توفي العميل المزدوج السابق جورج بليك في روسيا، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن عمر 98 عاماً، ليرحل بذلك آخر الجواسيس البريطانيين الذين كان عملهم السري لصالح الاتحاد السوفييتي إهانة لمؤسسة المخابرات عند الكشف عنه في أوج الحرب الباردة.
تقول بريطانيا إن الجاسوس السابق كشف هوية المئات من العملاء الغربيين في أوروبا الشرقية خلال فترة الخمسينيات، وإن بعضهم كان مصيره الإعدام نتيجة لخيانة بليك.
اكتشاف جورج بليك والحكم بسجنه
كُشف عن كون بليك جاسوساً للسوفييت عام 1961، وحُكم عليه بالسجن لمدة 42 عاماً في لندن.
لكنه هرب عام 1966 بمساعدة سجناء آخرين واثنين من نشطاء السلام، وجرى تهريبه إلى خارج بريطانيا في شاحنة صغيرة، ليقطع أوروبا الغربية في الخفاء ويعبر الستار الحديدي إلى برلين الشرقية.
قضى بليك بقية حياته في الاتحاد السوفييتي ثم روسيا حيث كان يُحتفى به احتفاء الأبطال.
أصدر بليك الذي بات يعد خائناً في نظر بريطانيا وبطلاً في نظر الاتحاد السوفييتي سابقاً مذكرات له عام 1990 باسم "حياة جاسوس".
بمناسبة عيد ميلاد بليك التسعين أصدر جهاز الإستخبارات الروسي بيان تهنئة بعنوان "عيد ميلاد أسطورة" جاء فيه "جورج بليك عميل سري ومناهض للفاشية ساهم بشكل كبير في أمن بلدنا"، كما تلقى بليك العديد من الأوسمة خلال حياته بالاتحاد السوفييتي السابق نظير خدماته.
هولندي من أب مصري يهودي
ولد بليك في روتردام بهولندا عام 1922 لأم هولندية وأب مصري يهودي حصل على الجنسية البريطانية. وفر من هولندا خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن يلتحق بالمقاومة الهولندية كناقل رسائل ويصل إلى بريطانيا في يناير/كانون الثاني عام 1943.
والتحق بليك آنذاك بالبحرية البريطانية وبدأ بالعمل مع جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي6) عام 1944.
فيما نشر الكرملين رسالة عزاء قال فيها الرئيس فلاديمير بوتين إن بليك كان محترفاً يتحلى بقدر خاص من النشاط والشجاعة، وإن إسهاماته من أجل التكافؤ والسلام في العالم لا تقدر بثمن. وأضاف: "ستظل ذكرى هذه الشخصية الأسطورية حية في قلوبنا".