وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كلمة نادرة ومؤثرة لها في آخر خطاب تلقيه بمناسبة حلول عام جديد، إن عام 2020 كان الأصعب على الإطلاق خلال قيادتها ألمانيا على مدى 15 عاماً، لكن بدء التطعيم للوقاية من مرض كوفيد-19 جعل عام 2021 يبشر بالأمل، مشيرة إلى أنه رغم ذلك قد تظل بلادها تعاني من أزمة الفيروس حتى 2021.
وفي تعبير نادر عن مشاعرها، نددت ميركل بحركة احتجاج معارضة لإغلاق المؤسسات وإجراءات العزل العام، وقالت إنها ستتلقى اللقاح عندما يكون متاحاً على نطاق واسع.
وقالت: "دعوني أقل لكم شيئاً شخصياً في الختام: بعد تسعة أشهر ستجرى انتخابات برلمانية ولن أترشح مرة أخرى… ومن ثم فإن اليوم في جميع الحالات سيكون آخر مرة ألقي عليكم فيها كلمة بمناسبة العام الجديد"، مضيفة: "أظن أنني لا أبالغ عندما أقول: لم يحدث قط على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية أن كان العام المنصرم بهذا القدر من الثقل. ولم يحدث قط، رغم كل المخاوف وبعض الشكوك، أن كان تطلعنا إلى العام الجديد بهذا القدر من الأمل".
وسيكون لرسالتها صدى لدى غالبية الناس في بلد يعاني من زيادة في الإصابات والوفيات بفيروس كورونا وحيث تؤيد الغالبية إجراءات الإغلاق وتوزيع اللقاح باعتبارهما أفضل سلاحين في مواجهة الفيروس.
يشار إلى أن ميركل (66 عاماً) قادت ألمانيا والاتحاد الأوروبي خلال أزمات منها الأزمة المالية في عام 2008 وأزمة الديون اليونانية في العام التالي وأزمة المهاجرين قبل خمسة أعوام.
وميركل فيزيائية كانت إدارتها للجائحة موجهة بالمشورة العلمية. وقد حظيت بإشادة لسيطرتها على الموجة الأولى، لكن ذلك تحول إلى انتقاد وسط إحساس بفشلها في التعامل مع الموجة الثانية.
فيما تجري ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، انتخابات في سبتمبر/أيلول وستسلم ميركل، المتوقع أن يفوز حزبها المحافظ بمعظم مقاعد البرلمان، القيادة على الأرجح لواحد من ثلاثة رجال يتنافسون على قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وإذا امتدت عملية بناء التحالف الحاكم بعد الانتخابات حتى ديسمبر/كانون الأول فستبقى ميركل هي المستشارة في حكومة مؤقتة في عام 2022 إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة.
وقد توفي أكثر من 32 ألف شخص حتى الآن بسبب الفيروس في ألمانيا، وتجاوز عدد الوفيات اليومي أمس الأربعاء ألف حالة للمرة الأولى، رغم أن المسئولين يقولون إن هذا يرجع جزئياً إلى التأخر في الإبلاغ عن الأرقام السابقة.
ويشار إلى أن السلطات في ألمانيا فرضت إغلاقاً جزئياً للبلاد حتى 10 يناير/كانون الثاني المقبل، حيث أغلقت معظم المحال التجارية إلى جانب المدارس والمطاعم والمرافق الثقافية والترفيهية.
فيما ستتعطل احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة، مع فرض حظر على بيع الألعاب النارية وقيود مشددة على عدد الأشخاص الذين يمكنهم التجمع في الأماكن العامة.