حالة من الصدمة خلفتها شهادة ناشطة عراقية عندما تحدثت عما تعرضت له من تعذيب إثر اختطافها من قبل "مجهولين" لمدة 4 أيام، إذ قالت انتصار ناهي، المعروفة بين النشطاء بـ"مسعفة ساحة التحرير"، الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن خاطفيها عذبوها وثقبوا جسدها بمثقاب كهربائي.
فمنذ أن اندلعت الاحتجاجات المطالبة بتغيير الطائفة السياسية في العراق العام الماضي، انتشرت أخبار قتل واختطاف النشطاء والصحافيين وغيرهم من المتظاهرين الذين خرجوا لساحات مختلف المدن العراقية للمطالبة بالتغيير وتحسين أوضاع العراقيين.
اختطاف وتعذيب انتصار ناهي
بعد أربعة أيام على اختطافها، وُجدت انتصار ناهي، مرمية على طريق سريع جنوبي بغداد، وقد تم تعذيبها وثقب ساقيها وتعريضها للكي بالنار، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عراقية.
بينما قالت مصادر أمنية في بغداد إن الناشطة المدنية انتصار ناهي، التي كانت تعمل مسعفة في ساحة التحرير ببغداد، اختطفت قبل 4 أيام قبل أن يتم إطلاق سراحها الخميس.
كما أشارت إلى أنها تعرَّضت للتعذيب خلال مدة اختطافها، وهي ترقد الآن في أحد مستشفيات بغداد من أجل تلقي العلاج.
بحسب ضابط في شرطة بغداد الرصافة، فإن الناشطة "عُثر عليها على قارعة طريق عام جنوبي بغداد بحالة غير جيدة، وقد تعرضت لتعذيب تضمّن ثقوباً في ساقيها وكياً بالنار، وحالياً حالتها مستقرة ويجري التحقيق معها لمعرفة الجهة المتورطة"، وفقاً لقوله.
ترهيب من أجل "الاعتراف"
من جهتها، أعلنت الناشطة العراقية، انتصار ناهي، تعرضها للاختطاف لمدة أربعة أيام، وتعذيبها بمثقاب كهربائي.
الصور التي عرضتها الناشطة أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت آثار التعذيب على جسد الناشطة العراقية المعروفة بـ"مسعفة ساحة التحرير".
كما كشفت انتصار ناهي، خلال تصريحات لقناة "الشرقية نيوز"، أن خاطفيها عذبوها، وثقبوا جسدها بمثقاب كهربائي، بالإضافة إلى تعذيبها بالكهرباء في رأسها، وجسدها.
أضافت أيضاً أنها خضعت لعمليات ترهيب بغية الضغط عليها من أجل تصوير فيديو تعترف فيه بأنها تابعة للسفارة الأمريكية، وتقبض أموالاً من أجل الاحتجاج، أو أنها تابعة لحزب البعث.
وذلك على خلفية نشاطها في الاحتجاجات الشعبية، قبل نقلها بعد إطلاقها إلى مستشفى اليرموك في بغداد؛ حيث وثَّق ناشطون ظهور آثار تعذيب على أنحاء جسدها.
"لا تلتفتي وإلا سنقتلك"
أشارت انتصار ناهي إلى أنه بعد الانتهاء من التحقيقات والتعذيب "تم اقتيادي إلى مكان معصوبة العينين وأخبروني أنه لمدة 15 دقيقة لا تلتفتي وإلا سنقتلك وبعدها اختفوا من المكان، من ثم لحسن الحظ وجدت سائق تاكسي حيث أخبرني أنني أتواجد في تلك اللحظة بمنطقة بسماية".
فيما ناشدت انتصار ناهي، رئيس الوزراء بتوفير الحماية للمواطنين، قائلة: "نحن كنساء غير محميات فكيف بالمواطن"، وأضافت: "أنا خرجت لإسعاف إخوتي المتظاهرين والقوات الأمنية، وخدمتي ليست إلا خدمة إنسانية".
بينما أكدت أن عمليات الخطف لن تكسر إرادة العراقيين، فنحن خرجنا لأجل استعادة الوطن وليس توجيهاً من طرف معين.
قالت انتصار ناهي أيضاً: "نحن باقون وصامدون رغم كل عمليات التعذيب، سأبقى أختاً لجميع العراقيين والمتظاهرين رغم ما تعرَّضت له".