عثر عليها صياد في المحيط الهادئ.. الجيش الإندونيسي يحتجز غواصة “استخباراتية” صينية مسيّرة

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/31 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/31 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لغواصة / istock

قالت وسائل إعلام إندونيسية إن صياد سمكٍ إندونيسياً عثر على غوَّاصةً صينية، يرجح خبراء أن تكون مُسيَّرة في المياه على طريقٍ بحري استراتيجي يمتد من بحر الصين الجنوبي إلى أستراليا، وقد عُثِرَ عليها في 20 ديسمبر/كانون الأول بالقرب من جزيرة سلايار في جنوب سولاويسي، قبل أن يتم تسليمها بعد ستة أيام إلى الشرطة، ثم نُقِلَت إلى الجيش الإندونيسي. 

حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن مراقبين عسكريين يقولون إن الغوَّاصة المُسيَّرة تحت الماء تبدو وكأنها من طراز Haiyi (جناح البحر) الصيني، وقذ طُوِّرَت من قِبَلِ معهد شنيانغ للأتمتة في الأكاديمية الصينية للعلوم، وتوصَف علناً بأنها تجمع البيانات، بما في ذلك درجة حرارة مياه البحر ودرجة الملوحة والعكارة ومستويات الأوكسجين. 

اتهامات لبكين

في الوقت الذي لم تعلِّق الحكومة الصينية على الأمر، فإنه وفقاً للمنفَذ العسكري Naval News، يمكن أن تكون بيانات الغوَّاصة المُسيَّرة تحت الماء ذات قيمةٍ كبيرة للمُخطِّطين البحريين، لا سيما لعمليات الغوَّاصات. 

إذ ذَكَرَ المنفَذ أنه: "كلَّما عرفت البحرية المياه بشكلٍ أفضل، كانت قادرةً على إخفاء غوَّاصاتها بصورةٍ أفضل". 

واتُّهِمَت الصين بالقيام بأنشطةٍ توسُّعيةٍ في بحر الصين الجنوبي المُتنازَع عليه، وأجرت أبحاثاً واسعة النطاق في مناطق يُعتَقَد أنها ذات أهميةٍ عسكرية. 

في عام 2019، أجرت الصين مسوحاتٍ للمحيط شمال دولة بابوا غينيا الجديدة، حيث تدير الولايات المتحدة وأستراليا قاعدةً بحرية مشتركة في جزيرة مانوس، وأجرت مسوحاتٍ كذلك في مارس/آذار 2020 بالقرب من جزيرة كريسماس، وهي إقليم أسترالي شمال غرب البرِّ الرئيسي لأستراليا.

فيما ذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية في ذلك الوقت أنه من المعروف أن الغوَّاصات تعبر بانتظام في المنطقة. 

معلومات استخباراتية

المُحلِّل الأمني الإندونيسي محمد فوزان قال لهيئة الإذاعة الأسترالية إن الغوَّاصة المُسيَّرة كانت على الأرجح ترسم خرائط لطرق الغوَّاصات المستقبلية، بالنظر إلى أنها وُجِدَت بعيداً عن المياه الصينية وفي طريقٍ بحري مهم بين الصين ومدينة داروين في أقصى شمال أستراليا. 

وقال فوزان إن هناك أسئلةً مهمة حول ما إذا كانت الغوَّاصة المُسيَّرة تُستخدَم لجمع معلوماتٍ استخباراتية أو مسحٍ غير قانوني. 

المتحدث ذاته، صرح أيضاً بأن "هذه هي المرة الثالثة على الأقل التي يُعثَر فيها على مثل هذه الغوَّاصة المُسيَّرة، والتي أعتقد أنا والعديد من الأشخاص بمن فيهم الخبراء أنها غوَّاصة مُسيَّرة صينية تحت الماء". 

لكن ربما يكون هذا الكشف الأخير أهم من سابقيه، لأنه أولاً قد أُبلِغَ عن أن الغوَّاصة المُسيَّرة لا تزال نشطة حين عثر عليها الصيَّاد.

الخبير نفسه، اعتبر أن الغوَّاصة كانت لا تزال تتحرَّك، وأن الضوء كان لا يزال يومض، وإن المستشعرات الأمامية كانت تعمل. 

يمكن أن تستخدم لسنوات

يذكر أن وهذه هي المرة الأولى التي يقول فيها الجيش إنهم قاموا بتأمين الغوَّاصة، وإنهم يجرون تحقيقاً شاملاً حولها في مقر الأسطول الثاني الإندونيسي. 

ووفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية، فإن استخدام الميكانيكا غير الكهربائية وانخفاض استهلاك الطاقة يعني أنه يمكن استخدام الغوَّاصات المُسيَّرة لأشهر أو حتى سنوات. 

وذكر تقريرٌ أن الغوَّاصات المُسيَّرة اختُبِرَت واستُخدِمَت في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي والمحيطين الهادئ والهندي. 

وأمضت غوَّاصة مُسيَّرة سابقة، من طراز Haiyi أيضاً، أكثر من 6400 يوم في البحر، ورصدت أكثر من 160 ألف كيلومتر ووصلت إلى عمق 7076 متراً في خندق ماريانا، الواقع في غرب المحيط الهادئ والذي يمثِّل أعمق نقطة على سطح الكرة الأرضية. 

أسطول من الغواصات الصينية المسيرة يتوغل في المحيط الهندي

وقبل ذلك بأشهر أفادت مجلة The Forbes الأمريكية بأن بكين نشرت أسطولاً من الغواصات الصينية المسيرة تحت الماء في المحيط الهندي. 

وبحسب مصادر حكومية صينية، تم إطلاق الغواصات الصينية المسيرة في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2019 واستعادتها في فبراير/شباط 2020 بعد إجراء أكثر من 3400 مهمة ملاحظة. 

هذه الغواصات تدعى Sea Wing هي نوع من المركبات غير المأهولة التي تعمل تحت الماء (UUV)  والتي يمكن أن تبحر لشهور متتالية، وهي من تصميم وتطوير وإنتاج معهد Shenyang للأتمتة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (CAS). 

وبالفعل لوحظ أن الغواصة المسيرة المضبوطة في إندونيسيا تشبه غواصات Sea Wing UUV.

تتحرك Sea Wing للأمام في الماء، بمساعدة جناحيها وذيلها، من خلال الغوص المتكرر ثم الصعود مرة أخرى. وهي تقوم بهذه المناورات باستخدام نظام داخلي، وهو في الأساس بالون يتمدد وينكمش عندما يتحرك الزيت المضغوط داخل وخارج، مما يغير من قابليته للطفو.

وقال تقرير من موقع detikNews الإندونيسي إن الغواصة المسيرة الصينية، التي كان يبدو أنها نوع من أجهزة الاستشعار في أنفها، كان طولها أقل بقليل من 7.4 قدماً (أي نحو مترين ونصف)، دون احتساب ما يبدو أنه هوائي طويل أو جهاز استشعار يمتد من النهاية الخلفية للمركبة المسيرة.

تظهر صور المركبة غير المأهولة التي تقع تحت سطح البحر (UUV) أن لها جسماً على شكل طوربيد مع زوج من الأجنحة مثبت باتجاه المركز وذيل عمودي.

قدمت الصين ادعاءات مشكوكاً فيها في الماضي بأن الغواصات المسيرة آلياً Sea Wing تمكنت من البقاء في البحر لأكثر من 30 يوماً والغوص على عمق أربعة أميال تقريباً تحت السطح.

تحميل المزيد