كشف تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن سلطان دولة عُمان وعد بترميم ما يطلق عليه "بيت العجائب"، وهو قصر بناه أجداده في جزر زنجبار، وقد انهار بشكل جزئي في يوم عيد الميلاد.
هذا وقد صرحت القنصلية العمانية بأن إجمالي تكلفة ترميم الموقع وصل إلى ما يقارب ستة ملايين دولار.
حيث أُطلقَ على هذا القصر، الذي يعتبر جزءاً من أحد مواقع التراث العالمي التي تدرجها منظمة اليونسكو في قوائمها، وبه متحف، اسم "بيت العجائب"، لأنه عندما بُني عام 1883، كان أكبر مبنى في شرق إفريقيا؛ بل الأول الذي يُركَّب به مصعد. وكان أول مبنى توجد به كهرباء في ذلك الوقت، حيث كانت زنجبار جزءاً من عُمان.
سلطان عُمان يتعهد بترميم "بيت العجائب" أحد مواقع التراث العالمي
التقرير أشار كذلك إلى أن القصر يخضع لأعمال ترميم بوصية مباشرة من السلطان قابوس، الذي مات في يناير/كانون الثاني 2020، وذلك بعدما سقط برج على سقف القصر؛ ما أدى إلى سقوط أحد أجنحة القصر معه.
سقوط البرج على سقف القصر تسبَّب في قتل عاملين بالداخل ثم أصيب أربعة آخرون؛ ما دفع السلطان هيثم بن طارق، خليفة قابوس، إلى تكليف فريق معماري بزيارة الموقع، بهدف إعادة بنائه من الصفر، حيث قالت وزارة التراث في السلطنة الخليجية، إنهم قلقون للغاية من الأخبار التي أُثيرت حول المبنى، لكنهم ملتزمون بترميم "بيت العجائب"، على حد قول الوزارة.
يُذكر أن إعادة إحياء العلاقات التاريخية بين زنجبار وعُمان تمت في سبتمبر/أيلول 2020، بعد حصول آخر سلاطين زنجبار، جمشيد بن عبدالله السعيد، على الإذن بالإقامة في الدولة الخليجية عن عمر 91 عاماً.
حيث كان السلطان الزجباري يعيش في مدينة ساوث سي، المنتجع الساحلي الواقع بالقرب من بورتسموث تحت الحماية البريطانية، بعد أن أطيح به في انقلاب عام 1963، أدى إلى اتحاد الجزيرة مع تنجانيقا لتشكيل تنزانيا.
سلاطين زنجبار ودور السلطنة العمانية
التقرير أشار إلى أن جد السعيد الاكر ماجد، كان أول سلطان لزنجبار عام 1856، بعدما انقسمت الإمبراطورية العمانية، التي كانت تسيطر على الأراضي كافة حول المحيط الهندي، ثم خلف ماجد شقيقُه الأصغر، برغش، في زنجبار وبنى قصر العجائب لنفسه عام 1883، بعد 10 سنوات من إصداره المرسوم الذي أنهى أخيراً تجارة الرقيق الإفريقيين، بضغط من البريطانيين.
جدير بالذكر أن مدينة زنجبار الحجرية، وهي المدينة الرئيسية بمنطقة الحكم الذاتي لزنجبار في تنزانيا، يوجد بها نصب تذكاري لتجارة الرقيق، فضلاً عن أكبر تجمُّع لمباني الحقبة الاستعمارية في الجزيرة.
من جانبها قالت ميتشتيلد روسلر، مديرة مركز التراث العالمي باليونسكو، إنها كانت تنسق مع السلطات المحلية في زنجبار؛ من أجل مراجعة الأضرار.