قال مركز سياسة الهجرة الإسرائيلي، إن عدد السكان اليهود في البلاد انخفض إلى أقل من 74%، وذلك لأول مرة منذ الإعلان عن "إقامة دولة إسرائيل"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021.
سبب انخفاض عدد اليهود
مركز سياسة الهجرة الإسرائيلي استشهد ببيانات من دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، حيث سجل عدد المهاجرين اليهود، هذا العام أيضاً، انخفاضاً قياسياً بلغ 33.8% من إجمالي عدد المهاجرين الجدد.
وتصنّف دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيليين في ثلاث فئات: "يهود، وعرب، وآخرين". وفئة الآخرين تضم المسيحيين غير العرب، ومن ليس لديهم تصنيف ديني في سجلات المقيمين.
بحسب البيانات فقد انخفض عدد السكان اليهود في إسرائيل من 74.1% عام 2019 إلى 73.9%، أي بنسبة 0.2%.
يعزى نصف انخفاض عدد اليهود (0.1%) إلى الزيادة في عدد السكان العرب، والنصف الآخر يرجع إلى زيادة نسبة السكان من فئة الآخرين.
تشير صحيفة The Jerusalem Post أيضاً، إلى أن نسبة الهجرة إلى إسرائيل تراجعت بشكل ملحوظ عام 2020، ويرجع ذلك في الغالب إلى جائحة فيروس كورونا، حيث أغلقت إسرائيل، في محاولة للحد من انتشار الفيروس، حدودها عدة مرات، ومنعت الزوار من الدول الأجنبية في مناسبات مختلفة من دخولها.
وإلى جانب تأثير هذه الخطوة على صناعة السياحة في البلاد، كان لها تأثير كبير أيضاً على الأشخاص الذين يسعون إلى الهجرة إلى إسرائيل أو قادرون عليها.
من جانبه، قال مدير مركز سياسة الهجرة الإسرائيلي يوناتان جاكوبوفيتش "هذا العام أيضاً استمرت نسبة السكان اليهود في التراجع بوتيرة سريعة"، مضيفاً أن "على إسرائيل أن تكون لديها سياسة هجرة مسؤولة واستراتيجية من شأنها حماية مصالح إسرائيل باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية"، وفق تعبيره.
ومركز سياسة الهجرة الإسرائيلي هو منظمة غير حكومية إسرائيلية تروج لسياسة الهجرة التي "تخدم المصالح الاستراتيجية لدولة إسرائيل، باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية"، وفقاً للموقع الإلكتروني للمركز.
استقدام اليهود لإسرائيل
تسمح إسرائيل لليهود في جميع أنحاء العالم بالاستقرار في إسرائيل، والحصول على جنسيتها مباشرة بموجب "قانون العودة" الخاص بها، لكنها لا تمنح هذا الامتياز لأقلية "الفلاشا مورا"، وهم أحفاد اليهود الإثيوبيين الذين اعتنقوا المسيحية قبل قرن من الزمان، على الرغم من تعريفهم بأنهم يهود أو أنهم ينحدرون من النسب اليهودي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، كشفت الوكالة اليهودية عن خطة سرية ستقوم بتنفيذها خلال العقد القادم لتشجيع الهجرات لإسرائيل، ومعالجة انخفاض عدد اليهود، وذلك من خلال العمل بثلاثة مسارات: سياسية وأمنية ودعائية لزيادة معدلاتها.
اعتُبرت هذه الخطة الأولى من نوعها على صعيد الوكالة منذ تأسيسها، وتتركز على تعزيز الهجرات اليهودية من العالم لإسرائيل، وتنظيم حملات هجرة طارئة سرية، وإقامة جسور ودية بين إسرائيل وبين يهود الشتات، وجسر الفجوات المتزايدة بينهما في السنوات الأخيرة، وزيادة انتماء يهود العالم إليها.
تأتي دعوات استقدام اليهود إلى إسرائيل في ظل حدوث الهجرة المعاكسة من إسرائيل والتي تؤدي إلى انخفاض عدد اليهود أيضاً، وتتمثل في هجرة الأدمغة والعقول والكفاءات العلمية ممن يهاجرون من إسرائيل لأمريكا بالذات، ولذا تريد الوكالة اليهودية تعويض النقص في هذه الكفاءات.
وكان سعيد بشارات، رئيس تحرير شبكة الهدهد للدراسات الإسرائيلية في غزة، قد قال في وقت سابق لـ"عربي بوست" إن "صدور الدعوات اليهودية الأخيرة لتشجيع الهجرات من الخارج تتزامن مع زيادة الحديث الإسرائيلي عن ضم الضفة الغربية، والأزمات الأمنية التي يعاني منها العالم، بما فيها تنامي مظاهر معاداة اليهود في الدول، وكثرة الحديث عن الخطر الديموغرافي الفلسطيني، وتركز الوكالة على استجلاب اليهود من فرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى وأمريكا اللاتينية وأوكرانيا".
يُشار إلى أن تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تتحدث عن أن 3 ملايين يهودي هاجروا لإسرائيل منذ عام 1948، وتراوحت أعداد من وصلوها في الأعوام الأخيرة بين 27-31 ألفاً، أكثرهم من الولايات المتحدة وفرنسا، والمئات من البرازيل وبريطانيا وروسيا وجنوب إفريقيا، بعد أن بلغ معدل الهجرة السنوي 100 ألف في التسعينيات.