إسرائيل تتجه إلى انتخابات رابعة في أقل من عامين.. “الكنيست” رفض تأجيل المصادقة على الميزانية

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/22 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/22 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
غانتس ونتنياهو / رويترز

رفض الكنيست الإسرائيلي، ليل "الإثنين-الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، المصادقة على مشروع قانون، بتأجيل المصادقة على الميزانية لمدة أسبوعين، تنفيذاً لاتفاق سابق بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزعيم حزب أزرق أبيض غانتس.

من شأن عدم المصادقة على مشروع القانون، أن يحلّ الكنيست نفسه، (منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول)، حسبما تنص قوانينه الداخلية، في حال انتهاء المهلة الخاصة بالمصادقة على ميزانية الدولة.

الكنيست يمهد لانتخابات مبكرة في إسرائيل

فقد ذكرت وسائل إعلام عبرية، من بينها قناة "كان" الرسمية، أنّ الكنيست رفض المصادقة على مشروع القانون بأغلبية 49 نائباً مقابل 47، ليكون من المرجح أنّ يحل نفسه منتصف ليلة الثلاثاء-الأربعاء، وبالتالي اللجوء إلى انتخابات جديدة، هي الرابعة في غضون عامين.

كما قالت القناة إنه على الرغم من أنّ مشروع القانون الذي ينص على تأجيل المصادقة على الميزانية لمدة أسبوعين من الموعد المحدد لذلك، جاء نتيجة اتفاق بين حزبي الليكود وأزرق أبيض، اللذين يقودان الحكومة، إلا أنّ نواباً من الطرفين لم يصوّتوا لصالح القرار.

أشارت القناة أيضاً إلى أنه وفي أعقاب هذا التصويت، فإن احتمالات التوصل إلى تسوية وحلّ متفق عليه، بين الليكود و"أزرق أبيض" ضئيلة ومعدومة تقريباً.

الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشريكه بيني غانتس/رويترز
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشريكه بيني غانتس/رويترز

بعد أن فشل الاتفاق بين نتنياهو غانتس

الإثنين، لاحت بوادر تمرد داخل حزب "أزرق-أبيض" الإسرائيلي الذي يقوده غانتس، بعد توصله إلى اتفاق مع حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد يلغي الذهاب لانتخابات مبكرة جديدة.

كان الاتفاق الذي توصل إليه نتنياهو وغانتس، مساء الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول، بحسب بيان مشترك، قضى بتأجيل تمرير ميزانية الدولة لعام 2020 حتى نهاية الشهر الجاري، وميزانية 2021 حتى الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل، كفرصة أخيرة قبل حلّ الكنيست والذهاب لانتخابات.

خلاف الشركاء في الحكومة

الخلاف ليس بين الحكومة والمعارضة، بل بين الشركاء في حكومة "الوحدة والطوارئ" التي شكّلها في الربيع رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو ومنافسه السابق في الانتخابات الوسطي بيني غانتس. ومنذ أسابيع تسير هذه الحكومة الائتلافية المترنّحة على طريق الانهيار.

أصرّ غانتس على وجوب إقرار ميزانية الدولة لعامين وليس لعام واحد فقط، بدعوى أنّ إسرائيل تحتاج إلى الاستقرار بعدما شهدت أسوأ أزمة سياسية في تاريخها والدمار الذي لحق باقتصادها بسبب وباء كوفيد-19.

لكنّ نتنياهو رفض المصادقة على ميزانية 2021، في خطوة اعتبرها معارضوه أنها تكتيك سياسي مكشوف يرمي لإبقاء التحالف غير مستقرّ، ما يسهّل عليه إسقاط الحكومة قبل أن يضطر لتسليم السلطة إلى غانتس.

احتجاجات ضد بنيامين نتنياهو

يأتي الاتفاق بين غانتس ونتنياهو، في وقت يواجه فيه الأخير ضغوطاً داخلية كبيرة، إذ يطالب إسرائيليون ويتظاهر الآلاف منهم في مناطق عدة للمطالبة باستقالته منذ أشهر. 

هذه الاحتجاجات وما يرافقها من مطالب استقالة تأتي بسبب الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو في قضايا فساد، وكذلك جراء فشل حكومته في مواجهة أزمة كورونا.

كذلك فإن نتنياهو تلقى ضربة قوية مع إعلان عضو الكنيست البارز، جدعون ساعر، انشقاقه عن حزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، وإطلاقه لحزب جديد سمّاه "أمل جديد، وحدة لإسرائيل"، حيث ينوي أن يخوض الانتخابات الأمريكية المقبلة. 

من جانبه، يواجه غانتس مخاطر خسارة مقاعد في الكنيست، إذ تتوقع استطلاعات للرأي العام أن يهبط عدد أعضاء حزب "أزرق أبيض" في الكنيست القادم، في حال أجريت انتخابات مبكرة، من 17 إلى 9 أو 6 (من أصل 120 هم أعضاء البرلمان).

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل شهدت 3 جولات انتخابية على التوالي، خلال العامين الأخيرين، جرت الأولى في أبريل/نيسان 2019، والثانية في سبتمبر/أيلول 2019، والثالثة في مارس/آذار 2020، وقادت إلى تشكيل الحكومة الحالية في مايو/أيار من ذات العام.

تحميل المزيد