اعتبر وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يوم الثلاثاء، 5 يناير 2021 أن قمة العلا التي عُقدت في المملكة العربية السعودية بحضور قادة وممثلين عن الدول الخليجية طوت صفحة الخلاف الخليجي للأبد.
ففي تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال آل ثاني: "تنطوي اليوم صفحة الخلاف، بروح من المسؤولية والسعي لفتح صفحة جديدة ترسِّخ معاني التضامن والتعاون لما فيه خير الشعوب الخليجية ولمواجهة التحديات التي تتعرَّض لها المنطقة".
كما أعرب عن "الشكر والتقدير لدولة الكويت على جهودها الكبيرة في رأب الصدع ولمّ الشمل الخليجي"، وأضاف: "تحت قيادة وبحكمة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، تتطلع دولة قطر إلى مواصلة العمل الخليجي والعربي المشترك الذي يعود بالخير على الشعوب الخليجية، وعلى أمن واستقرار المنطقة، آملين أن يحقق هذا الاتفاق المزيد من التقدم والازدهار والرخاء".
مشاركة أمير قطر في قمة الخليج
جدير بالذكر أنها المرة الأولى منذ أكثر من 3 سنوات، التي يشارك فيها أمير قطر في القمة الخليجية التي عُقدت، الثلاثاء، وأسفرت عن اتفاق للمصالحة.
في المقابل فقد سبق أن قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن "قمة العلا" فتحت صفحة جديدة لاستقرار وتضامن الخليج، وأسفرت عن "عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) وقطر".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لـ"بن فرحان" والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، تم فيه إعلان بنود "البيان الختامي" للقمة و"إعلان العلا".
كما أضاف الوزير السعودي أن "القمة الخليجية أعلت المصالح العليا لمنظومة التعاون، وأكد البيان الختامي العلاقات الراسخة ودعا لتوطيدها واحترام مبادئ حسن الجوار". وأشار إلى أن "قمة العلا" تفتح صفحة جديدة لاستقرار وتضامن الخليج، مضيفاً: "مهما بلغت الخلافات بالبيت الخليجي إلا أن حكمة القادة قادرة على تجاوز ذلك".
إشادة بدور الكويت وأمريكا
الوزير السعودي تابع: "لم تكُن القمة لتحقق أهدافها لولا التكاتف والدور الهام للكويت والولايات المتحدة".
ووفق الوزير، فإن البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها.
كما أكد وزير الخارجية السعودي، أن "ما تم اليوم هو عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول الأربع وقطر". وأعرب عن ثقته باستمرار اتفاق المصالحة الخليجية.
يذكر أنه منذ يونيو/حزيران 2017، فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
علاقة وثيقة بين مصر والخليج
أما بخصوص مصر، فأعرب البيان الختامي للقمة، عن دعمه الجهود القائمة لحل قضية سد النهضة بما يحقق المصالح المائية والاقتصادية للدول المعنية، مثمناً الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.
في هذا الصدد، قال الحجرف، إن توقيع مصر بيان "العلا" يؤكد العلاقات الوثيقة بين القاهرة ودول مجلس التعاون.
كذلك وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، أكد البيان الختامي "ضرورة التزامها بمبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها".
كما أكد أهمية بناء الثقة بين مجلس التعاون وإيران، وفق المواثيق والأعراف الدولية "والأخذ بالحسبان أمن المنطقة وتطلعات شعوبها".
في المقابل أدان البيان الختامي "الأعمال التي تستهدف أمن وسلامة الملاحة والمنشآت البحرية وإمدادات الطاقة وأنابيب النفط، والمنشآت النفطية في الخليج العربي والممرات المائية، بوصفها أعمالاً تهدد أمن دول المجلس والمنطقة".