كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن شركة عائلة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، قد قدّمت طلباً لجمع سندات في إسرائيل بما لا يقل عن 100 مليون دولار، في خطوة أثارت انتقادات بشأن المقابل الذي يتلقاه كوشنر مقابل الدور الحاسم الذي لعبه في التوسط في اتفاقات إقامة علاقات دبلوماسية بين تل أبيب وأربع دول عربية.
ما كشف عنه الموقع البريطاني سبق أن أكدته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، التي أشارت أنَّ الأعمال التجارية لعائلة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، قدمت طلباً لجمع ما لا يقل عن 100 مليون دولار في عملية بيع سندات في إسرائيل.
حيث أفادت الصحيفة الأمريكية، الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول، أنَّ شركات كوشنر قدّمت الأوراق الرسمية هذا الشهر لدى هيئة الأوراق المالية الإسرائيلية لطرح سندات في سوق تل أبيب للأوراق المالية.
وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة The Wall Street Journal: "كوشنر تدرس خيار إصدار سندات في بورصة تل أبيب"، مشيراً إلى أن الشركة "حققت سنوات من النجاح في العمل مع المؤسسات الإسرائيلية، سواء مقترضة منها أو شريكة لها".
بحسب الصحيفة، من المرجح حدوث عملية بيع السندات في الربع الأول من عام 2021.
خطوة لأول مرة
الموقع البريطاني أشار إلى أنه وبالرغم من أنَّ شركات كوشنر تلقت في الماضي قروضاً إسرائيلية من بنك Leumi وبنك Hapoalim، واستثمارات من مجموعتي Psagot وHarel، لكن هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها جمع رأس مال من سوق السندات الإسرائيلية، إلى جانب تنفيذ أكبر عملية بيع سندات غير مضمونة.
حيث عملت شركات العائلة أيضاً مع عائلة شتاينميتز الإسرائيلية، التي جمعت ثروتها من ريادتها العالمية في تجارة الماس. وقد اعتُقِل بيني شتاينميتز، رئيس تجارة الماس، سابقاً، للاشتباه في جرائم بالرشوة والفساد وغسيل الأموال فيما يتعلق بأحد مناجمه.
يُذكر أنَّ أسواق السندات الإسرائيلية أصبحت مركزاً شائعاً لتمويل المطورين الأمريكيين بسبب أسعار الفائدة المواتية والقدرة على إصدار السندات غير المضمونة.
علاقات غير واضحة
من المرجح أن تثير هذه الخطوة مخاوف وانتقادات بشأن دور كوشنر في البيت الأبيض وأعمال عائلته، حيث كان للمستشار الكبير هذا العام دورٌ حاسم ورائد في التوسط في اتفاقات إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وأربع دول عربية.
إلى جانب ذلك، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو صديق للعائلة، وقد أمضى ليلة في منزل عائلة كوشنر عندما كان مستشار البيت الأبيض مراهقاً، وفقاً لصحيفة The New York Times.
ومع استعداد ترامب لترك منصبه أصدر الرئيس موجة من العفو، بما في ذلك واحدة لوالد كوشنر، تشارلز، الذي أسس شركة العائلة وسُجِن بتهمة التهرب الضريبي، من بين اتهامات أخرى.
وبينما تنحى جاريد كوشنر عن منصبه رئيساً تنفيذياً لأعمال العائلة في عام 2016 بعد انضمامه إلى البيت الأبيض، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيستعيد منصبه القيادي بمجرد مغادرة ترامب لمنصبه في غضون أسابيع قليلة.
وتمتلك شركات العائلة عشرات العقارات في نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا وأوهايو، بقيمة تقدر بنحو 7 مليارات دولار.
ويبدو أنَّ شركات كوشنر تكدس النقود من أجل اكتساح مجال العقارات في أعقاب أزمة "كوفيد-19" وما خلفته من تداعيات على سوق الإسكان، أدت إلى العديد من الممتلكات المتعثرة وحبس الرهن العقاري.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، عرضت شركات كوشنر 10 عقارات للإسكان المشترك في ولاية ماريلاند للبيع، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار.