طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، من الحكومة الجديدة التوجه إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ لممارسة مهامها من داخل البلاد، وذلك في كلمة له خلال اجتماع عقده مع أعضاء الحكومة بحضور نائبه علي محسن صالح ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، عقب أدائها اليمين الدستورية بالعاصمة السعودية الرياض.
يأتي هذا في وقت قالت فيه مصادر يمنية مطلعة، لوكالة "الأناضول" للأنباء، إن تأدية الحكومة اليمين الدستورية في الرياض أثارت انتقادات كبيرة لدى كثير من اليمنيين، الذين عبَّروا عن خيبة أملهم، خصوصاً أن "اتفاق الرياض" نصَّ على أن تؤدي الحكومة اليمين في عدن.
لا مهام خارج الدولة والعاصمة
فيما ذكرت الوكالة اليمنية الرسمية (سبأ)، أن هادي صرح خلال مخاطبته وزراء الحكومة قائلاً: "لن يكون بعد اليوم وزير يمارس عمله من خارج الدولة والعاصمة (عدن)، وسيعود الجميع وستعملون بطاقة إضافية لبناء المؤسسات".
المتحدث نفسه شدد على ضرورة "جعل العاصمة المؤقتة عدن خالية من الوحدات العسكرية كافة، وتمكين الأجهزة الأمنية من القيام بدورها"، في إشارة إلى ضرورة انسحاب قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
كما أضاف هادي، أن "الحكومة معنية بمتابعة ما تبقى من استحقاقات اتفاق الرياض، خاصةً في الجانبين العسكري والأمني، وضمن ذلك استكمال الانسحابات وجمع السلاح وتوحيد التشكيلات العسكرية كافة في إطار وزارة الدفاع، والمكونات الأمنية في إطار وزارة الداخلية وفقاً للاتفاق".
وأردف أن "أولويات الحكومة الجديدة التي ستعمل عليها في المقام الأول هي مواجهة التحديات الاقتصادية، ووقف تدهور الحالة الاقتصادية، ودعم العملة الوطنية، وبناء وتعزيز إيرادات الدولة ومؤسساتها المختلفة".
24 وزيراً "عن بُعد"
إلى ذلك، يمارس العديد من المسؤولين اليمنيين مهامهم من خارج البلاد، خصوصاً من العاصمة السعودية، وذلك بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن قبل 16 شهراً.
في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت الرئاسة اليمنية تشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيراً مناصفةً بين الشمال والجنوب، بناءً على "اتفاق الرياض"، بعد مشاورات بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
فيما يهدف التشكيل الحكومي الجديد إلى إنهاء الخلاف بين الحكومة اليمنية السابقة والمجلس الانتقالي، والتفرغ لمواجهة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال شرقي اليمن.
ويشهد اليمن منذ 6 سنوات، حرباً بين القوات الحكومية المدعومة سعودياً، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
انتقادات شديدة
في وقت سابق من يوم السبت، قال مصدر حكومي لـ"الأناضول"، إن رئيس الحكومة معين عبدالملك، والوزراء أدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي، في مقر إقامته بالرياض، وهي الخطوة التي خلَّفت ردود فعل غاضبة بين اليمنيين.
وأشار المصدر إلى أن وزير الإدارة المحلية، حسين عبدالرحمن الأغبري، رفض التوجه إلى الرياض، وتمسَّك بتأدية اليمين الدستورية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
فيما لم يذكر المصدر أي تفاصيل إضافية عن طريقة تأدية الوزير "الأغبري" اليمين الدستورية لاحقاً، اللازمة قانوناً ليتسلم مهامه رسمياً.