“مصر منزعجة من تحركات نجلكم”.. تفاصيل لقاء عباس كامل مع حفتر في ليبيا

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/22 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/22 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل وخليفة حفتر (Getty images)

شهدت مدينة جرمة الليبية، يوم السبت 19 ديسمبر/تشرين الأول 2020، لقاء عباس كامل وخليفة حفتر ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح لمناقشة الملفات الأمنية ذات الاهتمام المُشترك إضافةً للقضايا المتعلقة بالأمن القومي المشترك.

وحمل رئيس المخابرات العامة المصرية رسالة لخليفة حفتر، دعم من خلالها الاستقرار العسكري والسياسي في ليبيا، وأيضاً حمل رسالة أخرى كان مفادها أن ظهور صدام خليفة حفتر المدعوم إماراتياً على الساحة العسكرية والأمنية في شرق ليبيا هو نذير شؤم.

لقاء عباس كامل وخليفة حفتر

وحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" من مصدر تابع للقيادة العامة فإن "عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية أبلغ خليفة حفتر قلق وانزعاج الحكومة المصرية من ظهور صدام خليفة حفتر المدعوم إماراتياً بصلاحيات أمنية وعسكرية غير محدودة في شرق البلاد، في ظل وجود قيادات عسكرية أكفأ منه، الأمر الذي قد يؤثر على المشهد السياسي والعسكري في شرق ليبيا".

وتابع المصدر ذاته "لقاء عباس كامل وخليفة حفتر عرف تسليم رئيس المخابرات العامة المصرية لخليفة حفتر تقريراً أعده جهاز المخابرات العامة المصرية حول الوضع الأمني والاجتماعي والعسكري في شرق ليبيا وكل الأعمال التي يقوم بها نجله صدام، آخرها اعتقال أبناء عمومته، وتصفية رفاقهم بحجة تواصلهم مع بعض قيادات النظام السابق الليبي في مصر"، مشيراً إلى أن "التقرير تضمن التواصل المباشر لصدام خليفة حفتر بغرفة العمليات الإماراتية بقاعدة الخروبة شرق ليبيا".

وأضاف المصدر ذاته أنه خلال لقاء عباس كامل وخليفة حفتر بالإضافة إلى رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح أبلغهم بدعم الرئاسة المصرية الكامل للمسار السياسي الذي ينتج عقيلة صالح رئيساً للمجلس الرئاسي الجديد، مشدداً على ضرورة دعم أعضاء مجلس النواب والتصويت لعقيلة صالح رئيساً للمجلس الرئاسي الجديد.

لقاء سابق بين حفتر وعباس كامل (مواقع التواصل الاجتماعي)
لقاء سابق بين حفتر وعباس كامل (مواقع التواصل الاجتماعي)

تجاوزات نجل حفتر

ورد اسم صدام خليفة حفتر، نجل الجنرال خليفة حفتر، الذي يشار له بالتورط في مقتل الحقوقية حنان البرعصي في عدة تقارير دولية تحدثت عن ارتكابه مخالفات واسعة، بالاشتراك مع شقيقه خالد وآخرين.

وفي الشهر الماضي، أشار تقرير لإذاعة فرنسا الدولية إلى أن طائرة حفتر الخاصة هبطت في يوليو/تموز الماضي في أبوظبي، ثم في مطار الباطن الإماراتي المخصص لرجال الأعمال.

وقال التقرير إن "هذه الطائرة يتم استخدامها بشكل متكرر من قبل أقارب حفتر أيضاً في عمليات الاتجار وغسيل الأموال"، مشيراً إلى أنها "هبطت في فنزويلا قبل أسابيع قليلة من زيارتها للإمارات".

وذكر التقرير أن أقارب حفتر قاموا بتبادل الدولار مقابل سبائك الذهب في فنزويلا، قائلة إن "أبناء خليفة حفتر، خالد وصدام والصديق حفتر وحفنة من الضباط المقربين، هم في الغالب من يستخدمون الطائرة لتنفيذ أعمالهم، والهدف، حسب عدد من المختصين، هو تمويل والحفاظ على الكيان السياسي العسكري الذي أنشأه والدهم في شرق ليبيا".

ولفت التقرير إلى أن الطائرة نزلت في تركيا في توقيت كان فيه حفتر أسوأ أعداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن من الواضح أن هناك "نشاطاً تجارياً" للعائلة لجمع الأموال، بينما الفرضية المنتشرة على نطاق واسع في بعض الدوائر في بنغازي أن صدام وضباطا آخرين يقومون بعمليات تبادل الذهب في تركيا.

ويُعرف صدام خليفة حفتر ببيعه للخردة المعدنية والنفط بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى بيع الذهب الليبي إلى الإمارات مقابل أسلحة.

ويقود صدام حفتر، أكبر التشكيلات المسلحة المعروفة باسم اللواء 106، والذي يضم معظم التشكيلات المسلحة في بنغازي والمنطقة الشرقية، بمشاركة شقيقه خالد، وعدد من أبناء عمومته، وأصبحوا يديرون العمليات العسكرية بعد إزاحة وإقصاء كبار الضباط العسكريين من قادة عملية الكرامة.

أغنية تمجد صدام

"قيافة ونظام وتحية للرائد صدام. مقدام ولد قائد مقدام. ولد الأحرار ودايماً حر"، هذه كلمات أغنية لـ"صدام" نجل خليفة حفتر، الذي تحول من بائع سيارات إلى عقيد بقوات الكرامة، دون أن يحصل على أي دراسة عسكرية أو حتى مؤهلات تؤهله لتقلد هذه الرتبة.

وأثارت الأغنية التي لا يعلم حتى اللحظة من كاتب كلماتها، حالة من السخط والسخرية بين الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنها جاءت في توقيت عصيب يواجه فيه الليبيون أطماع المستعمرين الجدد سواء من الغرب أو حتى من دول الجوار.

وبحسب مصادر صحفية من بنغازي فإن خليفة حفتر أمر بتغيير مدير عام قناة الحدث الفضائية المدعومة إماراتياً، محمود الفرجاني والتي مقرها بنغازي بعد نشرها لأخبار وأغاني أنتجت لصالح نجله صدام، إذ أوضحت المصادر أن القيادة العامة أمرت بتعويض الفرجاني بمدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات حفتر اللواء خالد المحجوب.

ويرى المحلل السياسي عمر التهامي أن "هذه الأغنية تكشف، حقيقة أطماع أبناء خليفة حفتر؛ خالد وصدام وبلقاسم، إذ تداول الليبيون وثائق مسربة تكشف قيام حفتر بترقية ابنه خالد من رتبة نقيب إلى رتبة مقدم، متجاوزاً رتبة رائد التي من المفترض أن يقضي فيها 5 سنوات من العمل".

وأضاف المتحدث في تصريحه لـ"عربي بوست" أن "القانون العسكري الليبي يشترط أن يكون الضابط العامل في القوات المسلحة متخرجاً من كلية عسكرية أو معهد عسكري معادل لها، معترف بهما من رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة، إلا أن حفتر كسر هذا القانون وعين أبناءه وأقاربه ضباطاً دون أن يلتحقوا بأي كلية عسكرية".

 صمت الحكومة 

من جانب آخر انتقد المحلل السياسي فرج دردور "صمت المسؤولين الليبيين لقاء عباس كامل وخليفة حفتر رئيس المخابرات المصري للمنطقة الشرقية، وملاقاة مجرم الحرب خليفة حفتر"، معتبراً أن "كل من يتولى منصباً سياسياً في ليبيا لم يعبر عن رفضه لهذا الانتهاك والخيانة سيلحقه العار".

وأوضح في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن صمت حكومة الوفاق على انتهاك رئيس المخابرات المصرية للأراضي الليبية، يعطي رسالة بأنها ضعيفة ومنقسمة.

وقال دردور إن "انتهاك حرمة ليبيا من قبل عميل الموساد المصري، لمناطق التمرد في الشرق دون إذن من الحكومة الشرعية، ولربما لتنشيط المتمرد حفتر على شن عدوان جديد، يعد عاراً على كل من يتولى منصباً سياسياً في ليبيا دون أن يعبر عن رفضه لهذا الانتهاك والخيانة".

تحميل المزيد