تُستأنف مفاوضات سد النهضة، الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021، حيث أكدت مصر والسودان مشاركتهما في اجتماع وزاري برعاية الاتحاد الإفريقي حول أزمة السد، وسط تشجيعات أوروبية لبناء جولة محادثات "بناءة".
توتر بين مصر وإثيوبيا
المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، قال في تصريحات صحفية إن وزيري الخارجية سامح شكري، والري محمد عبدالعاطي، سيشاركان خلال جولة المفاوضات الجديدة حول سد النهضة، ظهر الأحد، دون تفاصيل أكثر.
يأتي تأكيد المشاركة في مفاوضات سد النهضة بعد أيام من إعلان القاهرة استدعاء خارجية بلادها للقائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، احتجاجاً على "التدخل في الشأن الداخلي" من جانب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، دون تفاصيل عما قاله الأخير.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أمس السبت، أن وزيري الخارجية عمر قمر الدين، والري ياسر عباس، سيشاركان في الاجتماع ذاته الذي تترأسه بانا دورا وزيرة التعاون الدولي في جنوب إفريقيا.
الوكالة نقلت عن مصدر مسؤول، لم تسمه، أن "الاجتماع سيناقش مقترح السودان الرامي لتفعيل المفاوضات بإعطاء دور أكبر للاتحاد الإفريقي عبر خبرائه، للوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة حسب طلبه".
في السياق ذاته، نقلت صحيفة "التغيير" السودانية الخاصة، عن مصادر دبلوماسية مطلعة، أن الاجتماع سيكون سداسياً وافتراضياً، بدعوة من الاتحاد الإفريقي، لتحريك مسار التفاوض المتعثر والمتجمد منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
أشارت مصادر الصحيفة إلى أن "الخرطوم قبلت الدعوة ووافقت على الانخراط في المفاوضات التي تضم وزراء خارجية ومياه السودان ومصر وإثيوبيا، بعد انسحابها من الجولة التي انعقدت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، واشتراطها منح دور أكبر لخبراء الاتحاد الإفريقي".
دعوة لحل الخلاف
من جانبه، اعتبر الاتحاد الأوروبي في بيان أن اجتماع اليوم الأحد لاستئناف مفاوضات سد النهضة يُعد "فرصة هامة لإحراز تقدم نحو الاتفاق حول ملء السد وعمليات التشغيل".
الاتحاد قال إنه بصفته عضواً مراقباً بالمحادثات، فإنه "يشجع كافة الأطراف على إظهار الرغبة السياسية لخوض تلك الجولة من المحادثات بروح بناءة ومنفتحة".
حتى الساعة 30: 05 بتوقيت غرينتش، لم تعلن إثيوبيا موقفها من المشاركة في الاجتماع.
والثلاثاء، قال المتحدث الإثيوبي، دينا مفتي، إن جنوب إفريقيا دعت إلى اجتماع حول سد النهضة للدول الثلاث، الأحد، بعد شهر من التوقف بسبب مطالبة الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض.
كانت مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث قد تعثرت على مدار 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت وفرض حلول غير واقعية.
فمن جهتها تصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل.
أما القاهرة فتتخوف من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار، فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بأحد، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.