قال تقرير لوكالة فرانس برس، يوم الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن ميناء دوفر قد أعيد فتحه في بريطانيا، في محاولة من جانب أوروبا لفك الحصار عنها بعد حالة إغلاق حدثت الأيام الماضية، لكن فكّ العزلة التي فرضت على المملكة المتحدة إثر اكتشاف سلالة جديدة من كوفيد-19 ما زال يتطلب أياماً عدة، في حين تتصاعد المخاوف عقب رصد سلالة ثانية متحورة في جنوب إفريقيا.
حيث أعلنت السلطات البريطانية، الأربعاء، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس يوم الأربعاء تحديد سلالة أخرى متحورة من الفيروس "مقلقة للغاية"، لأنها "أكثر عدوى" ومصدرها جنوب إفريقيا، التي فرضت على الرحلات القادمة منها قيوداً "فورية".
مساعٍ لفك "الحصار الصحي" عن بريطانيا
من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، إن هذه السلالة "تبدو متحورة أكثر من تلك التي رصدت قبل أيام في المملكة المتحدة". ولأول مرة منذ الأحد، وصلت عربات تنقل مسافرين إلى ميناء كاليه الفرنسي، آتية من ميناء دوفر، وفق صحفي من فرانس برس.
لكن عبّر مسافرون بولنديون عن إحباطهم نتيجة تعطيلهم في انتظار وصول نتائج فحوص طلبتها السلطات الفرنسية. وقالت باتريشيا زيفيتشيك "نحن هنا منذ يومين، من دون أن نستحمّ وبدون مياه شرب وطعام"، وعبرت عن "غضبها تجاه فرنسا".
من ناحيته، وجَّه لورون بيغين غضبه نحو السلطات البريطانية، آملاً إجراء الفحص حتى يعود إلى شمال فرنسا حيث يقيم.
حيث قال "طلبت من مديري ألا يرسلني مرة أخرى إلى إنجلترا"، وأضاف "تم جمعنا مثل الحيوانات".
ووفق السلطات البريطانية، علقت الثلاثاء 3800 شاحنة في مانستون، ونحو 1250 شاحنة في منطقة الميناء. يجب الانتظار بضعة أيام لتخفيف الاكتظاظ بعد الوصول، إلى اتفاق مع باريس يسمح باستئناف عمليات التنقل بين ضفتي بحر المانش، شرط إبراز فحص كوفيد-19 سلبي.
بفضل هذا الاتفاق انتهز فرنسيون وبريطانيون في البلدين استئناف رحلات قطارات "يوروستار" ليعودوا إلى بلدهم لمناسبة عيد الميلاد.
كما أوصت المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتسهيل استئناف حركة النقل مع الجزيرة، من أجل "السفر الضروري"، و"لتجنب اضطرابات سلسلة الإمدادات".
تطعيم ضد فيروس كورونا في بريطانيا
كذلك، وفي خبر سار في المملكة المتحدة، جرى تقديم معطيات اللقاح الذي أنتجته جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا إلى السلطات المختصة بهدف إجازة استعماله، وفق ما أعلن وزير الصحة مات هانكوك.
كانت بريطانيا قد رخصت لاستعمال لقاح فايزر-بايونتيك، وبدأت حملة تلقيح تستهدف في مرحلة أولى الأشخاص الأكثر حاجة.
فيما أعلنت كندا إجازة استعمال لقاح شركة موديرنا، بعد ترخيصها لقاح فايزر-بايونتيك، في 9 ديسمبر/كانون الأول.
في المقابل لم تعلن ألمانيا، التي علّقت على غرار عشرات الدول الأخرى الرحلات مع المملكة المتحدة، تخفيفَ القيود السارية حتى 6 يناير/كانون الثاني، وكذلك بالنسبة لإسبانيا.
أما سويسرا، فكانت تستعدّ منتجعات التزلج لاستقبال السياح البريطانيين. وسيطرت حالة من الاضطراب على الفنادق بعد إلغاء عدد كبير من الحجوزات.
اجتماع لمنظمة الصحة في أوروبا
من جانبه، عقد الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً لأعضائه صباح الأربعاء، جرت خلاله مناقشة استراتيجيات مواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجدّ.
في حين تبدأ حملة التلقيح الأحد في الاتحاد الأوروبي، وفي فرنسا سيتلقّى "بضع عشرات" الأشخاص اللقاحَ، الأحد، في دور للمسنين. وبدأت حملة التطعيم في سويسرا الأربعاء، وتلقت امرأة مسنة تبلغ 90 عاماً أول جرعة في كانتون لوسرن.
من جانبها أعلنت أيرلندا يوم الثلاثاء أنها ستُعيد فرض إجراءات احتواء كورونا، من 24 ديسمبر/كانون الأول، حتى 12 يناير/كانون الثاني، مع بعض التخفيف والاستثناءات لعطلة عيد الميلاد، لمحاربة الزيادة "غير العادية" للإصابات.
أما في الولايات المتحدة، فقد رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، خطة الإنعاش الاقتصادي البالغة قيمتها نحو 900 مليار دولار، والتي أقرّها الكونغرس ووصفها بأنها "عار"، داعياً إلى زيادة قيمة الشيكات المخصصة للعائلات.
خطة جديدة لدعم الاقتصاد
من جهته، أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن أنه سيطلب العام المقبل من الكونغرس التصويت على خطة جديدة لدعم الاقتصاد الأمريكي.
وفي المكسيك، أعلنت الحكومة أنها ستطلق الخميس حملة تلقيح ضد كوفيد-19، ما إن تصل أول دفعة من لقاح فايزر/بايونتيك. والمكسيك هي رابع دولة أكثر تضرراً جراء الوباء، بعد الولايات المتحدة والبرازيل والهند.
يذكر أن فيروس كورونا المستجد قد تسبب في وفاة مليون و718 الفاً و209 أشخاص في العالم، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الأربعاء. وسُجلت 77 مليوناً و992 ألفاً و300 إصابة في العالم منذ ظهور الوباء.