وجدوا آثار تعذيب على جثته.. “الدعم السريع” في السودان ترفع الحصانة عن أفراد لها متهمين بقتل شاب

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/29 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/29 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع السودانية/ رويترز

أعلنت قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني، الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، رفع الحصانة عن عناصر تابعة لها، وجهت لهم النيابة تهماً بالتسبب في مقتل مواطن بعد 4 أيام من اعتقاله في أحد مقارّها.

فقد ألقت قوة من "الدعم السريع" القبض على "بهاء الدين"، في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وبعد 4 أيام أبلغت السلطات أسرته بأنه توفي، وعليهم تسلُّم جثمانه من المشرحة، لكنها رفضت لوجود آثار تعذيب.

رفع الحصانة عن أفراد الدعم السريع

قال بيان للمتحدث باسم القوات جمال جمعة، إنه "وفقاً لبيان النائب العام وجّه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) برفع الحصانة عن الأفراد موضع الشبهة، الذين اعتقلوا المواطن بهاء الدين نوري، وتسليمهم للنيابة العامة لإكمال إجراءات التحقيق".

كما أضاف أن "حميدتي" تعهَّد بمتابعة الإجراءات القانونية في القضية حتى تحقيق العدالة.

يأتي ذلك بعد أن أحالت القوات رئيس دائرة الاستخبارات والضباط المعنيين إلى التحقيق، والتحفظ على الأفراد الذين شاركوا في القبض على المواطن "بهاء الدين".

أفراد من قوات الدعم السريع السودانية بعد فتح النار في مباني للمخابرات بالخرطوم/رويترز
أفراد من قوات الدعم السريع السودانية بعد فتح النار في مباني للمخابرات بالخرطوم/رويترز

إعادة تشريح ضحية "قوات حميدتي"

قيدت النيابة العامة في السودان، الإثنين، دعوى جنائية ضد أفراد من قوات "الدعم السريع (تابعة للجيش)، بعد أن أظهرت إعادة تشريح جثة المواطن "بهاء الدين نوري" وجود إصابات مميتة.

قالت النيابة، في بيان، إن تقرير لجنة التشريح يؤكد تعرض المجني عليه لإصابات متعددة أدت إلى وفاته، ولذا قررت تقييد دعوى جنائية بالرقم 494/ 2020، بتهمة القتل العمد والاشتراك في تنفيذ اتفاق جنائي.

أضافت أن النائب العام، تاج السر الحبر، اتَّخذ الإجراءات اللازمة للقبض وتسليم جميع أفراد القوة، التي ألقت القبض واحتجزت المجني عليه، للنيابة العامة فوراً.

بينما طالبت أحزاب سياسية بتحقيق سريع وتسليم الجناة للعدالة، أمهل "تجمع المهنيين السودانيين" الحكومة و"الدعم السريع" 15 يوماً لتنفيذ مطالب، بينها الكشف عن مقارّ معتقلات سرية، متوعداً باحتجاجات شعبية.

استدراج بهاء الدين قبل اعتقاله

مع غياب نوري (45 عاماً) أكثر من يوم اضطرت شقيقته إلى إبلاغ الشرطة قبل أن تتلقى الأسرة يوم الإثنين الماضي مكالمة هاتفية تفيد بأن بهاء الدين توفي، وأن جثمانه موجود بمشرحة مستشفى في مدينة أم درمان، حسب بيان صادر عن أسرة المتوفى التي رفضت تسلّم الجثمان إلا بعد تشريحه بواسطة لجنة طبية مهنية ومحايدة، لملاحظتها آثار تعذيب باديه على جسده.

حسب المتحدث باسم الحكومة السودانية، وزير الإعلام فيصل محمد صالح، فإن السلطات وافقت على إعادة التشريح، وذلك في أول تصريح رسمي صدر يوم السبت، قال فيه إن الشاب توفي بالفعل داخل أحد مقارّ الدعم السريع أثناء خضوعه للتحقيق.

تواجه "الدعم السريع" اتهامات بارتكاب انتهاكات عديدة، أبرزها مقتل عشرات المحتجين خلال فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 3 يونيو/حزيران 2019، وهو ما تنفيه تلك القوات.

فيما نقل موقع "مونتي كارلو"، الجمعة الماضية، عن مصدر مطلع في الشرطة، قوله إن بهاء الدين، تم استدراجه بواسطة مجموعة تقود عربة بدون لوحات، حيث خدعوه بمهمة إصلاح أجهزة تكييف لإحدى الشركات، لكنه وجد نفسه معتقلاً لدى "الدعم السريع" في بحري بتهمة "الانتماء لمجموعة إرهابية تتاجر في المفرقعات".

أضاف: "يوم الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول، دوّن النقيب مصطفى علي محمد الحسن، الذي يتبع لقوات الدعم السريع، بلاغاً في قسم شرطة الصافية تحت الرقم 494 المادة 51 إجراءات"، وأفاد أن بهاء الدين نوري البالغ من العمر 45 عاماً توفي إلى رحمة مولاه، في ظروف غامضة في الوحدة الطبية في إدارة الدعم السريع.

علامات استفهام حول قوات التدخل السريع

تكونت قوات التدخل السريع في عام 2013 من رجال قبليين بقيادة محمد محمدان الشهير بحميدتي، وتبعت في البداية جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وكان حميدتي قد أكد في عام 2014 أن قوات الدعم السريع تعد جزءاً من المنظومة العسكرية التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، المساندة للقوات المسلحة في الحرب ضد المتمردين في دارفور وجنوب كردفان.

أصبحت القوات تابعة للجيش السوداني، أي تحت إمرة رئيس الجمهورية مباشرة، في يناير/كانون الثاني 2017، فأصبح اسمها قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني، بعدما أجاز البرلمان السوداني قانوناً خاصاً بالقوات يجعلها تابعة للجيش.

فيما اعتُقل  زعيم المعارضة السوداني وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي عام 2014، على خلفية اتهامه لقوات الدعم السريع بارتكاب فظائع ضد المدنيين في دارفور وبعض ولايات جنوب السودان. في أعقاب ذلك أطلق الحزب دعوة الاستنفار والاستعداد لأنصاره تحسباً لوقوع أي أمر طارئ آخر.

على خلفية تلك الأحداث آنذاك أصد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني (كانت قوات الدعم السريع تابعة له آنذاك) قراراً بنشر 3000 من عناصر قوات الدعم السريع في أنحاء الخرطوم، على أن تبقى القوات متأهبة ومستعدة.

تحميل المزيد