أب إيغوري يروي صدمته من فيديو عن طفله.. شاهده وهو يتعرض لـ”غسيل دماغ” من الصينيين

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/28 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/28 الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش
الطفل الإيغوري عبد العزيز - مواقع التواصل

تحدث أب من أقلية الإيغور المسلمة عن مشاعر الصدمة والحزن التي أصابته، عندما شاهد طفله البالغ، وهو يخضع لـ"غسيل دماغ" في أحد معسكرات اعتقالات الروهينغا سيئة السمعة في الصين، واصفاً ما شاهده بأنه مؤلم للغاية، ومسلطاً الضوء على جهود بكين الكبيرة الموجهة ضد الأقلية.

فيديو يثير حزن الإيغور

صحيفة The Times البريطانية نقلت، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن عبدالرحمن توهتي الذي شاهد مقطع فيديو ابنه من إسطنبول، قوله إن هذا كان أقسى ما في محناته كلّها. 

يبلغ الأب توهتي من العمر 31 عاماً، وهو من الإيغور، وينتمي للأقلية التركية المسلمة في الصين التي تسكن مقاطعة شينجيانغ الشمالية الغربية. 

يقبع 13 فرداً من عائلة توهتي، بينهم زوجته وطفلاه، في معسكرات الاعتقال التي عكف الحزب الشيوعي الصيني على بنائها منذ عام 2017، إذ تبيّن صور الأقمار الصناعية ما لا يقل عن 380 معسكراً يُحتجز فيها أكثر من مليون شخص من عرق الإيغور، وتلك المعتقلات تعد جزءاً من محاولة بكين لإبادة الثقافة القديمة الفريدة.

الطفل عبد العزيز (6 سنوات)، هو واحدٌ من المحتجزين في معسكرات الأطفال التي يُرغم فيها على نسيان لغة الإيغور وثقافتهم. ونُشر هذا المقطع له على أحد المواقع الصينية لمشاركة الصور في يناير/كانون الثاني 2019، وقد شاهده والده بينما كان يتصفح الإنترنت. 

لم يكن عمر الطفل الذي ظهر في الفيديو الدعائي يزيد عن أربع سنوات، لكنّه كان يعرف جيّداً ما يتعيّن عليه قوله، إذ كان مُدرِّس يسأله خلف الكاميرا قائلاً: "ما هي بلدك؟"، ليرد الطفل بلغة الماندراين الصينية: إنها جمهورية الصين الشعبية.

ما هو عَلم بلادك؟ إنه العلم الأحمر ذو النجوم الخمس.

يقول والد الطفل للصحيفة البريطانية: "حينما رأيت المقطع تألّم فؤادي، ولاحقاً ذهبت لأرى الأماكن التي كنت ألعب فيها مع طفليّ، إنني أفتقدهما للغاية. بدأت أحاول معرفة مكان ابني. وفي مارس/آذار، وصلتني أخبار تشير إلى القبض على جميع أفراد أسرتي والزجّ بهم في المعسكرات. فكّرت في الانتحار، فلم يبق لي أحد".

كان عبدالرحمن توهتي، وهو رجل أعمال، يعيش في تركيا مع زوجته حينما بدأت السلطات الصينية شن هجومها على الإيغور قبل عِقد من الزمان. وبعد ولادة طفليهما، قررت الزوجة أخد الأطفال إلى الصين لتكون على مقربة من أمها. وكان يُخطط للحاق بها.

لم يكن الزوجان على دراية بمدى فداحة الوضع الحالي في شينجيانغ، وبمجرّد وصول الأسرة إلى الصين في أغسطس/آب 2016. لم يتمكّن توهتي من التواصل مع زوجته وطفليه. واعتقد أنه جرى اعتقالهم فوراً.

تشيع مثل هذه القصص بين نحو 30,000 شخص من الإيغور المقيمين في تركيا، وتؤجج الاحتجاجات أمام القنصلية الصينية في إسطنبول.

معتقلات سيئة 

منذ عام 2016، احتجزت الصين ما يصل إلى مليون من الإيغور المسلمين -من مواليد شينجيانغ، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال غربي الصين- في معسكرات اعتقال، وهي مراكز أطلقت عليها الحكومة اسم "معسكرات إعادة التأهيل".

يجبر المسؤولون في المعسكرات الإيغور على التخلي عن ثقافتهم واعتماد العادات الصينية، مثل تعلُّم لغة الماندرين، وفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".

كما ظهرت تقارير عن التعذيب، إذ زعمت امرأة أنها شاهدت اغتصاباً جماعياً وتجارب طبية على السجناء أثناء تعليم الدعاية الصينية في المعسكرات، كما اتُّهمت الحكومة بتعقيم نساء الإيغور، بينما بررت السلطات أفعالها بادعاء أن الإيغور "إرهابيون ومتطرفون دينيون". 

تستخدم الحكومة الصينية أدوات مراقبة عالية التقنية لمراقبة الإيغور ، وضمن ذلك تركيب مئات الآلاف من الكاميرات في شينجيانغ للتعرف عليهم والتجسس عليهم عبر هواتفهم.

وتزعم بكين أن تلك المعسكرات ببساطة هي مراكز مهنية حيث يتعلّم النزلاء و"يزال عنهم التطرّف".

صحيفة The Guardian البريطانية كانت قد ذكرت في تقرير سابق لها أن تسريباً نادراً لقائمة سجناء من أحد معسكرات الاعتقال الصينية بيَّن كيف يستهدف برنامج بيانات حكومي أقلية الإيغور المسلمة ويجعلها عرضة للاعتقال، بسبب تجاوزات تشمل مجرد كونهم شبَّاناً صغاراً في السن، أو التحدث إلى شقيق يعيش في الخارج.

تشمل التصرفات المدرجة سبباً للاعتقال كونَ المعتقل "غير جدير بالثقة في العموم" أو "مولوداً بعد الثمانينيات". ويبدو أن أحد الرجال قد اعتُقل لعدم دفع إيجار أرضه، وآخرون لإقدامهم على الزواج بأكثر من واحدة.

يُذكر أن بكين كانت قد أنكرت في البداية وجود المعسكرات من الأصل، قبل أن تزعم مؤخراً، أنها "جزء لا غنى عنه من جهود محاربة التطرف والإرهاب".

تحميل المزيد