الأسرع انتشاراً بين جميع السلالات.. علماء: فيروس كورونا الجديد غير خطير لكنه يهدد النظام الصحي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/24 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/24 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
طبيب في منظمة الصحة العالمية: "ظهرت العديد من التحولات في الفيروس خلال الأشهر الماضية، ومع ذلك لا تشكل أي سبب يدعو للقلق"/ Reuters

يعتقد علماء في جنوب إفريقيا أن سلالة فيروس كورونا المُتحَوِّرَة التي ظهرت هناك تعد أكثر قدرة على الانتشار، كما أنها قد تكون أكثر مقاومة للقاحات الفيروس ولكنها لا تستطيع التغلب عليها بشكل كامل.   

صحيفة The Guardian البريطانية نقلت، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن العلماء تصريحاتهم، وذلك في محاولة لإزالة بعض المخاوف التي رافقت انتشار سلالات جديدة من كورونا في بريطانيا وجنوب إفريقيا. 

تشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من أنَّ الأبحاث لا تزال مستمرة لتأكيد طبيعة التهديد الذي تشكله السلالة المُتحَوِرَة، فإنه لا يبدو أنها تثير أعراض أخطر أو تحتاج لعلاجٍ مختلف.

إلا أن العلماء أشاروا إلى أنه كلما ازداد عدد التحورات الفردية في سلالات فيروس كورونا، فإن ذلك قد يعجل في إصابة المتعافين من كورونا مرة ثانية وثالثة وهو ما يضاعف من أزمة بعض البلاد الصحية. 

بحسب الصحيفة، فإن العلماء في جنوب إفريقيا ما زالوا يعملون "بهدوء ومنهجية" للوصول لفهم كامل للسلالة المُتغَيِرة الجديدة، المعروفة باسم "501Y.V2″، حيث قارن العلماء بالفعل البيانات الخاصة بتحور الفيروس في جنوب إفريقيا، الذي اجتاح مساحة واسعة من البلاد، مع المُتحوِر البريطاني الذي اكتُشِف الأسبوع الماضي.

أكثر قدرة على الانتشار 

من جانبه، قال الدكتور ريتشارد ليسيلز، أحد المتخصصين الذين يقودون الأبحاث في السلالة المُتَحَوِرَة الجديدة في جنوب إفريقيا: "من خلال وضع بياناتنا جنباً إلى جنب مع تلك الموجودة في المملكة المتحدة، فإنَّ هذا التحور [الجنوب إفريقي] أكثر فاعلية قليلاً في الانتشار من شخص لآخر وهذا ليس جيداً؛ لأنه يعني أنَّ علينا تحسين جهودنا قليلاً في إيقافه".

وأضاف ليسيلز: "التحور الخاص بنا يثير المزيد من المخاوف المتعلقة باللقاح (أكثر من ذلك الخاص ببريطانيا). وهناك مصدر قلق آخر يتمثل في إعادة إصابة المتعافين. ونحن نعمل حالياً بمنهجية وحرص في المعمل للإجابة عن جميع الأسئلة المطروحة أمامنا، وهذا يستغرق وقتاً".

يقول العلماء إن الطفرات الفردية المُكتَشَفة في السلالة الجديدة في جنوب إفريقيا قد تسمح للفيروس بالارتباط والدخول إلى الخلايا على نحوٍ أفضل من التحورات السابقة؛ مما قد يسهل عليه الانتقال بين الأفراد.

واكتُشِف المتغير الجديد من خلال المراقبة الروتينية بواسطة شبكة من المختبرات في جميع أنحاء جنوب إفريقيا، ووُجِد في ما يقرب من 200 عينة مجمعة من أكثر من 50 مرفقاً صحياً مختلفاً. واقتصر انتشار المُتحَوِر في الأصل على المناطق الساحلية، لكنه بدأ ينتشر الآن في البر الرئيسي.

ويشير علماء الأوبئة إلى أن معدلات الوفيات قد ترتفع إذا انتشر المُتحَوِر الجديد بسرعة تفوق قدرة أنظمة الرعاية الصحية. 

كما جاء في ورقة بحثية نُشِرَت هذا الأسبوع: "انتشرت هذه السلالة بسرعة، وأصبحت خلال أسابيع السلالة المهيمنة في مقاطعتي كيب الشرقية وكيب الغربية. وفي حين أن مدى الخطورة الكاملة للطفرات لم تُحدَّد بعد، فإن البيانات الجينومية، التي تُظهِر الانتقال السريع للسلالات الأخرى، تشير إلى أن هذه السلالة قد تكون مرتبطة بارتفاع قابلية الفيروس للانتشار".

حيث سُجِلَت العديد من الحالات بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عاماً، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا نتيجة للتحور الطارئ على الفيروس أم مقترناً بسلوكيات الشباب. وهناك توقعات بموجة ثانية في جنوب إفريقيا، لكن ليس قبل شهرين إلى ستة أشهر أخرى.

الإعلان عن سلالة جديدة من فيروس كورونا 

يشار إلى أن وزير الصحة في جنوب إفريقيا، زويلي مخيزي، قد أعلن، الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول، إن علماء بلاده اكتشفوا سلالة جديدة من فيروس كورونا.

"مخيزي" كتب تغريدة على موقع "تويتر"، قال فيها إنهم عقدوا مؤتمراً صحفياً، الجمعة، لإعلان أن علماء الوراثة في جنوب إفريقيا اكتشفوا نوعاً مختلفاً من فيروس SARS-CoV-2، المسمى 501.V2.

وزير الصحة بجنوب إفريقيا لفت إلى أنه في العينات المأخوذة من الأشخاص المصابين بالسلالة الجديدة، يكون الحمل الفيروسي أعلى منه في المرضى المصابين بسلالات أخرى من فيروس كورونا، وهو ما يمكن أن يتسبب في انتشار العدوى بسرعة أكبر، بحسب قوله.

يُشار إلى أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا أثارت العديد من التساؤلات في الأوساط الطبية عبر العالم، لكن منظمة الصحة العالمية تنفي وجود أدلة على أنها مختلفة عن الفيروس المستجد الذي ظهر قبل عام في الصين.

تحميل المزيد