من جديد، تعثرت مفاوضات أزمة سد النهضة الإثيوبي، وذلك بسبب رفض السودان المشاركة في الاجتماع الوزاري الثلاثي بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا حول ملء وتشغيل السد، والذي كان من المقرر عقده الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2020. وأعلنت مصر إنهاء الاجتماع مع إثيوبيا.
حيث أعلن السودان تحفُّظه على المشاركة في الاجتماع، مشدّداً على تمسكه بـ"العملية التفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي إعمالاً لمبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، على أن يلعب الخبراء دوراً أكثر فاعلية في تسهيل التفاوض".
وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية، في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء، إنه استناداً إلى مخرجات الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي عُقد الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2020، تقدمت الخرطوم بطلب لعقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي والمراقبين مساء اليوم نفسه، بينما لم يتلقَّ السودان رداً على طلبه.
وبدلاً عن ذلك تسلَّم السودان، وفقاً للبيان الحكومي، دعوة لمواصلة التفاوض الثلاثي المباشر؛ مما دفع الخرطوم إلى التحفظ على المشاركة، تأكيداً لما وصفته بمواقفها الثابتة بضرورة إعطاء دور لخبراء الاتحاد الإفريقي لتسهيل التفاوض وتقريب الشّقة بين الأطراف الثلاثة.
من جهتها، ذكرت وزارة الري المصرية، في بيان لها، أن دولة السودان لم تشارك في جولة المفاوضات حول سد النهضة؛ ما أدى إلى إنهاء الاجتماع، والاتفاق على رفع الأمر إلى وزيرة العلاقات الدولية بدولة جنوب إفريقيا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، بحيث يتم بحث الخطوات المستقبلية خلال الاجتماع السداسي الوزاري المقرر عقده يوم 10 يناير/كانون الثاني الجاري، خاصةً أن مسار المفاوضات يتطلب مشاركة الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
اجتماع سداسي وزاري جديد نهاية الأسبوع الجاري
وأعلنت الوزارة المصرية التوافق على عقد جولة مفاوضات بين الدول الثلاث تمتد لمدة أسبوع، بهدف التباحث حول نقاط التوافق والنقاط الخلافية في اتفاق سد النهضة، على أن يتم في نهاية هذا الأسبوع عقد اجتماع سداسي وزاري آخر برئاسة دولة جنوب إفريقيا؛ للنظر في مخرجات جولة المفاوضات الثلاثية.
وكانت القاهرة والخرطوم وأديس أبابا قد انخرطت، أمس الأحد، في مفاوضات سداسية عبر تقنية "فيديو كونفرنس" حول ملء وتشغيل سد النهضة، بعد توقفها نحو شهر، برعاية الاتحاد الإفريقي.
وتمسكت مصر خلال الاجتماع، بـ"ضرورة التوصل في أقرب فرصة ممكنة، إلى اتفاق حول سد النهضة، وقبل بداية المرحلة الثانية (لم تحددها) من ملء خزان السد"، وفق بيان للخارجية المصرية.
وسبق أن دعت جنوب إفريقيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى الاجتماع السداسي بعد توقف المفاوضات، بسبب مطالبة الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض.
وتعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث، على مدار 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت وفرض حلول غير واقعية.
وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد؛ لعدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 ملياراً، وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بأحد، وإن الهدف الأساسي من بناء السد هو توليد الكهرباء.