تداول مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، مقطع فيديو حظي بانتشار واسع، لمُسنّ فلسطيني وهو يواجه جنوداً من الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة في بلدة دير جرير شمال شرق مدينة رام الله.
جرأة المُسنّ فلسطيني
جاء ذلك خلال مواجهات بين سكان من البلدة وجنود إسرائيليين، الجمعة 1 يناير/كانون الثاني 2021، دفاعاً عن أراضيهم ومزارعهم في منطقة جبل الشرفة، التي تخطط السلطات الإسرائيلية لإقامة بؤرة استيطانية فيها.
وظهر المُسنّ الفلسطيني الحاج سعيد عرمة الملقب بـ"أبو العبد"، في مقطع فيديو، ليواجه على نحو خطر عدد من الجنود الإسرائيليين، فبينما كان الجنود يطلقون الرصاص من مسافة قريبة، كان الحاج سعيد يواجههم بجرأة ويرميهم بالحجارة.
المُسنّ فلسطيني الذي يعمل سائق حافلة في إحدى مدارس البلدة، قال في تصريح لوكالة الأناضول إن "الدافع للمخاطرة بنفسه هو رفض الاحتلال ومحاولاته للاستيلاء على أراضي البلدة".
أشار الحاج البالغ من العمر 51 عاماً، إلى أن "العمر واللباس لا تأثير لهما على من يريد رفض الاحتلال، الدافع لمشاركتي وطنيٌّ، والدفاع عن الأرض هو دفاع عن العرض، لن نقبل بحفنة رعاع من المستوطنين أن ينتزعوا أرضنا منا ونحن هنا".
يوضح الحاج سعيد أنه يرتدي الزي التقليدي باستمرار ويرفض التخلي عنه حتى في المواجهات، مضيفاً: "لا أشعر بالخوف على الإطلاق، ولو كنت خائفاً لما ذهبت إلى هناك"، ويرى أيضاً أن "الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة، تكررت أحداثها اليوم (الجمعة)"، لافتاً إلى أنه "من الذكريات الجميلة، التي تبعث الأمل بوجود نَفَس (رغبة) للمقاومة".
ويشدد على أن "وقفة أهالي البلدة الموحدة ستعيد لهم أرضهم، وسيُفشِلون محاولة إقامة البؤرة الاستيطانية"، مشيراً إلى تجربة سابقة أفشلوا فيها إقامة بؤرة أخرى.
ويعرب عن أمله أن "تتوحد الفصائل الفلسطينية، وأن تكون صفاً واحداً، وبندقيتها واحدة تجاه عدو واحد".
"شيخ المجاهدين"
من جهته علّق رئيس المجلس المحلي لبلدة دير جرير، أيمن علوي، على مشاركة الحاج سعيد بالاحتجاجات، وقال: "أبو العبد من جيل الانتفاضة الأولى، ومن الناس الذين لهم باع طويل في مواجهة الاحتلال".
كما وصف علوي، الحاج سعيد بأنه "شيخ المجاهدين، ورمز من رموز المقاومة الفلسطينية"، مضيفاً أن "أهالي البلدة يخرجون كل جمعة رفضاً لوجود بؤرة استيطانية على أراضيهم، وتزامنت هذه الجمعة مع الذكرى الـ56 لانطلاق حركة فتح، التي دعت للمشاركة في الفعالية".
في سياق متصل، أشار علوي إلى أن الأرض المستهدفة بالاستيطان "ذات موقع استراتيجي وتقدر بمئات الدونمات (الدونم = 1000 متر)، وتم استصلاح أغلبها، وكلفت مئات آلاف الشواكل (الدولار = 3.21 شيكل إسرائيلي)، ويتردد أهالي البلدة عليها باستمرار".
يُشار إلى أن عدد سكان بلدة دير جرير ويُقدر بنحو 6 آلاف نسمة، وتبعد عن مدينة رام الله حوالي 12 كيلومتراً، وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، شرع مستوطنون في إقامة بؤرة استيطانية، بمنطقة جبل الشرفة، عبر نصب معدات وخيام على قمة الجبل، بحماية الجيش الإسرائيلي وشرطته.
وتشير إحصاءات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن بمستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.