في أعقاب اتفاقات التطبيع الأخيرة، توقع قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميقام نوركين، مساء الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، إجراء مناورات مشتركة مع القوات الجوية في بعض دول الخليج، معتبراً هذا الأمر سيؤدي لتعزيز ما وصفه بالاستقرار الإقليمي.
حيث قال نوركين، في مقابلة مع قناة "i24news" الإسرائيلية، إنه توجد "فرصة عظيمة واستراتيجية بالاتفاقيات مع دول الخليج، ولن يمر وقت طويل حتى نشهد مناورات مشتركة بين القوات الجوية في الخليج"، مشيراً إلى أنهم أجروا تدريبات مشتركة مع سلاح الجو الإماراتي قبل عام في اليونان.
وبينما أكد المسؤول الإسرائيلي رغبتهم في الحفاظ على ما سماه "التفوق العسكري"، قال إنهم لن يقبلوا بقدرات إيرانية على الحدود، ولا بوجود صواريخ دقيقة في لبنان، خاصة أن "منطقة الشرق الأوسط قابلة جداً للانفجار".
يُشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت اتفاقيات تطبيع العلاقات بين إسرائيل و4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وأثارت هذه التحركات رفضاً شعبياً عربياً واسعاً، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وانضمت الدول العربية المطبعة الجديدة إلى الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، بموجب اتفاقيتي سلام منذ 1994 و1979 على الترتيب.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في 25 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن اتفاقيات تطبيع إضافية بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية "ستعلن في وقت أقرب مما كان متوقعاً"، مضيفاً: "سنشهد الكثير والكثير من البلدان، أكثر بكثير من المتوقع، وربما أسرع بكثير من المتوقع".
وفي الوقت الذي رأى فيه قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن صفقة بيع طائرات F-35 إلى الإمارات ستؤثر على الساحة، لكنه لم يستعبد حدوث إجراء مناورات عسكرية مع دول الخليج قريباً.
جدير بالذكر أن إدارة ترامب أبلغت الكونغرس رسمياً، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بموافقتها على بيع أسلحة متقدمة لدولة الإمارات بقيمة 23 مليار دولار، تشمل مقاتلات F-35، وطائرات مسيرة مُسلّحة، وذلك في أعقاب تطبيع العلاقات رسمياً بين أبوظبي وتل أبيب.
في المقابل، أقام مركز نيويورك لشؤون السياسة الخارجية (مؤسسة غير ربحية في نيويورك) قبل أيام، دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية في واشنطن ضد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لمنع بيع أسلحة أمريكية بقيمة 23 مليار دولار (من بينها صفقة مقاتلات F-35 الأمريكية) إلى دولة الإمارات.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد فشل في منع الصفقة رغم اعتراضه على بيع طائرات F-35 وطائرات مُسيرة كجزء من اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
ومن المعروف أن أمريكا تعمل على تعزيز مبدأ الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، استناداً على قانون مراقبة تصدير الأسلحة الصادر في ستينيات القرن الماضي، تضمن اتفاقية أمريكية إسرائيلية وقعت عام 2008، واحتفاظ إسرائيل بتفوقها العسكري النوعي على جميع دول المنطقة.