سريلانكا تسمح بدفن موتى المسلمين والمسيحيين بسبب كورونا بدلاً من إحراقها

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/02 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/02 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش
سريلانكا تسمح للمسلمين والمسيحين بدفن موتاهم جراء كورونا - رويترز

نجحت اعتراضات المسلمين والمسيحيين على الحرق القسري لجثث المتوفين بفيروس كورونا في سريلانكا في تغيير قرار الحكومة والسماح بدفن الجثامين بطريقة تراعي الطقوس الدينية، لكن ضمن شروط. 

دفن الجثامين

جاء ذلك بعدما نشرت لجنة مؤلفة من 11 طبيباً وخبيراً تابعة لجمعية الأطباء السريلانكيين (CCPSL)، تقريراً السبت 2 يناير/كانون الثاني 2020، وضعت فيه شروطاً لدفن جثث المتوفين جراء فيروس كورونا.

اللجنة الطبية أفادت بأن دفن جثث المتوفين جراء كورونا وفق قواعد معينة لا يشكل خطراً على الصحة البشرية، وقررت أنه بالإضافة إلى حرق الجثث يمكن تطبيق الدفن، بشرط مراعاة الإجراءات الصحية. 

جاء في التقرير أيضاً أن اللجنة أخذت بعين الاعتبار القواعد القياسية التي حددتها المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة، والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، فيما يتعلق بوفيات كورونا. 

كذلك سرد التقرير الشروط الإلزامية لدفن الجثث، ومنها وجوب الدفن في غضون 24 ساعة من الوفاة، وعدم تسليم جثة المتوفى إلى ذويه.

كما يتوجب نقل الجثث إلى المقبرة من قبل 4 أشخاص على أقصى تقدير، وإنهاء الطقوس الدينية للدفن في غضون 10 دقائق، بالإضافة إلى وجوب الدفن على عمق متر ونصف المتر.

إحراق جثامين المسلمين في سريلانكا أثار انتقادات كثيرة – رويترز

غضب من مسلمي سريلانكا

وأمس الجمعة قال زعيم حزب المؤتمر الإسلامي السريلانكي رؤوف حكيم، في تصريح لوكالة الأناضول، إن "الحرق القسري لجثث المتوفين جراء فيروس كورونا يحرم أقليات البلاد من ممارسة شعائرهم الدينية، واعتبر أن ذلك القرار ينطوي على دوافع سياسية".

كانت الحكومة في سريلانكا قد قررت حرق جثث جميع من توفي بفيروس كورونا، مهما كانت معتقداتهم الدينية، وهو الأمر الذي اعتُبر "تعدياً سافراً على حرمة أموات المسلمين".

تذرعت الحكومة السريلانكية بأن "دفن المتوفين بسبب كورونا يمكن أن ينشر الفيروس في البيئة"، إلا أن جمعية "علماء سيلان" الإسلامية، التي أدانت حرق جثث المسلمين قالت إنه "ليس هنالك دليل علمي على تفشي الفيروس في حال وضع المتوفين داخل أكياس الجثث ودفنهم في التراب".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حسمت الجدل حول احتمال أن ينقل الموتى بفيروس كورونا العدوى إلى الأحياء الذين يقومون بدفنهم، ونشرت دليلاً أكدت فيه عدم وجود دليل على نقل الموتى للفيروس.

المنظمة قالت في دليلها الإرشادي إنه من المفاهيم الشائعة المغلوطة أن الأشخاص الذين يتوفون بمرض معدٍ ينبغي إحراق جثثهم كما هو الحال في فيروس كورونا، مشيرةً إلى أن إحراق الجثث هو خيار يتعلق بالطقوس والعادات، والموارد المُتاحة. 

كذلك أكدت المنظمة أن فيروس كورونا ينتقل عن طريق الأدوات المعدية، المخالطة اللصيقة، بالإضافة إلى إمكانية انتقاله عن طريق البراز، وتشير إلى أنه باستثناء حالات الحمى النزيفية (مثل تلك الناتجة عن فيروسي إيبولا والكوليرا) فإن جثث الموتى ليست معدية عموماً. 

لذا تؤكد المنظمة في دليلها أنه لا توجد "حتى اليوم أي بينة على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص متوفى بسبب كورونا، سواء توفوا في مرافق الرعاية الصحية، أو المنازل أو في أماكن أخرى". 

يُشار إلى أنه حتى صباح السبت، 2 يناير/كانون الثاني 2021، بلغت حصيلة الإصابات بكورونا في سريلانكا 43 ألفاً و856، توفي منهم 208، وتعافى 36 ألفاً و155، وفق موقع "ورلدوميتر".

تحميل المزيد