وحدة تابعة لشركة سينوفارم العملاقة للأدوية المدعومة من الدولة.
لم يتم الكشف عن أي بيانات مفصلة عن فاعلية اللقاح، لكن معهد المنتجات الحيوية في بكين الذي طور اللقاح، وهو وحدة تابعة لمجموعة بيوتك الوطنية الصينية (سي.إن.بي.جي) التابعة لسينوفارم، قال الأربعاء الماضي، إن اللقاح فعال في الوقاية من كوفيد-19 بنسبة 79.34% استناداً لبيانات أولية، وفقاً لوكالة رويترز.
تأتي الموافقة بعد أن أصبحت دولة الإمارات العربية هذا الشهر أول من يطرح هذا اللقاح على الجمهور، وبعد أن أعلنت باكستان عن صفقة مع سينوفارم لشراء 1.2 مليون جرعة.
رغم أن الصين أبطأ من بلدان أخرى في الموافقة على لقاحات الوقاية من مرض كوفيد-19، فإنها تقوم على مدى شهور بتطعيم مواطنيها بثلاثة أنواع مختلفة لا تزال في مراحل التجارب الأخيرة.
كانت الصين قد بدأت برنامجاً للاستخدام الطارئ للقاح، في يوليو/تموز 2020، يستهدف العاملين الأساسيين والأكثر عرضة لخطر العدوى، وطرحت حتى 15 ديسمبر/كانون الأول ملايين الجرعات، باستخدام ثلاثة منتجات مختلفة، اثنان منها من إنتاج مجموعة (سي.إن.بي.جي)، والثالث من إنتاج سينوفاك.
ورغم أن فاعلية لقاح سينوفارم أقل عن معدلات النجاح التي تجاوزت 90% للقاحات منافسة من شركة فايزر وشريكتها بيونتيك وشركة مودرنا، فإنها تشير إلى التقدم الذي أحرزته الصين في السباق العالمي لتطوير لقاحات للوقاية من مرض كوفيد-19.
صحيفة Health Times الحكومية نقلت عن خبيرة اللقاحات تاو لينا، الشهر الماضي، قولها إن الحكومة تخطط لتطعيم 50 مليون شخص بحلول العام القمري الجديد، وتقديم أول جرعة بحلول 15 يناير/كانون الثاني، والثانية في 5 فبراير/شباط.