أعلن رئيس المكسيك مانويل لوبيز أوبرادور، الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، استعداد بلاده لعرض اللجوء السياسي على مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، بعد ساعات فقط من إعلان محكمة بريطانية رفضها تسليمه للولايات المتحدة، على خلفية اتهامه بالتجسس.
الرئيس المكسيكي أشاد من جانبه بقرار المحكمة، واصفاً رفض تسليمه بأنه "نصر للعدالة"، قائلاً إن أسانج "صحفي ويستحق فرصة أخرى".
كما أعرب عن تأييده لصدور حكم بالعفو عن أسانج، الذي يلاحقه القضاء الأمريكي بدعوى نشره وثائق سرية عن أمريكا.
يأتي ذلك بعد أن رفضت محكمة بريطانية، الإثنين، تسليم "جوليان أسانج"، مؤسس موقع "ويكيليكس"، إلى الولايات المتحدة، على خلفية اتهامه بالتجسس، في قضية استمرت لأشهر، وذلك بعد اعتقاله في أبريل/نيسان 2019، من داخل سفارة الإكوادور في لندن، حيث قضى هناك سبع سنوات.
وأرجعت المحكمة الجنائية المركزية المعروفة باسم محكمة "أولد بيلي" في لندن، حكمها إلى "مخاوف بشأن صحة أسانج العقلية، إذا ما تم تسليمه إلى واشنطن"، بحسب مراسل الأناضول.
يشار إلى أن قرار المحكمة، اليوم، قابل للاستئناف خلال 14 يوماً، من قِبل الإدارة الأمريكية.
خيبة أمل أمريكية
فيما أعربت وزارة العدل الأمريكية عن "خيبة أملها الكبيرة" لرفض القضاء البريطاني تسليم مؤسس موقع ويكيليكس إلى الولايات المتحدة.
وقالت الوزارة في بيان: "نحن راضون، لأنه تم الأخذ بكل الحجج القانونية التي قدمتها الولايات المتحدة"، مضيفةً: "سنستمر في طلب تسليم أسانج للولايات المتحدة"، حيث تلاحقه أمريكا بتهمة نشر مئات آلاف الوثائق السرية.
ولا يُعرف ماذا سيكون موقف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، تجاه أسانج الذي خضع للمحاكمة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، في حين أوقف القضاء الأمريكي ملاحقته في عهد باراك أوباما.
ملاحقة أسانج قضائياً
ويلاحق القضاء الأمريكي، أسانج على خلفية اتهامه بالتجسس، وبسبب نشره منذ العام 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سرية تتعلق بالأنشطة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية، خاصة في العراق وأفغانستان.
وتتهم الولايات المتحدة أسانج بتعريض مصادر الاستخبارات الأمريكية للخطر، غير أن محاميه ينددون من جهتهم بما سمّوه عملية "سياسية مبنية على أكاذيب".
فقد أشارت ستيلا موريس، محامية أسانج التي أصبحت شريكته وأنجب منها طفلين، في مقابلة مع صحيفة دير شبيغل الألمانية، الأحد، أن أسانج الذي يقبع حالياً بسجن بيلمارش شديد الحراسة في لندن، "لم يلتقِ أياً من محاميه منذ مارس/آذار".
ونددت قائلة إن "فريق الدفاع عن جوليان لم يتمكن من أداء عمله على نحو كبير… الوضع في سجن بيلمارش لا يقارَن بظروف الاعتقال التي سيتعرض لها في الولايات المتحدة إذا تم تسليمه"، معتبرةً أن أسانج "سيُدفن حياً".
وأسانج، الأسترالي البالغ من العمر 49 عاماً، والذي أصبح بالنسبة لمؤيديه رمزاً للنضال من أجل حرية الإعلام، ملاحَق من القضاء الأمريكي، وفي حال إدانته يمكن أن يُسجن لمدة 175 عاماً.