أفتت مؤسسة الأزهر في مصر، الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، بتحريم احتكار أسطوانات الأوكسجين والمستلزمات الطبية في أوقات الأزمات والمِحن، وذلك تزامناً مع تصاعد غضب شعبي حيال أنباء عن وفاة 6 مرضى بفيروس كورونا، جراء نقص الأوكسجين بأحد المستشفيات.
جاء ذلك في بيان لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، نشره بموقع فيسبوك، قال فيه إن "احتكار المستلزمات الطبية، لاسيما أنابيب الأوكسجين، والمغالاة في أسعارها حرام شرعاً".
وأكد مركز الأزهر في بيانه أن "من أهم القواعد والأسس التي رسّخها الإسلام في المعاملات بين الناس أن أقامها على الصدق والعدل والأمانة، وحرَّم فيها الغش، والخداع، والكذب، واستغلال حاجة الناس".
كما أشار كذلك إلى أن "احتكار السلع واستغلال حاجة الناس إليها جريمة دينية واقتصادية واجتماعية، وثمرة من ثمرات الانحراف عن منهج الله سبحانه، لا سيما في أوقات الأزمات والمِحن".
غضب بعد حادثة مستشفى الحسينية
تأتي الفتوى تزامناً مع انتشار مقطع مصور بمنصات التواصل الاجتماعي، لوفاة 6 مرضى كورونا، بغرفة العناية المركزة، في مستشفى "الحسينية" بمحافظة الشرقية (شمال مصر)، إثر نقص غاز الأوكسجين الطبي.
من جانبها، قالت النيابة المصرية في بيان إنها بدأت في إجراء تحقيق حول كيفية نفاد الأوكسجين بمستشفى "الحسينية" الحكومي، والإجراءات المتخذة في حالة نفاده، وعدد المتوفين وبيان أسباب وفاتهم.
أما وسائل إعلام مصرية فقد أكدت اعتقال مصور فيديو مستشفى الحسينية، حيث قال موقع "بوابة فيتو" إنه يجري التحقيق معه بتهمة اقتحام غرفة العزل بالمستشفى وتصوير المرضى والمتوفين من دون إذن أو تصريح.
بحسب موقع "اليوم السابع" أيضاً، فإنه تمت إحالة مسؤول شركة الأمن المسؤولة عن مستشفى الحسينية للتحقيق، وذلك "للسماح لأحد الأفراد باقتحام عناية العزل وتصوير المرضى وإثارة البلبلة"، على حد قوله.
كان الشاب أحمد نافع قد صوّر مقطع فيديو صادماً، انتشر الأحد على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، وقال فيه إن جميع المرضى الذي كانوا في غرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية توفوا بسبب عدم وجود أوكسجين.
وكيل وزارة الصحة في محافظة الشرقية، هشام مسعود، كان قد أكد حدوث حالات وفيات في غرفة العناية المركزة بمستشفى الحسينية، وقال: "إن عدد الذين توفوا 4 وليس 7 كما قيل"، نافياً أن يكون ذلك بسبب نقص الأوكسجين، على حد زعمه.
وأثارت أخبار اعتقال مصور فيديو مستشفى الحسينية ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وأبدى مصريون رفضهم لاعتقاله في الوقت الذي قالوا إن على الحكومة أن تحاسب المقصّرين وليس مصور الفيديو.
كما انتقد مصريون في تغريداتهم ما وصفوه بتقصير وزارة الصحة، وهاجموا سوء الخدمات الطبية المقدمة في مستشفى الحسينية وبقية المستشفيات التي تستقبل مرضى كورونا، كما أبدوا تعاطفهم مع الصورة المؤثرة لممرضة كانت مذهولة بما يجري في غرفة العناية المركزة.
موجة ثانية من كورونا
وتشهد مصر حالياً موجة ثانية من جائحة كورونا، تترافق مع ارتفاع ملحوظ في وتيرة الإصابات بالفيروس، حيث سجلت خلال الساعات الماضية 1407 إصابات، توفي منهم 54.
حتى صباح الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، بلغت إصابات كورونا في مصر 142.187، بينها 7805 وفيات.
يُشار إلى أن إجمالي عدد المستشفيات في مصر (البالغ عدد سكانها 100 مليون) خلال عام 2018، كان 1848 مستشفى، من بينها 1157 مستشفى خاصاً، بنسبة 62.6%، في حين مثلت مستشفيات القطاع الحكومي 37.4%، ضمت كلاً من المستشفيات العامة والمركزية والتابعة لجهات حكومية، بإجمالي 691 مستشفى، وذلك وفقاً لأحدث أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في النشرة السنوية لإحصاء الخدمات الصحية الصادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.