كشفت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يدرس طلباً لإعلان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، محصناً من دعوى قضائية اتحادية تتهمه باستهداف ضابط المخابرات السابق سعد الجبري.
بحسب الصحيفة، فقد طلبت الحكومة السعودية حماية الأمير من المسؤولية رداً على شكوى قدمها سعد الجبري، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الداخلية السعودية يعيش الآن بالمنفى في كندا.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن تشمل الموافقة أيضاً إعفاء الأمير محمد بن سلمان من التهم الموجهة إليه في قضايا أخرى تم رفعها مؤخراً بالولايات المتحدة، من ضمنها تلك التي تتهمه بالتوجيه بقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي عام 2018 .
تأتي هذه المحاولة، بحسب الصحيفة، في الوقت الذي تخشى فيه السعودية من عدم قدرتها على إقناع الولايات المتحدة بمنح حصانة لولي العهد بمجرد ترك ترامب لمنصبه، إذ كرر الرئيس المنتخب جو بايدن أنه سوف "يعيد تقييم" علاقة الولايات المتحدة بالمملكة.
اقتراح حصانة أمام المحاكم الأمريكية
تشير الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية تتشاور مع الوكالات الحكومية الأمريكية الأخرى قبل إصدار توصية بالحصانة إلى وزارة العدل، التي يكون طلبها الرسمي عادةً ملزماً للمحكمة الفيدرالية.
تقول الصحيفة إن "اقتراح الحصانة" ليس سوى خيار واحد، إذ يمكن للسلطة التنفيذية أيضاً إصدار بيان مصلحة للمحكمة لا يرقى إلى مستوى الإعلان الصريح، ولكنه يقترح مزيداً من الاستفسارات أو الإجراءات من قِبل المحكمة، مما يعرقل إجراءات الإدانة.
من جانبه، قال خالد، نجل سعد الجبري، في بيان: "إنّ دعم الولايات المتحدة للمطالبة السعودية من شأنه أن يعطي الضوء الأخضر لمزيد من مؤامرات الاغتيال".
أشار الجبري، المتحدث باسم العائلة، إلى أنَّ "منح حصانة لمحمد بن سلمان يشبه إصدار رخصة بالقتل".
كان الجبري قد تقدم بشكوى في الولايات المتحدة بتاريخ السادس من أغسطس/آب 2020، قائلاً إن فريقاً من العملاء السعوديين، يُعرفون باسم "فرقة النمر"، حاولوا اغتياله في مدينة تورونتو بأمر من ولي العهد يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
تهديدات واعتقالات طالت عائلته
فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز، في يوليو /تموز الماضي، إنها حصلت على وثائق ورسائل نصية لمحادثات جرت بين ولي العهد السعودي الحالي وضابط المخابرات السعودي البارز سعد الجبري، تثبت أن محمد بن سلمان حاول جلب الجبري عبر عدة وسائل، بينها الإنتربول، وبالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى.
الصحيفة كشفت أنها حصلت على الرسائل من شركة محاماة عيَّنها الجبري الذي عُرف بأنه أبرز مساعدي ولي العهد السابق محمد بن نايف، والذي يقيم في كندا حالياً. تتضمن إحدى هذه الوثائق رسالة بعث بها محمد بن سلمان إلى الجبري في 18 يونيو/حزيران 2017، يطلب فيها منه العودة؛ للمساعدة في حل مشكلة غير محددة مع محمد بن نايف، وقال له إنه يريد أن يشرح له ما حدث مؤخراً والتوصل إلى اتفاق معه بشأن استراتيجية لحل كل الصعوبات.
أيضاً منع ولي العهد اثنين من أبناء الجبري: سارة، التي كانت تبلغ من العمر حينها 17 عاماً، وعمر (18 عاماً)، من مغادرة السعودية.