في أحدث فصل من رفض الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قبول الهزيمة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ومحاولته لتقويض النتائج ذكرت صحيفة واشنطن بوست مساء الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021 تفاصيل مكالمة هاتفية سعى فيها الرجل للضغط على مسؤول أمريكي للانقلاب على فوز بايدن.
الصحيفة الأمريكية نشرت مكالمة هاتفية استمرت ساعة أجراها ترامب يوم السبت مع سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبيرغر وقد ظهر ترامب وهو يحث السكرتير ، وهو جمهوري، على التلاعب بالانتخابات من خلال "إعادة حساب" النتائج و"العثور على" عدد كافٍ من الأصوات حتى يتم إعلانه المنتصر.
تهديد من ترامب لمسؤول أمريكي
أثناء المكالمة تأرجح ترامب بين محاولة التسوية مع رافيسنسبرغر وتملقه، وتهديده، وخلال محادثتهما، أصدر ترامب تهديداً غامضاً لكل من سكرتير الولاية ومستشاره القانوني قائلاً إنهما إذا لم يجدوا أن الآلاف من بطاقات الاقتراع في مقاطعة فولتون قد دمرت بشكل غير قانوني لمنع المحققين- وهو ادعاء بلا أي دليل- سيكونون عرضة للمساءلة الجنائية.
ترامب قال حسب المكالمة الهاتفية مع سكرتير ولاية جورجيا: "هذه جريمة جنائية". "ولا يمكنك ترك ذلك يحدث. هذا خطر كبير عليك وعلى رايان، محاميك".
في المقابل قال ترامب أيضاً إنه يجب على الناخبين أن يعاقبوا براد رافنسبرغر، واثنين من مرشحي الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، السناتور كيلي لوفلر وديفيد بيرديو، في صناديق الاقتراع في انتخابات الإعادة المقبلة للاحتفاظ بمقاعدهم.
حيث قال ترامب: "لديك انتخابات كبيرة قادمة وبسبب ما فعلته بالرئيس- كما تعلم، يعرف شعب جورجيا أن هذه كانت عملية احتيال". "بسبب ما فعلته بالرئيس، لن يخرج الكثير من الناس للتصويت، وسيصوت الكثير من الجمهوريين بالسلب، لأنهم يكرهون ما فعلته بالرئيس. حسناً؟ لكنهم سوف يقومون بالتصويت. وستحظى بالاحترام حقاً، إذا أمكن تقويم ذلك قبل الانتخابات".
على الرغم من التهديدات، لم يستسلم براد رافنسبرغر لترامب، قائلاً للرئيس: "حسناً سيدي الرئيس، التحدي الذي تواجهه هو البيانات التي لديك خاطئة".
رفض قضائي للانقلاب على الانتخابات
في المقابل رفضت محكمة استئناف أمريكية يوم السبت طلب أحد أعضاء الكونغرس الجمهوريين يتيح لنائب الرئيس مايك بنس إلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
حيث أيدت لجنة من ثلاثة قضاة بالدائرة الخامسة في محكمة الاستئناف قرار قاضٍ اتحادي يوم الجمعة برفض دعوى النائب لوي جومرت التي ذكرت أن بنس لديه سلطة إبطال فوز بايدن عندما يجتمع الكونغرس يوم الأربعاء للتصديق رسمياً على نتيجة الانتخابات.
فيما يزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلا دليل أن الانتخابات شهدت تزويراً واسع النطاق ويرفض حتى الآن الإقرار بالهزيمة.
ورفع جومرت حليف ترامب الوثيق الدعوى مع أعضاء المجمع الانتخابي الجمهوريين عن ولاية أريزونا قائلاً إن بنس يملك صلاحية رفض أصوات المجمع الانتخابي بحكم منصبه في مجلس الشيوخ.
مساعٍ جمهورية لعرقلة تسليم السلطة
في حين قال السناتور الأمريكي تيد كروز يوم السبت إنه سيقود مسعى مع 10 أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ للاعتراض على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية عندما يتم استعراض نتائج تصويت المجمع الانتخابي في الكونغرس يوم السادس من يناير/كانون الثاني الجاري وذلك في خطوة رمزية إلى حد كبير ليس لها فرصة تذكر لمنع بايدن من تولي السلطة.
فيما يمثل مسعى كروز تحدياً لقادة جمهوريين آخرين بمجلس الشيوخ يقولون إن دور المجلس في التصديق على نتائج الانتخابات تشريفي إلى حد كبير، ويتطلعون إلى تجنب نقاش مطول بخصوص النتائج في الكونغرس.
كذلك قال السناتور كروز وعشرة أعضاء آخرين بمجلس الشيوخ في بيان إنهم يعتزمون التصويت لرفض نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة التي يزعم الرئيس دونالد ترامب أنها شهدت تزويراً لكنه لم يقدم أدلة. وقال الأعضاء إنه ينبغي للكونغرس أن يعين على الفور لجنة لإجراء مراجعة طارئة لنتائج الانتخابات بتلك الولايات خلال عشرة أيام.
في المقابل ندد الديمقراطيون وبعض الجمهوريين المعتدلين بالسعي للاعتراض على النتيجة ووصفوه بأنه إجراء غير ديمقراطي.
ووصف مايكل جوين المتحدث باسم حملة بايدن الخطوة بأنها مسرحية غير مدعومة بأي دليل. وقال جوين "هذه الحيلة لن تغير الواقع وهو أن الرئيس المنتخب جو بايدن سيؤدي اليمين في 20 يناير/كانون الثاني، وقد رفض النائب العام الذي عينه ترامب وعشرات المحاكم ومسؤولو الانتخابات من الحزبين هذه المزاعم التي ليس لها أساس".
يذكر أن بايدن فاز على ترامب بواقع 306 أصوات مقابل 232 صوتاً في المجمع الانتخابي.