نموها السكاني انحدر بسبب كورونا.. إيطاليا تعايش أزمة لم تشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/27 الساعة 13:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/27 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
إيطاليا من أول الدول التي واجهت فيروس كورونا /رويترز

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 26 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إن إيطاليا تعايش أزمة سكانية كبيرة لم تشهد الدولة الأوروبية مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا، التي تسببت بوفاة مئات الآلاف من المواطنين، بينما ساهمت في تقليل معدل المواليد أيضاً. 

بحسب جهاز الإحصاء الوطني الإيطالي "Istat"، فإن إيطاليا التي سجلت 420 ألف مولودٍ، و 647 ألفاً من الوفيات خلال عام 2019، شهد فيها هذا العام الذي قارب على الانتهاء مجمل وفيات يصل إلى قرابة 700 ألف شخص، فيما لم تسجل أعداد المواليد أكثر من 408 آلاف طفل. 

يشار إلى أن إيطاليا هي أول بلد أوروبي تصيبه الجائحة، وعانى الأمرّين في الموجتين الأولى والثانية، إذ وصل عدد الوفيات المؤكدة بفيروس كورونا في إيطاليا إلى 67 ألفاً منذ أواخر فبراير/شباط. هذا ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة من 9.4% هذا العام إلى 11% في 2021.

الخوف من إنجاب الأطفال 

من جانبه، قال جيان كارلو بلانجياردو، رئيس جهاز الإحصاء الوطني الإيطالي: "إنه مستوى مقلق، لأن آخر مرة حدث فيها هذا كانت في 1944 حين كنا نخوض الحرب العالمية الثانية".

أشار بلانجياردو إلى أنه من "الممكن افتراض أن مناخ الخوف والضبابية والصعوبات المتزايدة من الناحية المادية التي أدت إليها الأحداث الأخيرة سيؤثر تأثيراً سلبياً على قرارات الأزواج الإيطاليين في ما يخص الإنجاب".

كما ألقت العواقب الاقتصادية بكامل ثقلها على النساء، إذ فقدت الكثيرات وظائفهن أو أُجبرن على تركها للبقاء في المنزل مع أطفالهن نتيجة لإغلاق المدارس.

وحتى قبل الجائحة، أقل من نصف النساء الإيطاليات في سن العمل شغلن وظائف. والكثيرات منهن حين يحملن يقدمن استقالتهن، لاستحالة الموازنة بين العمل والأسرة، والأسباب الرئيسية لذلك من بينها غياب منشآت لرعاية الأطفال بأسعار في متناولهن، وظروف العمل المفتقرة إلى المرونة.

تقول جيورجيا سيروغيتي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة ميلان بيكوكا: "في إيطاليا بالأخص، الوضع خطِر. فغياب المساواة بين الجنسين، ونقص الوظائف وخدمات رعاية الأطفال يزيدان المشكلة سوءاً، بينما أضاف فيروس كورونا إلى حدة المشكلة والضبابية بصورة عامة. لذا يفقد الكثير من الناس وظائفهم الآن وهذا هو الواقع، ومن ثم يسألون أنفسهم: إن أنجبت طفلاً اليوم، من يدري إن كنت سأحتفظ بوظيفتي غداً؟".

احتجاج صامت على عدم المساواة 

وفي اجتماع عُقد مؤخراً في رابطة للنساء في روما، قالت سيروغيتي إنه من بين النقاط التي أشير إليها هي أن النساء يخترن عدم الإنجاب باعتباره "احتجاجاَ صامتاً" على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المفروضة عليهن.

وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في بداية العام إن تراجع معدل المواليد "مشكلة تخص وجود بلادنا ذاته"، وأضاف: "بصفتي رجلاً مسناً فأنا على وعي تام بتراجع معدل المواليد".

في إيطاليا، يوجد طفل لكل خمسة أشخاص فوق سن الخامسة والستين، وفقاً لجهاز Istat.

وقالت سيروجيتي: "إن الشعب المتقدم في السن مشكلة لنظام البلاد، ليس فقط بسبب الحسابات الاقتصادية والمعاشات وما إلى ذلك. المشكلة الأخرى أنه حين تتقدم البلاد في السن، شباب أقل يعني طاقة أقل وأفكاراً أقل".

التطعيم ضد كورونا في إيطاليا 

في ظل هذه الأزمة، شرعت إيطاليا، الأحد، في تطعيم السكان لوقايتهم من فيروس كورونا بعد مرور نحو عشرة أشهر على اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس في البلاد.

وقال دومينيكو آركوري، المفوض الخاص بمكافحة الجائحة، في بيان، إن ثلاثة من العاملين في مستشفى سبالانتساني في روما تلقوا لقاح فايزر-بيونتيك في الصباح الباكر الأحد.

وقالت كلاوديا أليفرنيني، وهي ممرضة تبلغ من العمر 29 عاماً، لقناة راي نيوز 24 الحكومية؛ "سار التطعيم بشكل جيد جداً. كانت لحظة تاريخية مثيرة".

بحسب رويترز، فإن التطعيم في البلاد مجاني، وسيتاح أولاً للراغبين في تلقيه من العاملين في قطاع الصحة وكبار السن.

وأصبحت إيطاليا، الخميس، ثامن بلد في العالم تتجاوز فيه حالات الإصابة المسجلة رسمياً مليوني حالة. وأعلنت السلطات تسجيل 70909 وفيات، وهو خامس أكبر عدد في العالم والأعلى في أوروبا.

تحميل المزيد